حوااااااااااااء...

حوااااااااااااء...
مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ" (أعمال الرسل 20: 35).

هذا القانون يعمل دائماً في الاتجاه الصحيح بقوة تتفق مع الله الذي وضعه. إنه يحب أن يعطي، وعندما يعطي فإنه "يعطي الجميع بسخاء ولا يعيّر" (يعقوب 1: 5).

إنه يعطي ما يرى إنّ الإنسان بحاجة إليه، بل نرى في تيموثاوس الأولى 6: 17) أنه يمنحنا (أي يعطينا) كلّ شيء بغنى للتمتع...

والله مُحِبّ للعطاء لكل خليقته وليس فقط للذين يؤمنون به "... وهو يفعل خيراً، يعطينا من السماء أمطاراً وأزمنة مثمرة، ويملأ قلوبنا طعاماً وسروراً" (أعمال الرسل 14: 17)

هذا الإله المُحِبّ للعطاء، ماذا فعل بعد أن خلق العالم في خمسة أيام؟ يعلّمنا الكتاب أنه في اليوم السادس خلق الله الإنسان على صورته (تكوين 1: 26). وقال الرب الإله إنه ليس جيداً أن يكون آدم وحده، فأصنع له معيناً نظيره.. "فأوقع الرب الإله سباتاً على آدم فنام، فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحماً. وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلى آدم." (تكوين 2: 18، 21، 22).

لقد صنعها وأحضرها وقدّمها إليه دون أن يطلب... نعم قدّمها لآدم عطية:

وما أعظم العطية... بل وما أعظم العاطي!

سيدتي:

هذا القصد السامي والراقي كان يشغل فكر الله وقلبه وهو يقدّم حواء عطية غالية لآدم في القديم.

إنّ سموّ المعطي وعظمة العطية لا بدّ لهما أن يسموا بمشاعرك وأفكارك، ويجعلك تسعين بمعونة الله بكل اجتهاد لكي تكوني على هذا المستوى الراقي، تلك العطية المبارَكَة التي أكرم الله بها زوجك.

كما أنه يجعلك أنتِ وزوجك معاً، إن كنتما مؤمنين أن تُقدّرا مكانتكما في قلب المسيح كجزء من الكنيسة عطية الله الآب له وأن تكونا بحياتكما عند حسن ظنه.

وإن كان المسيح ينظر إلى كنيسته وكأنها "لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن" حتى أنه مضى وباع كل ما كان له واشتراها، وكان الثمن دمه الثمين، فإنّ الكتاب المقدس يخبرنا أيضاً إنّ المرأة الفاضلة "... ثمنها يفوق اللآلئ. بها يثق قلب زوجها فلا يحتاج إلى غنيمة" (أمثال 31: 10، 11).

فلتكوني هذه الزوجة الفاضلة التي تُضيف إلى زوجها ولا تُنقص منه، ترفعه ولا تهبط به، وتُكرم صورته أمام أولاده وأمام الناس أيضاً.