شتاء الغربة
بقلم الشّاعر : محمد شمس الدين بريفكاني *
مطر ... مطر
ثلج وبرد
وضباب
شجرة يابسة
عرتها الريح وغسلتها الأمطار
طائر صغير
يشعر مثلي بالبرد
يحتمي بغصن صغير
كسرته الريح
وأنا
في غرفة
حرارتها فوق العشرين
أجلس وحدي
خلف نافذة موصدة بإحكام
لا ينفذ ...
إليها الريح
ولا تخرج منها الأوهام
ولا الأحلام
أشعر بالوحدة والبرد
أتحسس ثقل الغربة
وقد إمتدت لسنين
وذكريات
لوطن إشتقت إليه
وإلى ما فيه
من أرض وجبال وسماء
مياه وأناس لطفاء
وأزاهير حقول بلادي الحمراء
في آذار ونيسان
إشتقت إلى نوروووووز
وأصوات الموسيقى
وأغاني الدبكات
في زاويته
وفي كل بقعة أرض
خضبتها دماء الشهداء
أشعر بالفرح ... وبالحزن
بالأمل ... وبالضياع
أشعر بالروح
تخرج هائمة
تسبح في الأجواء
تدور ..... تدور
وترسم قوس قزح
أوله عندي .. وآخره
يتوزع
ألوانا فوق ربوع بلادي
أين أنت يا ليوناردو دافنشي
لترسم لوحة حب كوردية
تفوق جمال الموناليزا
حيث
إختلطت فيها الألوان
ولم يبق
ما بين الحزن وما بين الأ فراح
أي تماس
لا زمان
لا مكان
ولا شئ سوى
وطن
يبدو من بعيد
كعروس تزهو
في حفلة عرس
وبقايا روح
تتسلق خط الشمس
وجسد مسجون
في غرفة
وأربعة عيون
تتبادل سرا النظرات
إثنتان لشبه إنسان
يجلس في الدفء
ويشعر بالبرد
وإثنتان لطائر صغير
يجلس في البرد
ويشعر بالدفء
فمن يحسد من
* شاعر كوردي من شمال العراق .
المانيــــــــــــا