يُحكى أن ملكاً شاباً كان يملك قصراً كبيراً في إحدى المناطق البعيدة عن المدينة، وكان موقع هذا القصر في منتصف غابة كثيفة الأشجار، حيث وُلِدَ هذا الملك.
وذات يوم قرر هذا الملك أن يذهب ليتفقد المكان الذي ترعرع فيه مع أصدقاء طفولته، وأحب أن يتنكر في زي قروي لكي لا يعرفوه، ولكي يفاجئهم.
وعندما وصلَ إلى قريته كان المساء قد أقتربَ، فتمشى في وسط الغابة إلى أن وصلَ إلى شاطىء البحيرة، حيث التقى عدداً كبيراً من رفاق الطفولة، ولكن دون أن يعرفوه، وقد استقبلوه كضيف غريب عليهم وجلسوا معه يتبادلون الأحاديث، حتى بدأ الظلام يحلّ على هذه القرية النائية، وإذ هُم في طريق العودة إلى بيوتهم، مجتازين الغابة الكثيفة، فجأة بدأوا يسمعون زئير الأسود التي كانت تملأ الغابة خلال الليل. خاف الجميع، وأسرعوا هاربين داخل هذه الغابة الكثيفة والمظلمة، علَّهم يصلون القرية قبل وصول الأسود، لكن الزئير كان يزداد ويقترب منهم، والخوف يزداد أيضاً، وكانوا ما يزالون بعيدين عن بيوت القرية، وكان البيت الأقرب إليهم هو قصر هذا الملك الشاب، لكنهم لم يتأملوا منه خيراً لأنه كان مهجوراً بالنسبة لهم منذ سنين طويلة، ولمَّا اقتربت الأسود منهم بطريقة فقدوا معها كل أمل في النجاة، ولكنهم كانوا قد اقتربوا أيضاً من باب هذا القصر، اقترح عليهم الملك الشاب أن يهربوا إلى هذا القصر، لكنهم صرخوا قائلين: " إنه قصر مهجور منذ سنين ولا يوجد أحد بداخله وبالتالي لن نستطيع أن نحتمي فيه وهكذا لم يعد لنا أي أمل في النجاة ولا بد لهذه الأسود أن تفترسنا !!! ".
ولمَّا كانوا قد وصلوا قرب أبواب القصر والأسود خلفهم مباشرةً صرخَ الملك قائلاً:
" لا تخافوا إنني أمتلك المفتاح " فأنا الملك !!!
وهكذا وبسرعة هائلة فتح لهم الأبواب وأدخلهم إلى القصر، حيث احتموا فيه وأفلتوا من قبضة الأسود المفترسة التي كانت على وشك الإطباق عليهم.
عزيزي:
أمر واحد فقط لفتَ انتباهي في هذه القصة:
بالرغم من قساوة هذه القصة، والخوف الذي استولى على هؤلاء الأشخاص، والأسود المفترسة التي كانت تحيط بهم وتقترب منهم، وبالرغم من عذابهم وركضهم وقساوة الظروف المحيطة بهم في وسط غابة كثيفة ومظلمة، وبالرغم من فقدان الأمل بمكان يلجاون إليه للحماية، جاء الحل الذي أنقذهم من الموت المحتَّم، وكان سببه الوحيد هو: وجود الملك الذي يمتلك مفتاح النجاة في وسطهم.
نعم هذا هو الأمر الوحيد الذي لفتَ انتباهي، والذي يجب أن يلفت انتباهك أنتَ أيضاً في هذا الصباح !!!