سلامٌ في وسط الضيقات :
حدث أنَّ ملكاً خصَّص جائزة ثمينة للفنان الذي يرسم أجمل صورة تُعبِّر عن السلام .
وحاول كثيرون من الفنانين رسم أجمل صورة ، وقدَّموها إلى الملك .
واستعرض الملك كل الصُّور التي قدَّمها الفنانون .
ولكنه لم يُعجَب إلاَّ بصورتين ، وكان عليه أن يُفاضِل بينهما .
إحداهما ... كانت تُصوِّر بِرْكة هادئة ، وسطح البِرْكة رائق مثل مرآة صافية ،
وحولها تقف الجبال الشاهقة ، وفوقها سماء صافية زرقاء ،
تتخلَّلها بعض السُّحُب البيضاء الرقيقة .
أما الصورة الثانية ... فكانت تُمثِّل أيضاً جبالاً شاهقة ، ولكنها وعرة وعارية من كل عُشب ،
وفوقها سماء مغبرة ، يتساقط منها أمطار غزيرة ويتخلَّلها ضوء البرق في جوانبها .
وفي جانب أحد الجبال يهدر شلاَّل من ماء مُزبد .
وطبعاً ، فإنَّ هذا المنظر لا يعدو مُعبِّراً عن السلام أبداً .
وبينما كان الملك يُحدِّق بدقة في الصورة ، رأى خلف الشلاَّل في الصورة ،
شُجيرة صغيرة للغاية ، ناميةً من خلال شقٍّ في صخرة .
وفي داخل الشُّجيرة لاحَظ الملك صورة طير قد بنى هناك عُشّاً .
وفي وسط الضجيج الذي يُحدثه الماء المندفع من الشلال ،
رقد الطير في عُشِّه هادئاً ، في سلامٍ تام .
فأيٌّ من الصورتين تظنُّ أنها فازت بالجائزة ؟؟؟
لقد اختار الملك الصورة الثانية !
هل تعلم لماذا؟
لقد فسَّر الملك ذلك بقوله :
- السلام لا يعني أنه لا يوجد إلاَّ في مكان لا يشوبه الضجيج والاضطراب أو العمل الشاق ؛
ولكن السلام يعني .. أن تكون في وسط كل هذه الظروف الصعبة ،
وتظل مُحتفظاً بسلامك داخل قلبك .
+ دَعْنا نُسبِّح الرب :
- أيها الرب الإله ، أُسبِّحك في وسط أحلك الأوقات ، من خلال الأسى والضيقات .
- أيها الرب الإله ، أُسبِّحك وأرفع يديَّ لتمجيدك ، لأن كلمتك حقٌّ هي .
- أيها الرب الإله ، أُسبِّحك ، رغم أنه صعبٌ عليَّ أن أرى كل ما تُفكِّر
فيه وتُدبِّره من أجلي ، ولكني أضع كل ثقتي فيك .
* منقــــول *