هـــذه قصّـة حقيقيّــــة !
رواهـــــا لي أحد الأصدقــــاء :
قال لي : سأروي لكَ ما خفـى عليكَ من حياتي ..
آنشرهــا .. كي تكونَ عِبــرة لكلّ من يطّلــع عليهـــــا !!!
قبلَ أن أتعرّف عليكَ ( كصديق مخلص ) ...
كنــتُ شــابّاً في مقتبل عُمري ..
لم أدع ( رذيلــة ) إلاّ وآقترفتهــــــا ؛ ومعصيّة إلا وعملتها !
وكانت هناك في حارّتنــا فتاةٌ رائعــة الجمال والأخـلاق !
فأحببتها لدماثـة اخلاقها وتربيتهــا !
كنتُ اراقبها من بعيد .. فكلّ يوم أحد كانت
تؤمّ الكنيســة ؛ وبعدها تقوم بزيارة كلّ مريض في الحارّة !
دونَ كـللٍ أو مــللِ ! وأنا متابع لأخبارهــــا !
كان دارهم ؛ لا يخلوا من الضّيوف !
كذلك كانت والدتها تقومُ بزيارة الأرامـل في الحارّة !
تسـلّيهـنّ ؛ تخفّف من وطـأة الزّمـان عليهـنّ !
تعارفنـــا في عيد الميـلاد .. بعدئذٍ تقدّمتُ لخطبتها ..
وكانت تعلمْ عمّـا كنتُ عليــهِ ! وبالرّغم من ذلك ..
رضيت بي زوجــاً لها ! وكانتْ فرحتي لا توصـف !
وأقسـمتُ أمام الربّ يسوع ؛ أنْ أتوب .. ولا أعود الى الخطيئــة !
وتزوّجنــــا في وسط فرحة الأهل والأقارب ..
فتركتُ صحبة الأصدقاء الأشرار .. وبدأتُ حياةً جديدة !
وكانت هي تعمل في إحدى الوظائف الحكوميّــة !
وعندمــا كنتُ أرجع الى البيت عائداً من عملي ؛
كان كل شئ على مايرام ..
مرّت الأيّام على أحلى ماتكون !
ولكــــن !!!
بدأ إبليس يطاردني من جديد ؛ ويضيق الخناق علـــــيّ !
فعدّتُ الى سابق عهـدي !
وكانــتْ هي تعلــم بكلّ تصرّفاتي ( السّـــيئة ) !
وهي ســاكتة !
ومـرّت عشر أعوام .. وأنا ( عبدٌ ) لمشيئة الشّيطان !
وكانت هي ( تهضم ) الغمّ والقهر .. دون أن تنطق ولوبكلمـة عتاب لي !
فأصابها مرض شديد ؛ آستعصى على الأطبّـــاء علاجـــهُ !!
فرحلـت عنّـى الى بارئهــــا ..
ولم يمضي عام .. فتزوّجتُ من فتاة ( عانس ) قد فات عليها
قطــار الزّمــن !
وعشــنا مع أولادي الثّـــلاث حوالي عاميـــن !
كنتُ في البدايـــة ( مُعجباً ) بها من كلامهـا من معاملتها
لأطفالـي !
وفجــأة ( تغيّرت ) طباعهـــا ؛ فباتت ( سـلّيطة ) اللّسان !
تثور في وجهي لأقـل نقاش بينـــا !
وكانت تهـدّنني في كثير من الأحيان ؛ بأنّهــا سـتترك البيت
وتدعني لشأني مع أطفالــــي ؛ وهذا مافعلتــهُ !
فضاقت بي الدّنيـــــا ! ولم أعرف ماذا افعــل ؟
وبالرّغم من تركي أفعالي الماضيـة ؛ إلاّ أنّي كنتُ قد تأخّرتُ كثيراً !
فكان يروي لي هـذا ؛ والدّمــوع تحرق خدّيــهِ !
وكنتُ أنا بدوري أخفّف عنــهُ ما جرى لهُ ؛ وأشجّعهُ لأنْ
يترّجـى زوجتــهُ ويُراضيها ؛ لأن تعود الى بيتــهِ !
فعمل بنصيحتي ؛ ورجعت المياه الى مجاريها الطّبيعية كما يُقـــــال !
ولكــنّي لا حظتُ أنّ حالتــه النّفسيّة زادت ســوراً !!
وكنتُ أذهب لزيارتــه بين حين وآخر ..
وفي احد الأيّام لم اجدهُ في دارهِ !
فآستفسرتُ زوجتــهُ عمّا جرى .. فأجابتني : أنّهُ لم يعد للبيت منذ ثلاثة
أيّـام ! وقد غاب عن وظيفتــه أيضــاً !
ومنــذ ذلك اليوم .. لم أراهُ على الإطــلاق !
فتذكر أخي القارئ .. أختي القارئـة .. هذه القصّـــة انّ :
{{ الله يمهــــــل ولا يهمـــــل }}
{{ وكــلّ مـــا تـــزرع .. مثلــــهُ تحصـــــد }} !!!
* مـن كتاباتي *
وفي أحد الأيّام