أيّتها البريئة من كل دنس ، أمَّ يسوع وأمَّنا ، إذ نحن مأخوذون ببهاءِ جمالكِ السماويّ
ومدفوعون بضيقاتِ هذا الجيل ، نرتمي بين ذراعيك ، واثقين بأنْ نجد في قلبكِ الكلي الحب ،
تحقيقَ أمانينا الحارّة والميناءَ الأمينَ بين العواصف التي تثورُ علينا من كلّ جهة .
ـ رغمَ أنّنا مثقلونَ بالمآثم وغارقون في بحر من الشقاء ، نُشيدُ منذهلين بتلك العطايا الباهرة
التي غِناها لا يُحَدّ ، وقد أعدقَها عليكِ الربُّ فوق كلّ خليقةٍ بارّة ، منذ الدقيقة الأولى من
الحبل بكِ إلى يومِ انتقالِكِ إلى السماء وتتويجكِ ملكة العالم .
ـ يا ينبوعَ الإيمانِ الصافي ، أَروي عقولَنا من الحقائق الأزلية ، أيّتها الزنبقةُ الفوّاحة بعرفِ
القداسة إجذبي قلوبَنا بأريجِكِ السماوي ، أيّتها المنتصرة على الشرِّ والموت ، ضعي في
قلوبنا بُغضَ الخطيئة ... أيّتها المنتَخَبة من اللّه ، أصغي إلى النداءِ الحار الذي يوجّهه
إليك كلُّ قلبٍ أمين . إنحني على جراحاتِنا الأليمة ، بدّلي عقول الأشرار،
كفكفي دموعَ الحزانى والمظلومين .
ـ أعيني الفقراءَ والوضعاء ، أخمدي روحَ البغضِ ، ليّني الطباعَ القاسية ، إحرسي زهرةَ العفافِ
في الشبّان ، إحمي الكنيسة المقدّسة ، إجعلي أن يشعرَ جميعُ الشعوبِ بجاذبية
الصلاحِ المسيحي ، ليعرفِ الناسُ باسمِكِ الذي تتوحّد على نغمتِهِ صفوفُ السماوات ،
أنهم إخوة ، والأمم عائلة واحدة تُشِعُّ عليها شمسُ سلامٍ شاملٍ حقيقي .
فتقبّلي أيّتها الأمُّ الكليّةِ العذوبة طلباتِنا الحقيرة ، واستمدّي لنا عوناً في أن نردّد أمام عرشِكِ ،
ونحن متمتّعون بالسعادة معكِ ، ذاكَ النشيد الذي يتصاعدُ اليومَ ضمنَ هياكلكِ :
كلُّكِ جميلة يا مريم ، أنتِ فخرُ وفرحُ وشرفُ شعبِنا . آمين .
* منقول *