أتيت لتكونَ لهم حياة ؛ وليكون لكم أفضل :
خطية الإنسان وضعت حاجزا بين الله الذي يكره الخطية لأنه قدوس ، وبين الإنسان ، وكان على الإنسان
أن يدفع ثمن خطيته بالموت ولكن عدل الله التقى مع محبته. بأن دفع الله ثمن خطايانا بواسطة موت ابنه ،
الرب يسوع المسيح على خشبة الصليب ، وهو لم يفعل خطية واحدة ، وذلك حتى ينال كل من
يؤمن به وبكفارته عنه على الصليب حياة أبدية.
كما تقول الآية النورانية :
{ لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية }
( يوحنا 3 : 16 )
ليتـكَ أخي / ليتـكِ أختي تفكر/ي بالأمر جيدا لأهميته وخطورته ، ففي سعيك لأجل تحصيل
شهادة ما ، أو لتكوين أسرة ، وبناء بيت ، واقتناء سيارة فأنت تتعب وتشقى ليلا ونهارا على مر سنين طويلة مضنية ، وتتجاوز صعابا جمة لا حدّ ولا حصر لها ، وهذا كله من أجل ما هو زائل وغير باق في حوزتك بل هو إلى حين ، وأما الأمور الخالدة السامية فما بالك لا تكرس لها ولو قيد أنملة من جهدك وعمرك ، لتنال عطية مجيدة تؤول ليس لخيرك الأبدي فحسب ، بل أيضا لسعادة وفرح حياتك الحاضرة. فمن ضروب الغباوة أن تهمل شأن نفسك الخالدة ، وتلقى كل اهتمامك على الجسد الذي هو تراب والى التراب يعود.
لذلك أتوجه إليك شخصيا ، وأقول لك لا ترفض خلاص الله المعد لك أنت خصيصا ، تب عن خطاياك وتعال إلى الله وفي لحظة تصبح مخلوقا جديدا ، له حياة أبدية سماوية ، فالمسيح يدعوك :
" عجّل " والشيطان يحاول أن يملك قائلا : " أجّل ".
الله يريدك أن تذكره في أيام الشباب ، فالقلب يتقسى مع مرور الزمن والتأجيل ، ولا أحد يعلم ما قد يحدث غدا ، ومتى تأتي ساعة الرحيل. لذا كن على قدر المسؤولية ، اقبل النعمة المقدمة لك الآن.
ولن تندم فقد وعدنا المسيح ( ووعده أمين وصادق ) :
" أتيت لتكونَ لكم حياة وليكون لكم أفضل ". كل هذا إضافة إلى الحياة الأبدية في السماء حيث أعدّ الله
لنا ما لم تره عين ، ولم يخطر عال بال إنسان ، وكل ذلك لأن الله يحبنا فهو محبة.
ومحبته فائقة جدا لا نستطيع أن نستوعبها ، فقد أرسل أغلى ما لديه ، ابنه الحبيب ،
الرب يسوع لكي يفتديك ويدفع ثمن خطيتك.
وإن سألت : لماذا فعل هذا ؟
تسمع الجواب لأن الله محبة. ولعمق محبته لا نهاية ، فهو لا يريدك أن تعيش حياة الشقاء والتعاسة ،
بل محبة الله تدعوك لحياة الفرح والسلام والنجاح ، ولحياة القداسة والإيمان ، لأنّ هذه هي الحياة الأفضل ،
بل الحياة الفضلى ، الحياة التي لا نهاية لسعادتها لأنها أبدية .