نشكركم ونحن نغادر مطرودين
بقلم / ماجد عزيزة - الموصلي
ونحن نغادر مدينتنا الموصل مطرودين
وقد أذلنا حاملي راية الاسلام الجديد !
نغادرها لأوّل مرة في التاريخ !
لابد لنا في هذا الموقف ان نقدم
شكرنا لأهلنا فيها ، أهلنا الذين
كنا نعتقد بأنهم سيحمونا كما
كانوا يفعلون ، وسيقفون بوجه عتاة
مجرمي القرن الحادي والعشرين
ويقولون لهم ان هؤلاء هم الأصلاء
وهم الذين اسسوا هذه المدينة ،
كنا نطمئن النفس في ان لنا جارعزيز ،
وابن محلة شهم ، واخوان
تبرز اخلاقهم يوم الشدة ..
لكننا خذلنا ونحن نغادر ،
خذلنا ونحن نسحب أجسادنا سحبا نحو
المجهول خذلنا ونحن نترك كل
تاريخنا وقبور آبائنا وأجدادنا
ورموزنا وآثارنا وكل شيء عزيزعلينا !
وداعا نقولها ، لمحلات الساعة
والجولاق والدندان وباب لگش * وباب
الجديد وباب الطوب ، وداعا لجامع
النبي يونس والني شيت و ( جيمع الكبــيــر) ،
وداعا للسرجخانه وسوق
العتمي والقناطر وجسر العتيق
وعبدو خوب .. وداعا لقصر المطران
وكنيسة مسكنته وعين كبريت ..
وداعا لشارع الفاروق وشارع نينوى
والدواسة .. وداعا لعبد الباسط
ابو السندويج ، وطرشي الشفاء
وشارع النجفي .. وداعا لكم جميعا
فستفتقدونا في الاعياد
والمناسبات ، ستفتقونا في الأفراح والأحزان
وداعا ، قبور أهلنا ونحن نغادركم
مطرودين من مدينتنا واعذرونا ان
لم نعودكم صباح العيد .. وداعا رفاة
جدي ألياس ، وعمي القس ميخائيل
ونانا حياة وخالي يوسف ، وداعا
اخوالي ابراهيم وميخائيل حداد
الذين امتدت لي الصحافة منهما ،
وداعا عمي اسطيفان عزيزة شهيد العائلة الأول ..
وداعا رفاة الشيخبشير الصقال ..
وداعا حضيرة السادة
والجماسة ودير مار كوركيس ،
وداعا جسور مدينتي وجدرانها وملاعبها ،
وداعا جامعة الموصل والمجموعة
الثقافية ومحلات اللحم بعجين
والچرزات
وعذرا أصدقائي
واخوتي القدامي المتجددين ،
عذراد. سمير حديد ، د. سيار الجميل ،
د.ابراهيم العلاف ، ابا الطيب سعد
البزاز ، وكل صحبتنا واولاد
محلتنا ومدينتنا النجباء
واعذرونا عن التقصير ، ان كنا قد
قصرنا في حقكم وحق أخوّتنا وأهلنا
ومدينتنا .. فقد مرت مئات بل آلاف
السنين ونحن نعيش سوية نقدم عرقنا وجهدنا لمدينتنا ..
وبالتالي وكما ترون نطرد منها ونذل أمام الجميع
هكذا ... أخـرَجنا عتاة داعش القتلة
منبيوتنا ومحلاتنا ( وعوجاتنا * ) ومن
مدينتنا .. نعم .. وداعا لكم وشكرا ،
ونحن نرحل بذل مطرودين من الأرض
التي رويناها بدمنا ! .
* باب لگـش : سوق شعبي في الموصـل ! .
* عوجاتنا : تعني شــوارع ضيّقة في الموصــل ! .