منتدى يسوع المخلص
☼ قصّــة غُراب جاء يشـكو همّــــهُ ... !!! ☼ 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
منتدى يسوع المخلص
☼ قصّــة غُراب جاء يشـكو همّــــهُ ... !!! ☼ 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
منتدى يسوع المخلص
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى ثقافي ديني اجتماعي حواري واقسام للتسلية والترفيه.
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
لأي مشكل وللرسائل هنا
welcome maria

 

 ☼ قصّــة غُراب جاء يشـكو همّــــهُ ... !!! ☼

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
خادم المسيح
مشرف (ة)
مشرف (ة)
خادم المسيح


الجنس : ذكر
الجوزاء
عدد المساهمات : 24257
التقييم : 4957
تاريخ التسجيل : 11/08/2012
البلد التي انتمي اليها : العراق

☼ قصّــة غُراب جاء يشـكو همّــــهُ ... !!! ☼ Empty
مُساهمةموضوع: ☼ قصّــة غُراب جاء يشـكو همّــــهُ ... !!! ☼   ☼ قصّــة غُراب جاء يشـكو همّــــهُ ... !!! ☼ I_icon_minitimeالأربعاء مارس 09, 2016 1:47 pm

قصة غراب جاء يشكو همَّه !
بقلم / شمعون كوسا ..
الأربعاء 09 ـ 03 ـ 2016
خرجت في نزهتي اليومية .. 
لم أحاذِ النهر هذه المرّة لأني كنت قاصداً صرح قلعة شاهقة شيّدها بُناتُها منذ قرنين وسط غابة جميلة .
ولكي لا اطيل على من يتربص بيّ ليقول :
ها قد أتى صاحبنا من جديد ليبدأ وصفاً لا ينتهي عن الربيع والزهور والاشجار والمياه والكلام الفارغ !!
اتخذت مقعدي فوق صخرة كبيرة وبدأت أنظر الى الغابة وما حولها .
كنت اراجع ذاتي واستعرض ما سمعته وما قلته وما رأيته وما فعلته ، واعيد التفكير فيها وأتوقف
احيانا للحظات تأمل ، عملية تريحني حقّاً . كنت منزويا مع نفسي محاطا بالطبيعة
في جوّ ليس فيه مكان لغير النقاء والصدق والجمال .
كنت في الدقائق العشر الاولى من خلوتي عندما ابصرت غرابا قادما من بعيد .
استقرّ قليلا على شجرة قريبة وتركها وتحول من شجرة الى شجرة .
وأنا منشغل بمتابعة طيرانه رأيته وإذا به قد حطّ ّ بالقرب منّي .
لم استغرب كثيرا من هذه الزيارة لأنه سبق لي وأن التقيت الغراب قبل سنوات ،
ودار بيننا حديث طويل . رأيت الغراب يحدّق بيّ وكأنه يدعوني لاستجوابه ،
فقلت له : ما الذي اتى بك هذه المرة ، أتحمل لي رسالة ام انك تشكو من همّ شخصي ؟
حاول الغراب ان يرسم ابتسامة مجاملة ولو خفيفة على وجهه ، ولكنه لم يفلح ،
فقال : لقد اتيتك فعلا أشكو حالي في قصة عشت احداثها هذه الايام .
لقد اتيتك لأسرد لك قصتي طامعاً بمشورتك .
إن رأيك يهمّني ، لاسيما بعد أن تابع زملائي الطيور قصتي بشوق واهتمام .
قلت له : لقد شوّقتني أنا أيضا لسماع قصتك ، يا غراباً ذاع صيت بني عشيرته بتجمعهم
فوق الاشجار للتشاور، بدأ الغراب قائلا :
كنت أُمضي ايامي في غابة غير بعيدة من هنا في حياة هادئة هانئة ، غير أن الصدفة
قادتني يوماً للقاء إوزّ كبير ابيض اللون ، بل ناصع البياض ، لم يسبق لي وان صادفت لوناً
بهذا الصفاء ، أثار الاوز اهتمامي وبدأتُ افكر فيه وانظر الى نفسي ، واستعيد بياضه من جديد ،
تكدّرت نفسي وانزعجت وحتى بصقت على نفسي قائلا :
وهل انا استحق العيش بهذا السواد القاتم الذي يلبسني من قمة رأسي الى اخمص قدميّ ؟
قلت في نفسي : 
لا شك ان الاوز هو أسعدُ طير في العالم ، وهنا ، مدفوعا بشئ من الحسد وقليل 
من الفضولية ، قمت بزيارة الاوزّ ، وعبّرت له عمّا تساورني من ظنون وشكوك ،
هنّأته على جمال ريشة مؤكدا له بأنه من دون شك اسعد طير في الغابة ، فقال لي الاوز :
أشكرك على مشاعرك ، كان كلامك صحيح ، انا فعلا كنت اعتبر نفسي اسعد طير
في العالم الى اليوم الذي ابصرت فيه ببغاء بلونين جميلين جدا أثارا اعجابي ،
فقلت أنا ايضا آنذاك : لا شك بان هذا الطير اسعد طير في الخليقة ،
وهو على أية حال اسعد مني لانه يرتدي لونين ، عند سماع ما قاله الاوز عن الببغاء ،
حملت نفسي وقصدت الببغاء وعلى العنوان الذي زوّدني به الاوز .
استقبلني الببغاء بعبارات ترحيب ردّدها اكثر من مرة ، كيف لا وهو الببغاء ، واستفسر
عن موضوع زيارتي ، فسردت له قصتي من بدايتها .
صمتَ الطير قليلا ثم قال : 
لا تحزن يا صديقي الغراب ، ان تفكيرك في محله ، لاني فعلا كنت احسب نفسي
اسعد طير خلقه الله ، ولكن سعادتي لم تدم كثيرا منذ اليوم الذي التقيت طاووساً .
أنا لا املك سوى لونين ، غير أن الطاووس ، يستقطب العديد من الالوان .
عندما وقعت انظاري لأول مرّة على هذا الطير ، بقيت مبهوتا وتوصلت
الى قناعة ثابتة بان الطاووس هو اسعد الطيور في العالم ، على اية حال هو اسعد منّي .
بعد سماع ما أدلى به الببغاء ، ودّعتُه بعبارات حارة ، ويمّمت شطر الطاووس
لأرى المخلوق الذي احتكر كافة الالوان الجميلة .
قادني العنوان الى حديقة كبيرة مسيّجة بصورة مُحكمة .
رأيت الحيوان من بعيد وقد احاطت به الجماهير فقلت ، فعلا لم يخطئ الببغاء في حكمه ،
دخلتُ الحديقة طائراً ، ودنوت من الطير الجميل ، انحنيت امامه معبرا له عن تقديري واعجابي .
رحب بيّ الطاووس وقال لي : بماذا استطيع خدمتك ؟ شرحت له سبب زيارتي وسردت
له موضوعي من البداية وختمت حديثي بالقول :
لقد تقاطر الناس من كافة الجهات لزيارتك والتمتع بألوانك الرائعة ، يا لحظك السعيد ،
هل تعرف بانه ، خلافا لما يحدث معك ، حال وقوع نظر الناس عليّ ،
يتناولون حجارة ليبعدوني عنهم .
ايها الطير الجميل ، لا شك انك اسعد مخلوق على هذا الكوكب . 
هزّ الطاووس رأسه وقال :
انا ايضا كنت اعتقد باني اسعد طير على وجه البسيطة بفضل مظهري وألواني ،
ولكن ألواني هي التي قادتني الى هذا السجن .
انا سجين هذه الحديقة ولا استطيع مغادرتها .
لقد فكرت كثيرا في هذا الامر ، وقلبت الموضوع مراراً بيني وبين نفسي وقارنت
بين الطيور واوضاعها ، وتستغرب من النتيجة التي توصلت اليها ، لاني تيقنت بإنك انت ،
ايها الغراب ، اسعد طير على الارض لانك تكاد تكون الوحيد الذي ليس حبيس هذا الاقفاص .
كم تمنيت ان اكون غرابا لاغادر هذا السجن وانعم بالحرية [ التي هي اثمن شئ لدينا ] ،
وهي الوحيدة التي توفر لنا السعادة .
قال الغراب : تأثرتُ كثيرا بكلام الطاووس 
الذي كان يحدّثني والدموع تنهمر من عينيه ، قمت وعانقته ثم قبلته بحرارة ،
وتركته بنفس هادئة ومطمئنة .بعد انتهائه من سرد قصته ، نظر إليّ الغراب وقال :
ما رأيك أنت بقصتي هذه ، وهل ما قاله الطاووس صحيح أم انه مجرد استخفاف بعقلي ؟
قلت له : لقد تابعتُ قصتك بشغف ، وفعلا ما قاله لك الطاووس هو الحكمة بالذات ،
[ الحرية لا تقدّر بثمن ] .
والعبرة العامة هي بانه لكل مخلوق كنز في داخله وله اوصاف ومؤهلات تميزه
عن الاخرين ، وانت تتمتع بامتياز ثمين لم يحصل عليه الكثيرون من زملائك .
قال لي الغراب ، هل لي أن أتجرّأ واستفسر فيما اذا كان هذا ينطبق على معشر البشر ؟
قلت له ان قصتك أعظم درس للانسان قبل ان تكون للحيوان .
على الانسان ان يبحث عن سعادته في ما يملكه هو عوضا عن البحث
في ما يملكه الاخرون وقد لا يوفر لهم السعادة أصلاً .
سوف يكون هناك دوما أناس يختلفون عنا بشتى الامور .
فاذا انبرينا لمراقبة الاخرين ناسين ما حبانا الله به من سعادة ، سننجرّ وراء ما يمليه علينا
الحسد والغيرة ، . وهكذا ننشغل في مراقبة الناس الى ان نموت همّا ،  
والحكمة كانت تقضي بان نترك الاخرين لنكتشف السعادة الحقيقية داخل أنفسنا .
وإن ما هو أهمّ من كل شئ هو أن الانسان يتصف بشئ لا يقدّر بثمن
ولم ينعم الله به على الطيور وهو العقل .
عقل الانسان يحتوي الطبيعة بكل ما فيها من منظور وغير منظور،
فالعقل يرى ، ويفكر ، ويخطط ، ويتخيل ، ويبني ، ويهدم ، ويرسم من جديد ويبدع ،
ويغيّر ، ويحذف ويضيف ، العقل كفيل بتوفير ما ينقص الانسان ويمكّنه
من صنع مجد يفتخر به. والانسان العاقل لن يكون سجينا أبداً ،
حتى اذا كان مكبلا بقيود ، لان عقله قادر على فك قيوده .
عندما رأى الغراب انني تحمّست لقصته الى حدّ استخلاص دروس قيّمة للانسان نفسه ،
قال لي : انا اغادر الان مطمئنا وراضيا على لوني الاسود
لاني وجدت سعادتي بشئ ثمين جدا وهو الحرية .

 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
☼ قصّــة غُراب جاء يشـكو همّــــهُ ... !!! ☼
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى يسوع المخلص :: المواضيع الروحية :: قصص وعبر-
انتقل الى: