مثل الوكيل الخائـــن :
" وَقَالَ أَيْضاً لِتَلَامِيذِهِ : " كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ لَهُ وَكِيلٌ ،
فَوُشِيَ بِهِ إِلَيْهِ بِأَنَّهُ يُبَذِّرُ أَمْوَالَهُ . فَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ :
مَا هذَا الَّذِي أَسْمَعُ عَنْكَ ؟ أَعْطِ حِسَابَ وَكَالَتِكَ لِأَنَّكَ لَا تَقْدِرُ
أَنْ تَكُونَ وَكِيلاً بَعْدُ .فَقَالَ الْوَكِيلُ فِي نَفْسِهِ : مَاذَا أَفْعَلُ ؟
لِأَنَّ سَيِّدِي يَأْخُذُ مِنِّي الْوَكَالَةَ ، لَسْتُ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْقُبَ وَأَسْتَحِي أَنْ أَسْتَعْطِيَ ،
قَدْ عَلِمْتُ مَاذَا أَفْعَلُ ، حَتَّى إِذَا عُزِلْتُ عَنِ الْوَكَالَةِ يَقْبَلُونِي فِي بُيُوتِهِمْ .
فَدَعَا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ مَدْيُونِي سَيِّدِهِ ، وَقَالَ لِلْأَوَّلِ :
كَمْ عَلَيْكَ لِسَيِّدِي ؟ فَقَالَ : مِئَةُ بَثِّ زَيْتٍ .
فَقَالَ لَهُ : خُذْ صَكَّكَ وَاجْلِسْ عَاجِلاً وَاكْتُبْ خَمْسِينَ ،
ثُمَّ قَالَ لِآخَرَ: وَأَنْتَ كَمْ عَلَيْكَ ؟ فَقَالَ : مِئَةُ كُرِّ قَمْحٍ ، فَقَالَ لَهُ :
خُذْ صَكَّكَ وَاكْتُبْ ثَمَانِينَ ، فَمَدَحَ السَّيِّدُ وَكِيلَ الظُّلْمِ إِذْ بِحِكْمَةٍ فَعَلَ ،
لِأَنَّ أَبْنَاءَ هذَا الدَّهْرِ أَحْكَمُ مِنْ أَبْنَاءِ النُّورِ فِي جِيلِهِمْ .
وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ : اصْنَعُوا لَكُمْ أَصْدِقَاءَ بِمَالِ الظُّلْمِ ،
حَتَّى إِذَا فَنِيتُمْ يَقْبَلُونَكُمْ فِي الْمَظَالِّ الْأَبَدِيَّةِ .
اَلْأَمِينُ فِي الْقَلِيلِ أَمِينٌ أَيْضاً فِي الْكَثِيرِ ، وَالظَّالِمُ فِي الْقَلِيلِ ظَالِمٌ أَيْضاً فِي الْكَثِيرِ.
فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ فِي مَالِ الظُّلْمِ، فَمَنْ يَأْتَمِنُكُمْ عَلَى الْحَقِّ ؟
وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ فِي مَا هُوَ لِلْغَيْرِ ، فَمَنْ يُعْطِيكُمْ مَا هُوَ لَكُمْ ؟
لَا يَقْدِرُ خَادِمٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ ، لِأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الْآخَرَ ،
أَوْ يُلَازِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الْآخَرَ .
لَا تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللّهَ وَالْمَالَ "
( لوقا 16: 1 ) .