تكوين :7 : 10 ـ 24 ؛ 8 : 1 ـ 17 ؛ بطرس 3 : 19 ـ 20
خارج الفلك تابع الناس حياتهم كما في السابق ، فحتى ذلك الحين لم يصدّقوا
ان الطوفان كان سيأتي ، ولا بدّ انهم ضحكوا اكثر من ايّ وقت مضى ،
ولكن سرعان ما كفّوا عن الضحك .فجأة بدأت المياه تهطل ،
وانصبت من السماء كما عندما تصب المياه من دلو .
لقد كان نوح على صواب ! ولكن فات الاوان الآن لدخول ايّ شخص آخر الى الفلك .
فقد اغلق يهوه الباب باحكام .
وفي وقت قصير تغطت جميع منحدرات الارض ،
وغدت المياه كأنهار كبيرة .
فقلبت الاشجار ودحرجت الحجارة الكبيرة وأحدثت ضجَّة عظيمة .
فخاف الناس ، وصعدوا الى الاماكن الاعلى ، وكم تمنوا لو انهم اصغوا
الى نوح ودخلوا الى الفلك عندما كان الباب لا يزال مفتوحا لهم !
أما الآن فقد فات الاوان .تعاظمت المياه اكثر فأكثر ، ولمدة 40 نهارا و 40 ليلة
انصبت المياه من السماء .
وارتفعت على جوانب الجبال ، وسرعان ما تغطت حتى الجبال الاعلى ،
وهكذا ، تماما كما قال الله، مات جميع الناس والحيوانات خارج الفلك .
ولكنّ كل واحد في الداخل كان في مأمن .
لقد احسن نوح وبنوه العمل اذ بنوا الفلك ، فرفعته المياه ، وعام على وجه المياه .
ثم في احد الايام، بعد توقف المطر عن الهطلان ، اخذت الشمس في الشروق .
ويا له من منظر! فكان هنالك مجرد بحر كبير واحد في كل مكان ،
والشيء الوحيد الذي يمكن ان يُرى كان الفلك العائم على وجهه .
أما الجبابرة فقد زالوا الآن ، ولن يكونوا في ما بعد في الجوار لالحاق الاذى بالناس .
جميعهم ماتوا ، مع امهاتهم وسائر الاشرار ، ولكن ماذا حدث لآبائهم ؟
ان آباء الجبابرة لم يكونوا حقا بشرا مثلنا ، فقد كانوا ملائكة
نزلوا ليعيشوا كرجال على الارض ، ولذلك عندما اتى الطوفان
لم يموتوا مع باقي الناس ، فتوقفوا عن استعمال الاجساد البشرية
التي كانوا قد صنعوها ، وعادوا الى السماء كملائكة ،
ولكن لم يُسمح لهم في ما بعد بأن يكونوا جزءا من عائلة ملائكة الله ،
وهكذا صاروا ملائكة الشيطان . وفي الكتاب المقدس يُدعون ابالسة .
والآن جعل الله ريحا تهب ، فأخذت مياه الطوفان تنخفض ،
وبعد خمسة اشهر استقر الفلك على رأس احد الجبال ،
ومرت ايام عديدة اكثر، واستطاع الذين هم داخل الفلك ان يُطلّوا
ويروا رؤوس الجبال ، واستمرت المياه في الانخفاض اكثر فاكثر.
ثم اطلق نوح طائرا اسود يدعى غراباً من الفلك ، فكان يطير
في الخارج قليلا ثم يعود ، لانه لم يجد مكانا جيدا يحط فيه ،
فظل يفعل ذلك ، وكان كلما رجع يستقر على الفلك .
اراد نوح ان يعرف ما اذا كانت المياه قد نشفت عن الارض ،
فأرسل بعد ذلك حمامة من الفلك .
ولكنّ الحمامة رجعت ايضا اذ لم تجد مقرا لها ، ثم ارسلها نوح مرة ثانية ،
فعادت وفي منقارها ورقة زيتون ، فعرف نوح ان المياه قد انخفضت ،
وأرسل نوح الحمامة مرة ثالثة ، فوجدت اخيرا موضعا جافا تعيش فيه .
والآن كلَّم الله نوحا ، قال :
‹ اخرج من الفلك ، وخذ معك كامل عائلتك والحيوانات . ›
فكانوا قد بقوا داخل الفلك اكثر من سنة كاملة ، ولذلك يمكننا ان نتصور
مقدار سعادتهم جميعا بأن يكونوا خارجا ثانية وأن يكونوا احياء ! .
المصدر / Jw : org