خادم المسيح مشرف (ة)
الجنس : عدد المساهمات : 24257 التقييم : 4957 تاريخ التسجيل : 11/08/2012 البلد التي انتمي اليها : العراق
| موضوع: ♣ النساء في العهد الجديد ♣ الأربعاء مايو 09, 2018 10:54 am | |
| النساء في العهد الجديد :يعكس العهد الجديد الرسالة التي أتى بها يسوع المسيح، والتي تتضمن في جانب منها نظرة جديدة تجاه المرأة، فاختلفت مكانتها ودورها في المجتمع .يسوع والمرأة :
"من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولاً بحجر".
تشير تعاليم يسوع المسيح كما دونها الإنجيليون إلى أن يسوع لم يشرّع أي تسلسل هرمي في العلاقات المسيحية : فدعاهم يسوع إليه وقال لهم : " تعلمون أن رؤساء الأمم يسودونها، وأن عظماءها يتسلطون عليها، فلايكن هذا فيكم " ( متى 20: 25- ) ( مرقس 10: 42-43 ) ( لوقا 22: 25 ) .يأتي العهد الجديد على ذكر عدد من النساء المقربات من يسوع المسيح، في مقدمتهم أمه مريم، ومريم المجدلية المعروفة باسم " رسولة الرسل "، وهي التي اكتشفت قبر المسيح الفارغ وكُلّفت بتبليغ تلاميذ المسيح الأحد العشر ( المتبقين بعد انتحار يهوذا ) بقيامة المسيح، وذلك وفقاً للأناجيل.يتطرق إنجيل يوحنا إلى قضية الأخلاق وكيفية تعامل يسوع بشكل مباشر معها، حيث يروي عن حادثة تواجه فيها يسوع مع الكتبة والفريسيين لمناقشة عقوبة الرجم التي كانت فرضاً يجب تطبيقه على المرأة التي ترتكب خطيئة الزنا. فقال يسوع : " من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولاً بحجر" ( يوحنا 8 : 7 ) . واستطاع بذلك تفريق الحشود: "فلما سمعوا هذا الكلام، أخذت ضمائرهم تبكتهم، فخرجوا واحداً بعد واحد، وكبارهم قبل صغارهم، وبقي يسوع وحده والمرأة في مكانها. فجلس يسوع وقال لها أين هم يا امرأة ؟ أما حكم عليك أحد منهم ؟ . فأجابت لا يا سيدي، فقال لها يسوع وأنا لا أحكم عليك . اذهبي ولا تخطئي بعد الآن . ( يوحنا 8: 9-11 ) .ومن النساء الذين تعامل معهن يسوع أيضاً مرثا ومريم، فحينما أتى يسوع لزيارتهما في منزلهما راح يعظ ويتحدث في أمور تتعلق بالإيمان والبعث والقيامة، وأمضت مريم كل وقتها تستمع إلى مواعظه جالسة عند قدميه، بينما كانت مرثا منهمكة في المطبخ لإعداد الطعام. فاشتكت مرثا تقاعس أختها عن المساعدة في أمور المنزل، لكن يسوع أجابها : " مرثا مرثا أنت تقلقين وتهتمين بأمور كثيرة، مع أن الحاجة إلى شيء واحد . فمريم اختارت النصيب الأفضل، ولن ينزعه أحد منها ". ( لوقا 10: 41-42 ) .قصة أخرى ترد في ( مرقس 5: 23-34 ) وهي تعكس تحدي يسوع للأعراف الثقافية اليهودية في ذلك الوقت، حيث قرر أن يشفي امرأة ظلت تنزف لمدة 12 سنة، وهو ما كان محرّماً وفقاً للشريعة اليهودية، حيث يتم استبعاد النساء الحائضات أو اللاتي أنجبن من المجتمع . وهذا هو سبب النبذ الاجتماعي لمدة 12 سنة الذي تعرضت له المرأة المروي عنها في إنجيل مرقس. وبذلك عالج يسوع الرجال والنساء دون تفرقة، كشفاء حماة بطرس . ( متى 8: 14 ) .كلاً من المساواتيين والتتميين يرون أن معاملة يسوع للمرأة تتسم بالرحمة. كما أن أناجيل العهد الجديد، ولا سيما لوقا، يذكر أن يسوع كان يتحدث مباشرة مع النساء أو يقدم لهن المساعدة علناً فأخت مرثا ( مريم ) تجلس عند قدمي يسوع بينما هو يقوم بتلقينها تعاليم الشريعة، وهذا كان امتياز يحظى به الرجال فقط في اليهودية . فجاء يسوع ليخرج عن المألوف، ويخصص لنفسه أتباع إناث حظين برعايته ( لوقا 8: 1-3 ) . كما أمر النساء أن يتوقفن عن البكاء والنحيب وهو في طريقه ليُصلب ( لوقا 23: 26-31 ) . كما أن ذكر مريم المجدلية في الأناجيل كأول شخص يرى يسوع بعد قيامته، وتكليفها بإبلاغ الجميع ما هو إلا دليل على مكانة متميزة تمتعت بها المرأة في الديانة الناشئة، في زمن كانت شهادة المرأة به لا تعتبر صالحة. ( مرقس 16: 9 ) .كتب المؤرخ جيفري بلايني أن مكانة المرأة تختلف بين الفترة الوجيزة التي عاش بها يسوع، وبين الألف عام قادم التي تلت وفاته . ارتكز بلايني إلى شهادات الإنجيل حول قيام يسوع بتلقين تعاليمه للمرأة، كما هو الحال مع المرأة السامرية قرب البئر، ومريم من بيت عنيا، التي أخذت تفرك شعره بالدهن والطيب . وكذلك علاج يسوع للمرضى والنساء علناً معرباً عن إعجابه بالأرملة الفقيرة التي تبرعت ببعض النقود النحاسية إلى خزينة الهيكل، وكذلك خطوته الجريئة نحو مساعدة المرأة المتهمة بالزنا، بالإضافة إلى وجود مريم المجدلية إلى جانب يسوع أثناء صلبه . ويخلص بلاتيني : " كانت مكانة المرأة متدنية في فلسطين، لذلك فلم يوافق الكثيرون على نظرة يسوع الرحيمة تجاههن، وبدعة المساواة التي جاء بها، فاصطدمت تعاليمه دائماً بأولئك الذين آمنوا بحرفية النصوص " ووفقاً لبلايني، شكلت النساء على الأرجح أغلب المعتنقين للمسيحية في القرن الأول بعد المسيح .المصدر / ويكيبيا الموسوعة الحــرة . | |
|