قضية رفض ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

جاءت سوزي تلك الليلة حزينة متعبة ومنكسة رأسها ،ودخلت غرفتها دون ان تلقي السلام على أحد ، فتساءل ....

جميع أفراد العائلة عن السبب لأن ليس من عادة سوزي أن لاتلقي التحية عليهم ، فطرقت الأم باب غرفتها ، ومع ذلك لم تجب سوزي بأية كلمة ، والذي زاد من غرابة الأمر عند الأم أن لاتقول سوزي

تفضل ..... ومع ذلك لم تأبه الأم لذلك ، ففتحت الباب ودخلت

.....

وإذا بها ترى سوزي في حالة يرثى لها ، والدموع تنهمر من عينيها الجميلتين مع وجه متجهم عابس لا تفسير له ...

ومع ذلك : سألت سوزي عن السبب ، فأدارت سوزي رأسها لا تريد لأمها أن تراها وهي في هذا الوضع المتردي ......

ومع ذلك انحنت الأم على سوزي وحضنتها ، وطلبت منها أن تخبرها عن السبب في حزنها ...

فأجابت سوزي بنبرة حزينة أسيفة : الكل لا يحبني ..وينظروا الي نظرة ازدراء وخجل ..لايريدوا أن يشاركوني أي شئ حتى السلام والكلام ...

يامن تراهم يديرون القفا عليّ حينما يرونني من بعيد ويهمس الواحد لآخر عني بطرق غريبة ، حتى عندما تقع عليّ أعين البعض أراها تحمل لي معان لا أفهمها

...................

أمي : هل بي عيب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!

أخبريني أرجوكي ....

لما يفعلون بي هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!

هل أنا لا قيمة لي بنظرهم ؟؟؟

هل أنا أدنى منهم مستوى ؟؟؟؟

لماذا هم يرافقون غيري ؟؟؟

هل بي علة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! بصوت أسيف

أرجوكي أمي أريحيني ..............

لما هذا التمييز في المعاملة والتحزب للبعض الآخر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

فأجابت الأم والابتسامة تعلو محياها والمحبة في ثغرها الدافئ الحنون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

سوزي حبيبتي :

الأمر ومافيه أن لكي نظرة حلوة في الحياة ، وذلك ما أراه رائعاً فيكي يا ابنتي...

ولكن ثمة أمور غاية في الأهمية ، أرجو أن لا تغفلي عنها ، أن الحياة ليست عادلة ، ولكن مع ذلك ، يوجد اله عادل ومحب ، وفي البعض الآخر الحياة غير منصفة للبعض وليس للكل ...

ولذلك يا ابنتي :

عليكي أن تتوقعي كل الأمور وتحطاطي لها ، لأن هناك ثمة أمور غريبة لا يمكن تفسيرها في هذا العالم ، ولا يمكن للعقل الباطن ان يستوعبها ، ومع ذلك علينا تقبلها بمحبة وحتى وان كنا غير راضين عنها ، ولا نتوقع من الكل أن يعاملونا حسناً، وان يحبونا ، وان تجري الأمور كما نتمناها أو نرجوها

.....

ولكن يوجد اله يحبنا جميعاً ...وهذا تعزية كبيرة لنا

......

ابتسمي يا ابنتي :

ولا تحزني واطلبي من الله لأجلهم حتى يغير لهم نظرتهم لكي ، كوني قوية، وتحلي بالإيمان العامل والقادر على كل شئ .....

فإذا بسوزي تدير وجهها نحو أمها مع ابتسامة مشرقة ، وقد تغيرت نظرتها لكل شئ ، وأصبحت من ذلك الوقت ، ترى الأمور من منظار آخر ، ولم تعد تؤثر فيها أي شئ ، وحتى نظرتها لنفسها ، ولأصدقائها تغيرت ، وأصبحت متفهمة

............................

في الختام حابة شجع كل واحد أو وحدة بيحسوا بهيك مشاعر من الرفض ؟؟؟؟؟

عندما يزن الله قيمة شخص ما ، فان مقاييسه تختلف تماماً عن مقاييسنا ، والخبر السار للشخص الذي يشعر بصغر النفس ،أن قيم الله لا تعتمد على ما فعلنا نحن بل على ما فعل هو

...

إليك بعض الحقائق الهامة :

أنت ثمين جداً في نظر الله وغال على قلبه :

خلقك لتكون على صورته ، وكل ما صنعه كان حسناً ومسراً له (تك 1 :26 :31 )

الله يلاحظك جيداً : فهو يعرف ويفهم كل تحركاتك وأفكارك ومشاعرك(مز 139 : 1-6 )

الله يحبك بشكل كامل ( 1 يو 3 : 16 ):

ولا يمكنه أن يحبك أكثر من ذلك ، حتى ولو أصبحت مؤمناً اليوم للمرة الأولى ،فان محبته لن تزيد عما كانت عليه من قبل ، لا يمكنه ذلك لأن محبته لك كاملة أصلاً: لاتزيد أو تنقص ...

لا يمكنك أن تفعل أي شئ لتزيد من مقدار محبة الله لك ....

قال هالفرسون : لا يمكنك أن تفعل شيئاً لتجعل الله يحبك أكثر او أقل ، فمحبته غير مشروطة أو منحازة لكنها أبدية وكاملة...

قيمتك كبيرة جدااً ( مت 10 : 29 -31 ):

معدل عدد شعرات رأس الإنسان حوالي 140 ألف شعرة \ تصور أن قيمتك كبيرة عند الله لدرجة انه أحصى عدد شعرات

رأسك بالكامل

........

وأخيراااً:

وحتى ولو لم تشعر بالتقدير أو الاهتمام أو المحبة من البشر ، فان الله يقدر قيمتك ويلاحظك ويحبك وهو يفعل ذلك لك خصيصاً وبشكل كامل

...... .

لإلهنا كل المجد

جورجينا