صوماً حقيقياً من الماس أم من الصفيح

صوماً حقيقياً من الماس

أم من الصفيح

قصة .. لست أعرف أن كانت حقيقة أم خيالية ... لكنها جميلة جدا و أحب أن أقصها عليكم .

قيل أن الناس في إحدى الممالك سمعوا عن وجود "كوز" عجيب يغطيه الماس من الخارج فيكسبه كل بهاء وجمال.
ويتمتع
من يحصل عليه بخير وفير كل أيام حياته. على أن الناس سمعوا أيضا انه لا
يمكن لإنسان أن يعثر على هذا الكوز الثمين إلا إذا كان صالحاً ونقياً
وبعيداً عن محبة الذات.

وقد
بحث الكثيرون بجهد ولكنهم عادوا بدون ذلك الكوز العجيب. وكثيراً ما كانوا
يقدمون عطايا للفقراء المحيطين بهم بأمل أن يساعد سخاؤهم في العثور على ذلك
الكوز..
ولكن لم يجدهم نفعاً!!
وتقول القصة: إن كل مولود كانوا يحدثونه عن الكوز الألماس ولذلك اشترك في البحث عنه أيضا كثيرون من الأطفال.
وفي
أحد الأيام قصت إحدى الأمهات على ابنها حديث الكوز المعروف, وأعطته كوزاً
من الصفيح لكي يعرف شكل الكوز المنشود. فأخذه في يده وخرج يبحث هنا وهناك منقباً
تحت الأشجار وخلف الصخور بالجملة في كل مكان ظن أنه يجده فيه. وبعد مده
طويلة أحس بكثير من التعب, فاضطجع تحت شجره ونام. ثم قام وعاود البحث وظل
يسير ويسير حتى لم يعد قادراً على الحركة وفوق تعبه زقزقت عصافير بطنه كما
أحس بلهيب في حلقه من شدة العطش.
وبحث الطفل عن ماء, وسار مسافات طويلة مفتشاً, ولكنه لم يجد. ومن شدة عطشه تمنى لو أن "كوزه" الصفيح امتلأ بالماء
البارد.. آه, إن هذا عنده يساوي ألف كوز من الألماس!! وركع على الأرض
المحرقة وصلى الطفل للرب طالباً أن يملأ له الكوز بالماء. وسمع أب الأطفال
وأرسل ملاكاً ملأ الإناء إلى الحافة بماء بارد جميل.
صوماً حقيقياً من الماس أم من الصفيح 1

وأبصر الولد كوزه ملأنا فرفعه إلى فمه يريد أن يشرب. ولكنه في تلك اللحظة أبصر زهرة "الجريسة"
وقد تدلت رأسها إلى الأرض بسبب العطش, وأحس أنه من اللازم أن يسقيها. وجعل
يسكب عليها الماء, وسرّهُ أن الزهرة انتعشت واستقامت ورفعت رأسها بابتهاج
وقد اشتعل بالنظر إليها فلم يلاحظ أن "كوزه" بالرغم مما سكبه منه على الزهرة قد ظل ملأنا إلى الحافة, كما انه لم يلاحظ أنه قد تغير من كوز صفيح إلى كوز فضه!!

وقام الولد من جانب الزهرة, وهمّ أن يشرب شيئاً من الماء الثمين, ولكن قبل أن يصل الماء إلى فمه سقط بجانبه كلب يلهث وهو في غاية الإعياء. ولم يستطيع الغلام أن يبصر المخلوق المسكين في حالته, فوضع في كفه
شيئاً من الماء وساعد الكلب على الشرب. وإذ كان الكلب يشرب غنت زهرة
"الجريسه" بعضاً من أنغامها على أجراسها الفضية, فقد أدركت أن الكوز لم يعد
بعد من الفضة بل أصبح كوزاً ذهبياً!!

صوماً حقيقياً من الماس أم من الصفيح 2

مره أخرى رفع الغلام الإناء ليشرب إذ كان في شدة العطش, ولكن رجلاً عجوزاً اقترب
منه والتمس قليلاً من الماء. فأعطاه الكوز ليشرب قبل أن يذوق منه نقطه
واحده. وإذ كان الرجل يشرب أشرق نور أشد بهاء من لمعان الشمس وسمع صوتاً
يقول:" بما أنكم فعلتموه بأخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم".
وإذ التفت
الغلام إلى عيني الرجل العجوز خيل إليه أنه يبصر المسيح الجميل واقفاً
بجانبه.. وبعد لحظه اختفى من أمامه. وجعل الطفل يحدق في المكان الذي كان
الشخص الجميل واقفاً فيه, ثم عاد وقد امتلأ قلبه وفكره بكل سعادة. وذهب في
طريقه وقد نسي عطشه بسبب فرحه بمساعدة الآخرين- والتفت إلى الكوز.. يا
للعجب! لقد اكتسى بماسات براقة.
لقد تغيرت طبيعة كوز الصفيح إلى كوز من الماس.
لقد
سكب يسوع نفسه للموت و أعتبر كاس دينونتنا و تأديب سلامنا ، كأسه الشخصي
.. قد سر الأب بأن يسحق أبنه الوحيد الذي يحبه بالحزن لكي يروى ظمأ كل حزين
ملأن بروح الضعف و الألم و لكي يسكب ماء علي العطشان و من كأس محبته سيولا
اليابسة فيرويها فتحيا الأرض ..
قال الرب :" لأني أسكب ماء على العطشان و سيولا علي اليابسة، أسكب روحي على نسلك و بركتي على ذريتك " أشعياء 44 :3
صوماً حقيقياً من الماس أم من الصفيح 4

إذا
أمتلأنا بالروح القدس و استطعنا في المسيح أن ننكسر من أجل إخوتنا
أنسبائنا في الجسد من جهة دخولهم إلي الحياة الأبدية و عملنا العمل الذي
أوكله الرب لنا ، سوف نتغير و نصير مثله أكثر فأكثر .. كلما سرنا في طريق
خطواته و تمسكنا بآثاره لن تزل قدم لنا بل سوف نكون مثله في اللطف و
الوداعة و المحبة و طول الأناة..سوف نتغير إلي تلك الصورة عينها لنكون
مشابهين صورة أبنه في كل شي ..
لن نُعثر أخوتنا المؤمنين الجدد و لن نكون بالنسبة لهم حاجز قوي يمنعهم من تصديق أن الله ذاته يحبهم و قد قدم نفسه ذبيحة من أجلهم ..
قدم
الطفل في القصة صوماً حقيقياً ، فلقد كسر خبزه من أجل الآخرين حتى و أن
كان هولاء الآخرين ليسوا في القيمة إلا زهرة و كلب ليسوا كانسان مثله ,
لكنه رأى أهمية احتياجهم و أنفق من كنزه الثمين ليرويهم .. هل نري احتياج
الآخرين للحياة كأنه احتياجنا؟
أليس هذا ما فعله الرب لقد كسر نفسه لأجلنا قائلا " هذا هو جسدي المكسور لأجلكم "...
كان يعلمنا مبدأ الصوم الحقيقي كما كان يريده منا أن نتعلمه ...لا يشبع
قلب الرب صوما فيه ننحني و نصير مثل الأسلة و نتذلل و نفرش تحتنا الرماد و
المسوح و نعلي أصواتنا ... نحن هنا يا رب نصوم لنرضيك و نريدك أن تلبي لنا
رغباتنا ... أنظر نحن هنا ... ننتظر عطفك " هل هذا هو الصوم الذي يسر قلب
الرب ؟؟ تعال معي لنقرأ عما لا يسميه الرب صوما حقيقياً ..
"وإياي يطلبون يوما فيوما ويسرون بمعرفة طرقي كأمة عملت برا ولم تترك قضاء إلهها.يسألونني عن إحكام البر.يسرون بالتقرب الى الله يقولون لماذا صمنا ولم تنظر.ذللنا أنفسنا ولم تلاحظ.ها إنكم في يوم صومكم توجدون مسرة
وبكل إشغالكم تسخرون. ها إنكم للخصومة والنزاع تصومون ولتضربوا بلكمة
الشر.لستم تصومون كما اليوم لتسميع صوتكم في العلاء. امثل هذا يكون صوم
اختاره.يوما يذلل الإنسان فيه نفسه يحني كالأسلة رأسه ويفرش تحته مسحا
ورمادا.هل تسمي هذا صوما ويوما مقبولا للرب." أش 58 : 2- 5
يجب أن نصوم من أجل أخوتنا صوماً حقيقا كما علمنا الرب في تلك الكلمات أيضاً من سفر أشعياء 58
"أليس هذا صوما اختاره حل قيود الشر.فك عقد النير وإطلاق المسحوقين أحرارا وقطع كل نير.أليس أن تكسر للجائع خبزك وان تدخل المساكين التائهين إلى بيتك.إذا رأيت عريانا إن تكسوه وان لا تتغاضى عن لحمك حينئذ ينفجر مثل الصبح نورك وتنبت صحتك سريعا ويسير برك أمامك ومجد الرب يجمع ساقتك. حينئذ تدعو فيجيب الرب.تستغيث فيقول هاأنذا.إن نزعت من وسطك النير والإيماء بالأصبع وكلام الإثم،وأنفقت نفسك للجائع وأشبعت
النفس الذليلة يشرق في الظلمة نورك ويكون ظلامك الدامس مثل الظهر.ويقودك
الرب على الدوام ويشبع في الجدوب نفسك وينشط عظامك فتصير كجنة ريا وكنبع
مياه لا تنقطع مياهه. ومنك تبنى الخرب القديمة.تقيم أساسات دور فدور
فيسمونك مرمم الثغرة مرجع المسالك للسكنى،إن رددت عن السبت رجلك عن عمل مسرتك يوم قدسي ودعوت
السبت لذة ومقدس الرب مكرما وأكرمته عن عمل طرقك وعن أيجاد مسرتك والتكلم
بكلامك. فانك حينئذ تتلذذ بالرب وأركبك على مرتفعات الأرض وأطعمك ميراث
يعقوب أبيك لان فم الرب تكلم" أش 58 :6 - 14

يسوع أنت كنزي العظيم يا منبع الرحمة والحنان
كمؤمن أجثو لديك ربي فراحة النفس بذا المكان
ما أعذب ذكر أسمك لسمعي لقد سبيتني مدى الزمان
إشراق شمس وجهك المنير ينفي الشكوك مانحا أمان
جراحك يا سيدي حماي كلامك ينير لي الطريق
وروحك ياسيدي نصيري يعينني في وجه كل ضيق
ألهب بنار روحك حياتي وليحصرني حبك الرقيق
حتى أقود الآخرين نحو سلامك العجيب والعميق
في غربتي في هذه الديار لست إلهي أبتغي سواك
أجعل حياتي للأنام نورا يسطع كالكوكب في علاك
ياشبع القلب إليك أشدو مهللا حياتي في رضاك
ما أروع اللقاء بك حيث طول المدى سأحيا في سماك
اميـــــــن

جميل
ميرسي كتير
ربنا يباركك

ميسرى ربنا يباركك

ميرسي للتامل الرائع يا قمر