قصد شاب احد الشيوخ وقال له: "هل تصلي لاجلي حتى أصير اكثر صبرًا
فجثا كلاهما وبدأ الشيخ يصلي قائلاً: "يا رب أرسل على هذا الشاب ضيقًا في الصباح؛ أرسل عليه ضيقًا عند الظهر؛ أرسل اليه ضيقًا عند المساء
عندئذ قاطعه الشاب قائلا: "لا، لم أطلب الضيق بل الصبر"
فقال له الشيخ: "انا أعلم، ولكننا بالضيق نتعلم الصبر". ففي رسالة الرسول بولس الى اهل رومية: "وليس ذلك فقط بل نفتخر ايضا في الضيقات عالمين ان الضيق ينشئ صبرا والصبر تزكية والتزكية رجاء. والرجاء لا يخزي لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا" (5: 3-5). فالقديس بولس كان يتكلم من خبرة شخصية. ذلك انه عانى الضرب والجلد والرجم وتحطم السفينة والاضطهاد غير انه ظل ثابتًا على إيمانه، ولم يتهاون في مسؤوليته عن الكرازة بالانجيل.
فإن كنا نجتاز محنة قاسية، فيجب علينا ان نحمد الله. اذ بحسب حكمته كل ما يحدث لنا مقصود به ان يجعل منا اناسًا اقوياء صابرين على الشدائد، التي مهما اشتدت او طول مدتها فهي لن تسحقنا