قصيدة لأبي فراس الحمداني :
مَا لِجَمِيلٍ عِنْدَكُنّ ثَوَابُ = وَلا لِمُسِيء عِنْدَكُنّ مَتَابُ ؟
لَقَد ضَلّ مَنْ تَحوِي هوَاهُ خَرِيدة ٌ= وقدْ ذلَّ منْ تقضي عليهِ كعابُ
ولكنني - والحمدُ للهِ – حازمٌ = أعزُّ إذا ذلتْ لهنَّ رقابُ
وَلا تَمْلِكُ الحَسْنَاءُ قَلْبيَ كُلّهُ = وإنْ شملتها رقة ٌ وشبابُ
وَأجرِي فلا أُعطي الهوَى فضْلَ مقوَدي، = وَأهْفُو وَلا يَخْفَى عَلَيّ صَوَابُ
إذا الخِلّ لَمْ يَهْجُرْكَ إلاّ مَلالَة ً، = فليسَ لهُ إلا الفراقَ عتابُ
إذَا لَمْ أجِدْ مِنْ خُلّة ٍ ما أُرِيدُهُ = فعندي لأخرى عزمة ٌ وركابُ
وَلَيْسَ فرَاقٌ ما استَطَعتُ ، فإن يكُن = فراقٌ على حالٍ فليسَ إيابُ
صبورٌ ولوْ لمْ تبقَ مني بقية ٌ= قؤولٌ ولوْ أنَّ السيوفَ جوابُ
وَقُورٌ وأحْدَاثُ الزّمَانِ تَنُوشُني ، = وَفي كُلّ يَوْمٍ لَفْتَة ٌ وَخِطَابُ
وَألْحَظُ أحْوَالَ الزّمَانِ بِمُقْلَة ٍ= بها الصدقُ صدقٌ والكذابُ كذابُ
بِمَنْ يَثِقُ الإنْسَانُ فِيمَا يَنُوبُهُ = وَمِنْ أينَ للحُرّ الكَرِيمِ صِحَابُ ؟
وَقَدْ صَارَ هَذَا النّاسُ إلاّ أقَلَّهُمْ = ذئاباً على أجسادهنَّ ثيابُ
تغابيتُ عنْ قومي فظنوا غباوة = بِمَفْرِقِ أغْبَانَا حَصى ً وَتُرَابُ .