خادم المسيح مشرف (ة)
الجنس : عدد المساهمات : 24257 التقييم : 4957 تاريخ التسجيل : 11/08/2012 البلد التي انتمي اليها : العراق
| موضوع: ► قصّــــة : طائـر السّــــــلام ... ! ► الأحد ديسمبر 22, 2013 3:41 pm | |
| قصّــــــة : طائر السلام ... بقلم / يوسف عبود جويعد جاء من ماض سحيق . الالفة والمحبة والامن والسلام والحب والحنان والطمئنينة تنتشر فيها . حلق عالياً عالياً . اخترق فضاءاً تشوبه روائح الكره والعدائية ودخان اسود يشوي الوجوه . تباطأ في طيرانه . رائحة الموت تحوم في كل الامكنة . طار. طار بغضب . طار بحزن . اصوات وصراخ وعويل والم . بيوت محترقة . اشلاء مبعثرة . نار في كل مكان . نزل بسرعة تفوق سرعة الصوت . كأنه ينقض نحو فريسته . الا انه راى رجلاً يحمل حزام ناسفاً . اقترب اليه ليراه عن قرب . مالذي يدفعه الى قتل نفسه والآخرين ؟ لماذا هذه النهاية القاسية ؟ راه محمر الوجه يتحرك بلا مشاعر انسانية . دخل مجلس عزاء مكتظ بالناس . صاح الله اكبر. انقلب الكون وطارت كل الاشياء الى السماء ارجل ورؤوس وبقايا لاشلاء انسانية ونار ودخان وحريق . جاء اخر بلا رحمة القساوة تملأ وجهه صاح وكبر وفجر نفسة . فوق الموتى موتى وفوق النار نار. وفوق الاشلاء اشلاء . جاء ثالث وفجر ونفسه فازدادت اعدادالقتلى والجرحى وازداد الدمار وازداد العويل . نظر الطائر من فوق وسط النار والدخان شاهد طفل يحترق . وامرأة مبعثرة الاشلاء وشيخ يتلوى وبيوت تهدم . شاهد رجال الاطفاء وما أن هموا برفع خراطيم المياه حتى انفجر بقربهم ليحترقوا قبل ان يطفئوا الحريق . صدح بصوت حزين بائس . حلق عالياً عالياً . بكل احزان الدنيا وهويرى الدمار يعم ارجاء الكون . ثم نزل هاوياً منقضاً . ليشاهد ثلاثة من الطلاب تقف سيارة بقربهم ويترجل منها اناس بوجوه مخفية لايرى ملامحهم . وبمسدس كاتم للصوت يقتلون الواحد تلو الآخروقبل ان تصل سيارة الاسعاف فارقوا الحياة . حلق عالياً . وانقض ثانية ليرى نقطة تفتيش وهي تتفجر ويقتل من فيها . حلق عالياً شاهد احدهم يزرع عبوة ناسفة وقبل ان يتمها انفجرت عليه وكأن شيئاً لم يكن . حلق عالياً. يجوب ارجاء السماء ويدخل وسط الفضاءات يشكو سوء الحال . ينسج كل الخيوط . ويقلب كل الاوراق . ويفتش في التاريخ وفي بطون الحضارات السحيقة . لم يجد مثيلاً لما يحدث . انقض ثانية ودخل وسط قبة تصنع القرارات وتحرك الاحداث وتشاهد كل شيء . راى اناس اذا اختلفوا قتلوا شعبهم . - سأقطع الرؤوس واحد واحد - سأفجر كل يوم قنبلة هم مفتاح الامان . هم صناع القرار. هم السلام والخراب . هم السعادة والحزن. اصوات تتعالى وتختلف . لا احد يسمع احد . مر بين الاركان . سار في كل الممرات . حضر جلساتهم في زاوية خفية . قرارات بلا تنفيذ . حلق عالياً . ثم انحدر سريعاً نحو الغرب . شاهد ساحة الاعتصام . شاهد اوكار الموت وموطأ الاقدام . تنقل بين النواحي والاقضية . شاهد مواجهات مميتة . وجسر ينفجر. وشباب يموت . هل اللعنة حلت على هذا البلد ؟ ام ماذا ؟ حلق عالياً يشكو جور الزمان . سار فوق ارض السواد . حلق عالياً . بياض . وفجر . واذان يقرأ . وصفوف للصلاة بملابس بيضاء . وهدوء ينعش الافئدة . ونسائم من الفجر الندي تطري النفوس , وسلام وهمس . باعة يقرأون ايات من الذكر الحكيم وهم يفتحون متاجرهم . لافقر . لاجوع . لاحاجة . علاقات انسانية حميمة بين الجميع . حب وود وتبادل للتحية . بيوت كلها متشابهة . لافرق بين هذا وذاك . الاجر متساوي والطعام للجميع . الكساء للجميع . الامن والامان والطمئنينة تحيط البلاد . الناس يتجولون الى بزوغ الفجر . لاضجيج . لاقتال . لاحرب . لادمار . لاطمع . لا حاجة . العوائل تنعم بالعدالة . لاجار ينظر الى جاره . حط وسط هذا الدفء والحنين وكأنه كان ينوء بحمل ثقيل . احمرت عيناه واجهش بالبكاء . - طائر السلام مالذي يبكيك ؟ - طائر السلام ماذا حل بك ؟ - طائر السلام تكلم فرغ همومك ! - كنت احلق في البلدان . رأيت وحوش بشرية . رايت ناس يقتلون انفسهم بانفسهم . هم يصلون لكن صلاتهم اعدت للقتال بهمجية . حلق عالياً هائماً يرفرف بجناحيه ارتفع الى عنان السماء . نظر بعيداً هناك حيث تسقط كل الاشياء وتموت الافئدة ويقتلون الناس بأسم الدين .دخان . وخراب . وغربان تنعق وسواد واحزمة ناسفة وعبوات وموتى . نظر تحته راى اناس ينعمون بحياة هانئة تملأها الطيبة ورأى بيوت عامرة ورأى ارض خضراء معشوشبة فيها النخيل والرمان والزيتون . نظر بعيداً حيث الارض تهتز والبركان بفور . - اين احط رحالي . هل اعيش في كنف هذا الجو الراقي ؟ اعيش وسط رائحة الدين ولمة الاحبة ام اعود الى حيث وطن لاوطن له وسلام مقتول وامن مفقود قرر طائر السلام ان يحط الرحال في هذا البلد الامن الاّانه لم ينسى ابداً انقاذ هذا البلد . | |
|