╬ ما أعظم الإنســان الذي يضحّي بحياتــه من أجل الآخريـــــن ╬
( قصّـــــة الكاهــــن واللّص )
كان في تلك المدينــــة كاهـــن ورع ؛ يحبّ جميع ابناء رعيّتـــهِ ؛ ويكنونَ المؤمنين فيها
كل المحبّة لهُ .
في يوم من الأيّام جاءهُ شـخصٌ ؛ يطلبُ منــهُ صدقــة !
فقال له الكاهــن : ( يا آبني ليس لي من متاع الدّنيا لا مال ولا ذهب ؛
ولكـن لآ أخرجــكَ فارغاً ) فأسرع الى غرفتهِ وأخرج من خزّانـة الملابس ـ معطف ـ مستعمل ـ
ولكنّــه يصلح للإستعمال ؛ وناولهُ لــــهُ ؛ فخرج الشّخص شاكرا لهُ .
ومرّت فتـــرة ليست طويلــة ؛ حضرت الشّرطـة الى الكنيسة التي كان الكاهـــن يعيش فيها ؛
وبعــد المناقشــــــة ؛ ثبتَ لهم بآعتراف الكاهــن ؛ أنّ المعطف الذي كان يرتديــهِ المجرم
يعودُ اليـــهِ ! فقال لهُ ضابط الشّرطـة :
سيدى نأسف لإلقاء القبض عليكَ ؛ فإنّـكَ ( متّهم ) بقتل آمرأة !
فلم ينبس الكاهـن بكلمــة ؛ وآقتادوهُ الى السجـن ؛ وبعد المداولة في المحكمـــة ؛ وآعتراف
الكاهــن بأنّ المعطف يعودُ لهُ ؛ ولم يُنكـــر ! وبالرّغم من هيئة الدّفاع عنـــــهُ ؛ ولكــن الإعتراف
هو ســيّد الأدلّــــة ! وحكمــت عليه المحكمـــة بالإعـــدام شــنقاً !
ومرّت ايّامٌ ؛ وجاء المتّهـــم الحقيقي الى الكاهــن يزورهُ ؛ وخرّ عند قدميــــهِ قائلاً :
ابي الفاضل : ( أنّي أنا الذي آرتكبتُ الجريمــــة ؛ فآغفــــر لي خطيّتـــــي ) !
فقال لهُ الكاهـــن : ( آذهب وآرجع كل ما سرقتهُ من بيت تلكَ المرأة ؛ وآستقم في حياتكَ ؛
ولا ترجــع للخطيئـة مرّة أخرى ؛ وإنــا أصلي لربنا يسوع ؛ من أجلكَ كي تقضي حياتكَ بعيداً
مــن إبليــــس ) !
فخرج المتّهــم ؛ وأرجـع كل ماكان قد سرقهِ من بيت المغدور بها ؛ ولكــن شبح الجريمــة
ظــــل يُطاردهُ دومــــاً ؛ فضاقت بهِ سبل الحياة ؛ ولم يقدر أن ينام في الليل !
وقد تم تحديد يوم شــنق الكاهـــــن ؛ والكاهــــن صامـــت ! وكان المحامي يلح عليهِ ؛ أن يقول
للقاضـي ؛ أسم المتّهــم ويخبرهُ بهِ ! لكـنّ الكاهــن كان يبتســم ؛ ولا يردّ عليــــهِ !
وفي ساحـة الإعـــدام ؛ حضر الضابط ومعهُ الجــلاّد ؛ حيث نطق الضّابط حيثيّات الجريمـــة !
وفي تلك اللّحظــة رأت الجموع الغفيرة التي كانت قد حضرت لوداع الكاهـــن قبل شنقهِ ؛
رجـلٌ ينطلق الى منصــة الإعـــدام ؛ ويقول للضّابط : ( سيّدي .. ارجوا ان تطلقوا سراح الأب
الكاهـــــن ( البرئ ) ! فإنّي أنا هــو المجرم الحقيقي ؛ وآعترف أمام الله وأمامـكَ ؛
وأمام هذه الجموع ؛ بإنّي أنـا الذي آقترفتُ ـ جريمــة القتل ـ بحقّ تلك المـــرأة !
وأمام هذا الإعتراف الصّارخ ؛ آقترب الضّابط وركع أمامَ الكاهـــن قائـــلاً : ( كنتُ أعرف أنّكَ
برئ ! ولكـــن كانَ هذا هو واجبي لتنفيذ قرار العدالــــة ! فنزل الكاهـــــن من منصّــة الإعدام ؛
وقال للمجرم : ( ليس فينا صالح إلاّ الله ؛ أصلّي لكَ كي يرحمكَ سيّدنا يسوع المسيح ويغفر لكَ
خطايــــــاكَ ؛ وذهب الكاهـــن وسط زغاريــد النّسوة ؛ وآبتســـمات الشّباب الى بيتهِ !!! .
قصّــة قرأتها في السّبعينات ؛ وظلت عالقة بذهنــــــي !
♀ هذا هـــو ســـرّ الإعتـــراف لدى الكهنــــة الأجــــلاّء ♀ !!! .
~ بقلمــــــــي ~
تحياتنـــا اخي العزيز * ميشــــــيل *
سـلام ربّ المجد † يسوع † مع الجميــــــع .