+++
هو الله وهو روح الله وهو الأقنوم الثالث في اللآهوت القدوس فالله واحد في الجوهر وهو في نفس الوقت "مثلث الأقانيم" وكلمة أقنوم هي سريانية الأصل وتعني "صفة جوهرية في الذات الإلهية" وهو أقنوم الحياة في الثالوث القدوس


وقد قال الرب لتلاميذه القديسين "إذهبوا وتلمذُّوا جميع الأمم وعمدّوهم بإسم الآب والإبن والروح القدس"     ( مت 28 : 19 ) ويقول القديس يوحنا الرسول: " إن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة ( أقانيم ) الآب والكلمة ( المسيح ) والروح القدس وهؤلاء هم واحد" 1 يو 5 : 7


ويُعرِّف القديس كيرلس الأورشليمي ( أواخر القرن 4 م ) الروح القدس بأنه " أقنوم إلهي غير مفحوص وهو العنصر الحي العاقل الذي يُقدِّس كل الأشياء التي خلقها الله بالمسيح وهو الروح العامل في العهدين القديم والجديد نعترف به – في ثالوث قدوس واحد – ساعة المعمودية" مت 28 : 19


ويضيف قائلاً: " فلا يصح أن نفصل بين أقانيم الثالوث القدوس كما فعل بعض الهراطقة ولا نخلط بينهم كما فعل الهرطوقي " سابيليوس " ( الذي حرمته الكنيسة لأنه خلط بين الأقانيم الثلاثة مدعياً أنها أسماء مختلفة لأقنوم واحد وهو أقنوم الآب ) بل بروح التقوى نعرف أن الآب قد أرسل إبنه لكي يُخلصنا والإبن الوحيد وعد بإرسال " الروح القدس " المعزي من عند الآب والروح القدس – الناطق في الأنبياء – قد حل على الرسل يوم الخمسين ( العنصرة ) مثل " ألسنة نار " أع 2 : 3


كما يذكر القديس كيرلس أيضاً أن الهرطوقي " ماني " قد زعم أنه ذاته الباراقليط الذي أرسله المسيح إلى العالم ( وقد تكرر هذا الزعم بصورة أخرى في الأيام الأخيرة ) كما إدعَّى الهرطوقي " مونتانوس " أنه هو نفسه الروح القدس وأراد " سيمون " الساحر شراء موهبة الروح القدس بالمال فغضب منه الرسل           " وحكموا عليه بالهلاك " ( أع 8 : 18 ، 20 ) وتزعُم شيعة " شهود يهوة " أن الروح القدس ليس أقنوماً بل يعتقدون أنه مجرد قوة فقط ولكن في الواقع يعتبر الروح القدس شخصاً يتكلم ( مت 10 : 20           عب 3 : 7 ، 9 ) وهو أيضاً يعلم ويُذكّر الناس ويرشدهم ويبكت الخطاة ( يو 14 : 16 ) ويقود الؤمنين     ( رو 8 : 14 ) ويقيم الرعاة ( أع 20 : 21 ) ويوجههم إلى أماكن الخدمة ( أع 16 : 6 ، 7 ) أما القوة فهي إحدى نتائج حلوله على الؤمنين ى  أع 1 : 8
وطبقاً للرأي اليهودي القديم " في التوراة " فإن الروح القدس يعمل بنشاط في الكون وأن الله قد أرسله إلى العالم ( عد 11 : 19 ، مز 104 : 29 ) وسكن في وسط شعبه القديم ( أش 43 : 11 ، حجى 2 : 5 ) وهو يوحي للأنبياء بما تريده السماء ( زك 7 : 12 ) ويحزن لمن يقاوم عمله   أش 63 : 10


وهو في نظر بني إسرائيل " روح الله القدوس " ويدعونه أيضاً " روح إلوهيم " كما تسمى بالروح القدس مز 50 أش 63 : 10


وتؤمن الكنيسة الجامعة الرسولية بأن الروح القدس " هو الله " مصدر الحياة في العالم وخالق الكون وينسب إليه السيادة والعظمة والسلطان والعلم والأزلية ( 1 كو 2 : 11 ، 12 : 11 عب 9 : 14 ) وهو مساوٍ للآب والإبن في الجوهر ( 1 كو 12 : 3 ، مت 28 : 19 ) وهو موجود في كل مكان وزمان ( مز 139 : 7     يو 14 : 16 ) وقادر على كل شيء ( 1 كو 9 : 2 ، 13 ) وله ينبغي السجود والإكرام والتسبيح والتمجيد الدائم
+++