حصاد أخبار العالم في 2014 .. عودة أجواء 11 سبتمبر :
الثلاثاء 30 ـ 12 ـ 2014
المصري اليوم :
عاش العالم فى 2014 أجواء مماثلة لما بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 ،
بعد توسع التنظيمات الإرهابية ، خاصة تنظيم « داعش » ، وإعلانه قيام « دولة الخلافة » ،
واحتدام الحرب الأهلية فى سوريا ، ما أجبر الولايات المتحدة
على تشكيل ائتلاف لمحاربة التنظيمات الإرهابية ، يجمع خصوم وأعداء تحت القيادة الأمريكية ،
وباتت الجماعات الإرهابية تشكل خطرا على وحدة الدول العربية بتشكيلها جيوشا صغيرة ،
وبسعيها إلى الاستحواذ على مصادر النفط وتصديره بأسعار أقل من المعدلات العالمية ، فى الوقت
الذى تشتعل فيه ظاهرة « الإسلاموفوبيا » بقوة فى الدول الغربية ، لتتحول منطقة الشرق الأوسط
إلى ساحة للحرب على الإرهاب يتوقع استمرارها لسنوات .
• « الإرهاب » يدخل مرحلة « تأسيس الدولة » :
تنظيم داعش ..
بدا واضحاً أن التنظيمات الإسلامية التى تستخدم العنف لتحقيق أهدافها السياسية فى سبيلها لتغيير كبير
مع ظهور تنظيم « داعش » فى سوريا والعراق ، وتنازعه عالمياً عرش التنظيمات
المسلحة مع تنظيم « القاعدة » .
فتنظيم « القاعدة » بدأ فى أول الأمر تنظيماً مركزياً هرمياً ، يتمتع بهيكل واضح للقيادة وتسلسل هرمى
به التزام كبير ، إلا أنه ومع توالى الضربات الأمريكية على التنظيم بدأت قدرة قيادته فى التواصل مع قاعدته
فى التدهور ، حتى أصبح التنظيم عبارة عن أفكار يتبناها من يشاء على أن « يبايع »
قيادة التنظيم ويتصرف بشكل لا مركزى تماماً .
إلا أن تنظيم « داعش » بدأ يعود مجدداً لمنطق التنظيم المركزى ، حتى إنه أطلق على نفسه
« دولة الخلافة » . وأشارت مجلة « فورين بوليسى » الأمريكية إلى أن التنظيم يحارب مستخدماً
جيشاً يشبه الجيوش التقليدية للدول فى تنظيمه وتحركه ويمتلك أسلحة من دبابات ومدرعات وصواريخ ،
بل طائرات ، ما يجعله يمتلك قوة لم يتمكن تنظيم « القاعدة » من امتلاكها فى أى مرحلة
من مراحل نشأته وتطوره .
• « الإسلاموفوبيا » .. ذريعة الغرب لخنق المسلمين :
يرجع عدد من المحللين زيادة ظاهرة « الإسلاموفوبيا » خلال عام 2014، إلى زيادة الهجمات
الإرهابية التى تشنها المنظمات الإسلامية المتطرفة ، فى حين ربطها آخرون بتزايد وجود المسلمين
فى العالم الغربى ، فمنذ أحداث 11 سبتمبر لم يتوقف الجدل حول دور الإسلام فى الغرب ،
ولكنه فى السنوات الأخيرة اتخذ بعداً جديداً ، فلم يعد الجدل حوله يقتصر
على مكافحة الإرهاب فقط ، بل اتخذ بعداً ثقافياً واجتماعياً .
وعلى الرغم من تناغم الجاليات العربية والمسلمة مع المجتمعات الغربية ، فإن هذا الواقع لم يقض على
ظاهرة « الإسلاموفوبيا » فى هذه المجتمعات ، ففى أوروبا تشير بعض الإحصاءات إلى توقع نمو
المسلمين من 20 مليون شخص ، أى 5% من سكان أوروپـا ، إلى 38 مليوناً بحلول 2025 .
وزادت ظاهرة الإسلاموفوبيا فى الولايات المتحدة ، حتى باتت أكثر انتشاراً مما كانت عليه
قبل بضع سنوات ، وتفاقمت بشكلٍ دراماتيكى منذ 2008 .
• أموال النفط و « الجزية » تثرى خزانة « داعش » :
موَّل بعض الأفراد الأثرياء من الخليج الجماعات المتطرفة فى سوريا بملايين الدولارات عبر تركيا
التى تعتبر كذلك من الدول المتورطة فى « تمويل الإرهاب » عن طريق تهريب الأسلحة والأموال ،
وفى 2014 أصبح الاعتماد على التمويل المباشر من جانب الأثرياء الخليجيين يمثل
نسبة ضئيلة جداً من مجموع الدخل الذى يصب فى خزائن « داعش » .
• « الشيطان الأكبر » يتحالف مع «محور الشر » ضد المتطرفين
[ الملك عبدالله بن عبدالعزيز ]
« عدو عدوى حليفى » .. وصف يبدو الأقرب للاتفاق الضمنى الحالى بين كثير من الكيانات والدول ،
تتسم العلاقة بينها بالعداوة أو الخصومة ، على الوقوف معاً ضد تنظيم « داعش » ، عدوهم المشترك ،
رغبة منهم فى تقويض مخاطر توسعه فى منطقة الشرق الأوسط .
وخلق هذا التنظي م، الذى لا يكاد يحظى بأى حليف فى المنطقة ، « أرضية مشتركة »
جمعت « الأعداء القدامى » ، ومن بينهم السعودية وإيران والولايات المتحدة و « حزب الله » ،
والكيانات الشيعية فى الدول التى تقودها الأنظمة السنية ( تركيا والعراق وسوريا ) ،
ودول أخرى عربية وغربية وإسرائيل تحت شعار واحد، هو « القضاء على داعش
ومكافحة الإرهاب » فى المنطقة ، حسبما ذكرت صحيفة « أوبزرفر » البريطانية .
• « جيوش صغيرة » تقوض أركان الدول العربية :
مئات التونسيين يتظاهرون خلال الاحتفالات بالذكرى الأولى لثورة تونس ، 14 يناير 2012 .
تحتفل تونس بمرور عام على اندلاع أولى ثورات الربيع العربي ،
وهروب زين العابدين بن علي إلى السعودية .
أنتجت حالة الفوضى السياسية والأمنية المتولدة من أحداث « الربيع العربى » ، الظروف الملائمة لنمو
« جيوش صغيرة » تنتهج أسلوب حرب العصابات ، وتسعى جاهدة إلى تقويض أركان الدول بتركيزها
على مواجهة وهدم الجيوش النظامية وقوات الشرطة فى الدول العربية ، فمن حالة الفوضى ،
وتحول الصراع السورى إلى حرب أهلية طائفية شيعية - سنية ، إلى الفساد فى الجيوش الحكومية ،
وقيامها على أسس طائفية وضعف تدريبها وتسليحها ، سمح لجيوش الإرهاب أن تستولى
على مساحات كبيرة من الأراضى ، والمعدات والأسلحة، وأن تقود الحرب والهجمات على الجيوش النظامية
من ناحية ، كما أتاح الفرصة للجيوش الأخرى ، على غرار حزب الله فى لبنان ، والميليشيات الشيعية العراقية
والپيشمرگة الكردية والحوثيين فى اليمن والميليشيات المسلحة فى ليبيا ، خوض معركة تحرير الأرض
فى ظل غياب وتراجع سلطة الدولة .
• عام استنهاض « الذئاب المنفردة » :
« أيتام**** » .. « الجنود التائهة » .. « الذئاب المنفردة » .. « المجاهدون الشاردون » ..
« الجيل الإلكترونى للقاعدة » .. « اللصوص المجاهدون » .. تلك جميعها أسماء لظاهرة
عادت بقوة فى 2014 لشن عمليات إرهابية داخل الدول الغربية .
هذه الظاهرة تشير إلى قيام شخص لا يخضع لـ « القاعدة » تنظيميا ، ولكنه يؤمن بأفكارها ،
ويقوم بالتخطيط والتنفيذ لبعض العمليات الإرهابية ، استنادا إلى إمكاناته الذاتية ودون
أى مساعدة من أحد سواء من القاعدة أو حلفائها .
وبعد ضربات موجعة تلقاها تنظيم « القاعدة » فى 2006 وحتى 2009 ، ظهرت الذئاب المنفردة ،
واتسعت ضرباتها بعد اغتيال زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن فى 2011 ،
ولكنها تراجعت فى 2013 لتعود بقوة فى نهاية 2014 بواقعة احتجاز أسترالى من أصل إيرانى مجموعة
من زبائن داخل مقهى وسط سيدنى ، فى عملية سجلت محاولة لاستنهاض الذئاب المنفردة مرة أخرى .
• داعش يواجه العالم وينتظر كلمة النهاية :
مثل ضوء البرق ظهر تنظيم الدولة الإسلامية فى الشام والعراق « داعش » ، وفى أقل من شهور
ملأ الدنيا بالوحشية ومشاهد الاستهتار بالدماء قبل أن يعلن الخلافة فى مناطق شاسعة مقتطعة من العراق وسورا .
تدرج « داعش » قبل وصوله إلى ما هو عليه اليوم ، حيث بدأ بتنظيم صغير تأسس
على أنقاض تنظيم القاعدة فى العراق ، فبعد تشكيل جماعة التوحيد والجهاد بزعامة الأردنى أبى مصعب الزرقاوى
فى عام 2004 ، تلا ذلك مبايعته لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن ليصبح اسم
التنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين ، قبل أن يبدأ الزرقاوى رحلته فى توحيد شتات التنظيمات الجهادية فى العراق ،
حيث نجح سريعاً فى جمعها فى كيان واحد وأعلن فى فيديو عن تأسيس مجلس شورى المجاهدين
بزعامة عبدالله رشيد البغدادى .
وفى 2010 تولى أبوعمر، الأخ الأكبر لأبى بكر البغدادى ، زعامة الكيان الذى غير تسميته إلى
الدولة الإسلامية فى العراق لجمع أطياف السنة تحت رايته لمحاربة القوات الأجنبية والشيعة ,
إلا أن القوات الأمريكية والعراقية نجحت فى تصفيته وتتم مبايعة أخيه أبى بكر خليفة له
والناصر لدين الله سليمان وزيراً للحرب فى التنظيم .
• حصاد أرقام 2014 ( العالم ) :
ـ الميلشيات الشيعية المنضمة للقتال ضد تنظيم داعش تنفذ عملية عسكرية
شمال العاصمة العراقية بغداد ، 26 ديسمبر 2014 .
ـ تريليون دولار ، إجمالى الفاتورة الأمريكية فى الحرب على الإرهاب فى أفغانستان والعراق
بحسب « بيزينس إنسايدر » .
ـ 3 ملايين لاجئ سورى بسبب الحرب فى الخارج ، وأكثر من 5 ملايين نازح فى الداخل
بعد مرور نحو 4 سنوات من الصراع .
ـ 200 ألف مقاتل هى التقديرات الأمريكية لعدد الشباب المتعاطف مع « داعش » .
• « قطع الرقاب » عقيدة الإرهابيين الجدد .
يتبع تنظيم « داعش » وغيره من التنظيمات الإرهابية الأخرى أفكارا متطرفة وفهما محدودا
لتأويلات وتفسيرات بعضها مغلوط للدين ، وفتاوى شاذة لا تلقى رواجا لدى جمهور علماء الإسلام .
وتنشر تنظيمات الإرهاب أبحاثا وفتاوى تدعو إلى العنف والقتل ، والتى تشكل الجانب الأهم لعقيدة المتطرفين ،
وتعتبر أن « الإرهاب سنة والاغتيال فرض » ، فيما يُعَرِّف خبراء ومحللون « داعش »
بأنه « تنظيم مسلح إرهابى يتبنى الفكر السلفى الجهادى التكفيرى » ، ويهدف المنظمون له
إلى إعادة ما يسمونه « الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة » ،
ويتخذ من العراق وسوريا مسرحـاً ! .