قال لي قلمـي ..
أنهض وآكتب ؛ كفـاكَ نومــاً وكســلا .. وأكتُــبْ !
فقلتُ .. وماذا أكتبُ ؟ فقد كتبتُ ما فيه الكفاية وأكثر ..
ولا أحدٌ يُبالي بمــا أنا ..
كتبتُ !
كتبتُ الكثير منْ القصائد والخواطر..
والنّاس يتهامسونَ فيما بينهم ..
هـذا رجـلٌ قد مسّــهُ الجنــون ..
لمنْ يكتب ؟ وماذا يكتب ؟ لا نفهم فحـوى مـا ..
يكتبْ !
هو ... كأنّـه لا يعيـشُ بيننـا ..
ولا يسكتُ عـنْ ثرثرتــهِ ..
فقلتُ لهمْ .. لا .. لا ؛ لا تقولونَ هذا ..
إنّي أشـعر بما تشـعرون ..
وإعاني أكثر ممّـا تُعانـــون ..
ما يجرحكم ؛ يُجرحـني ..
بؤسي هو أكثر منْ بؤســكمْ ..
المكمْ ؛ يُؤلمني .. عذاباتكم ؛ تُعـــذّبني ..
تمزّق أوتار قلبي تُدمّر شـراييني ..
تســرقُ الكــرى منْ عينــيّ ..
وضألَ بصـــري .. ممّـا أنا فيهِ ؛ وما أنا بهِ بحــتُ
ونحـتُ !
صوت الإنفجارات وأنين الجرحــــى ..
يُـزعجُ طبلـة أذني .. كلمّـا أنـا للنّوم
آشــتقتُ !
فقلتُ ياربّي ..
الى متى سيستمرّ عـذابنا هـــذا ؟
لنْ يمرّ يومٌ ؛ وإلاّ وعشرات العوائل ..
يُقيمونَ مآتم العــزاء .. للنّوح على فقدان أحبّتهــمْ ..
هل هـذا كان منْ نصيبَ حياتي ..
ومـا أنا منْ موروث حياتي ..
حصــدّتُ ؟ !
وهذا المنظر الحزيــن هو ما يقلقني ؛
ويعكّر صفو حياتي .. أينما
نظـــرتُ !
هل هـذا قدركَ ياعـراقي ؟
فهل بقي ممَـــا ؛ أنـــا كتبتُ ؛ ومـا
ورثـتُ !
فكسرتُ يراعي ..
وقلتُ لنفسي :
كفاني كتابــة ؛ فقد عافت نفسي الكتابـة .
فقوقعتُ في صومعتي ..
وآنقطعـتُ عـنِ العالمِ .. كأنّي قد
مُــتّ !
~ بقلمي ~