اردوغان ... عقلية الثعلب الماكر !
الأربعاء 02 ـ 10 ـ 2016
بقلم / جمعة عبدالله :
اردوغان يفتش في مزابل المقابر المدفونة , من اجل اعادتها من جديد ,
في حلم احياء الدولة العثمانية الكبرى , ليكون سلطانها الجديد ,
لكي يمتص المشاكل الداخلية العويصة , التي تفاقمت حدتها وفورانها ,
بعد الانقلاب العسكري الفاشل , وبتحريف المشاكل الداخلية او التملص منها ,
وتصديرها الى بلدان الجوار , لحرف الانظار وتوجهها , نحو مسار المنعطف الخطير
بتخريب العلاقة والصداقة مع بلدان الجوار ومنها العراق , لكي يظهر بمظهر البطل القومي المزعوم ,
المدافع عن حلم تركيا الكبير , في اقامة الامبراطورية العثمانية من جديد ,
هذه الاحلام الهوجاء , يحاول ان يتلاعب بها بعقلية الثعلب الماكر المتغطرس والمتهور ،
لذلك بدأ في الانخراط في اطلاق التصريحات النارية الخطيرة , التي تدعو
الى ارباك العلاقة حسن الجوار , وتغليفها بالالغام المتشنجة والخطيرة ,
لزعزعة الامن والسلم والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط , مثل التشكيك وعدم الاعتراف
بمعاهدة لوزان عام 1923 , التي حددت ورسمت حدود تركيا مع بلدان الجوار ,
ان هذه النعرات الموهوسة بالغطرسة والشوفينية القومية , تهدد وتزعزع امن المنطقة
والبلدان المجاورة لتركية , لقد دأب اردوغان على افتعال المشاكل النارية لصرف الانظار
عن مشاكله الداخلية , واللعب على الحبلين في نعراته بالتهديد بالتدخل بشؤون الدول المجاورة
بقضم اراضي منها , بقصد اعادة صياغة هذه المعاهدة الدولية , بمثل ما يريد ويرغب ,
وحتى في اشعال الحرب مع الجيران , بحجة اعادة الوراثة الارض الى اصحابها الشرعيين ,
بأنها كانت ضمن التبعية العثمانية , مثل ما يهدد باعادة الموصل الى الوطن الام تركيا ,
كما يدعي , بأن الموصل اراضي تركيا , لا يمكن التخلي عنها في المطالبة
في ارجاعها من جديد , لذلك يتصور الظروف ملائمة , في احتلال الموصل وضمها ,
لذلك يحشد القوات العسكرية الضخمة بالدبابات والسلاح الثقيل , وهي على تخوم حدود العراق ,
على اهبة الاستعداد تنتظر ساعة الصفر , حتى يبدأ الهجوم المرتقب , هذا التطور الخطير ,
هو في حسابات اردوغان السياسية , لكنه ينتظر الحجة والذريعة للتدخل ,
حتى يعطي على التدخل العسكري السافر , الشرعية الدولية في احتلال الموصل ,
بحجة حماية المواطنين , من الحرب الطائفية , وحمامات الدم الطائفي ,
بذريعة تقوم بها قوات الحشد الشعبي في معركة التحرير ,
لانه هدد صراحة بأنه سيتدخل لحماية الاهالي , في حالة دخول قوات الحشد الشعبي
على خط المعارك الجارية في الموصل , لان سقوط وطرد تنظيم داعش الارهابي ,
باتت محسومة , وهي مسألة وقت تعد بالايام او بالاسابيع القليلة القادمة .
حتى يتم تحرير كامل الموصل , وطرد داعش نهائياً بالهزيمة الشنعاء .
لذا فأن اردوغان يتطلع بفارغ الصبر , ان يرتكب الحشد الشعبي غلطة تاريخية
( لا سامح الله ) حتى يدفع ثمنها الاجيال القادمة , في ضم الموصل الى تركيا ,
ولا نتجاهل الكثير من القوى السنية , تتطلع الى هذا الحلم بالعودة الى تركيا ,
وترك العراق نهائياً . لذلك ان معركة التحرير مغلفة بالمخاطر الجدية ,
وهذا يتوجب الحذر كل الحذر من الوقع في الفخ الاردوغاني , او ارتكاب غلطة تاريخية ,
بالضبط كما حدث في قبرص , استغلت تركيا , حجة الانقلاب العسكري في قبرص
على ( الاسقف مكاريوس ) وتدخل الجيش اليوناني , لاسقاط الا نقلاب العسكري ,
واعادة الشرعية الديموقراطية الى قبرص , استغلت تركيا هذه الفرصة الثمينة ,
بالتدخل الجيش اليوناني في قبرص , وتدخلت هي ايضاً في جيشها العرار ,
بحجة حماية القبارصة الاتراك من المجازر الدموية , وقامت تركيا باحتلال 35% من اراضي
الجزيرة القبرصية , وانشاء دولة في شمال قبرص , بأسم جمهورية شمال قبرص
( عدد السكان 116 ألف نسمة ) لم تعترف بها اية دولة في العالم , ماعدا تركيا ,
هذه الغلطة التاريخية التي ارتكبها بعض قادة الجيش في قبرص ,في انقلابهم العسكري ,
ومازالت الاجيال تدفع ثمنه في جزيرة قبرص المقسمة بين الطائفتين اليونانية والتركية
منذ عام 1974 . لذلك يتصور اردوغان , ان التاريخ يعيد نفسه بأخطاءه التاريخية , لصالحه ,
ولكن السؤال الوجيه , هل قيادة قوات الحشد الشعبي , تمتلك الوعي والنضج الساسي
والمسؤولية الوطنية , في افشال مخططات اردوغان العدوانية في الموصل ؟
نتمنى ذلك حتى يتحول الحلم الاردوغاني , الى كابوس الفشل .
والله يستر العراق من الجايات .