أناجيل الفصح

موضوع: أناجيل الفصح الإثنين ديسمبر 12, 2011 1:22 am

أناجيل الفصح

التراث الكتابيّ يبيّن، بما لا يقبل جدلاً، أنّ الربّ كلّف تلاميذه بأن يكرزوا بملكوته، وينقلوا خبر قيامته إلى العالم (أنظر مثلاً: متّى 28: 16- 20). هذا، إذا تركنا ذكر الرسل في أحد توما جانبًا (الذي نركّز فيه على شكّ التوأم واعترافه بيسوع ربًّا وإلهًا له)، لا نراه في أناجيل آحاد الفصح جملةً. فمعظم شخصيّات الأناجيل بعيدون، قليلاً أو كثيرًا، عن جماعة الرسل. هم، أي الرسل، موجودون، بالتأكيد، مع الربّ في تجواله هنا وهناك. ويذكّرنا أحد حاملات الطيب بهم. ولكنّ الأناجيل، ولا سيّما النصوص الثلاثة الأخيرة، تُحضر، في الاجتماع الليتورجيّ، من كان من عامّة الناس، وأحيانًا المهمَل والمزدرى، وتجعله في قلب الحدث.

لليتورجيا، بالطبع، أهدافها الدائمة. هي تتناول الحقيقة الواحدة من جوانب لا يحصرها الجانب التاريخيّ الصرف. وهنا، آحاد الفصح قيمتها الواقعيّة أنّها تتناول القيامة، من حيث هي حدث تاريخيّ، وتؤوّنها (أي تجعلها تخصّ الآن أيضًا، أو الآن المستمرّ). فبكلام دقيق، القيامة، في الخدم الليتورجيّة، هي دعوة الله إلينا جميعًا "الآن وهنا".

مـِنْ هـؤلاء الأشـخاص، الذيـن نقيـم ذكـراهم، تلميذان مستتران (يوسف الراميّ ونيقوديمس) ونسوة نعرف بعضهنّ (حاملات الطيب)، ومخلّع، وامرأة سامريّة، وأعمى. هؤلاء، جميعًا، شهود للقيامة في الاجتماع الأسبوعيّ. لماذا هم؟ لماذا ليس غيرهم؟ أين الرسل؟ أسئلة، الجواب عنها قائم في حدث الفصح الذي نقله الرسل إلى العالم. ولربّما خير ناحية، في الجواب، أنّ القيامة لا تستثني أحدًا. الربّ لم يختر رسله فحسب. اختار العالم كلّه. وقَبِلَهُ مَنْ قَبِلَهُ، ورفَضَهُ مَنْ رَفَضَهُ. موضوع القبول والرفض يظهر، بجلاء، في مجمل أناجيل آحاد الفصح. ويحيّرنا أنّ من كنّا ننتظر أن يقبلوه (اليهود مثلاً)، قد رفضوه، وأنكروا فعله الظاهر، وأنّ من قبلوه، وأحبّوه، هم من يعتبرهم مجتمعهم من حثالة القوم. هذا يطرح علينا سؤالاً كبيرًا: من أيّ فئة نحن؟ أجل، الخدمة تسائلنا. ولربّما خير ما تفعله أنّها تسائلنا. تسائلنا، وتبكّتنا، لتصحّ حياتنا. كأن تقول: انظر إلى هذا المخلّع. استمع إلى هذه السامريّة. راقب هذا الأعمى. هؤلاء، الذين لم يكن لهم أيّ قيمة في عيون الناس، بات لهم كلّ القيمة في عيني الربّ. فالقيامة، أو الشهادة لها، هي التي تجعل للإنسان قيمة. فمن أنت؟ ومن أين تأتي؟ وماذا تفعل؟ نحن، إذًا، أمام أناس عاديّين، وأقلّ من عاديّين. هذا يبيد الحلم المحفوظ في خلفيّة عقول الكثيرين. فكثيرون يقولون: لو كنّا في زمن السيّد، لفعلنا ما فعله الرسل جميعًا. كنّا تبعناه، وأطعنا أوامره، وربطنا مصيرنا بمصيره. خدمُ آحاد الفصح تُبعد التركيز على الرسل قصدًا، وتضعنا أمام أشخاص معظمهم يشبهوننا (والرسل يشبهوننا أيضًا)، وتقول لكلّ منّا: تشبّه بأحدهم. كن واقعيًّا، وافعل. هذا مخلّع. وهذه امرأة غريبة وخاطئة. وهذا أعمى. كلّهم شفاهم الربّ، وواجهوا الدنيا بحبّه لهم. أين أنت منهم الآن؟ ألم يشفك أيضًا؟ إن كنت تؤمن بقيامته فعلاً، فبرهن عن ذلك حالاً؟ هيّا، اخرج إلى أهلك وأصدقائك. اخرج إلى الناس جميعًا، واشهد على ما جرى لك. قل: إنّ المسيح قام، وأقامك معه. لا تبقَ صامتًا. لا تتصرّف كمن يشعر بأنّ الربّ قد أهمله وحده في هذا العالم! هو، لا، ولن يهمل أحدًا. هؤلاء، بمعظمهم، شفاهم قرب ماء. ألم يقمك في مياه المعموديّة؟ لاحظ، هم أنت. إذا تتبّعت الخدم جيّدًا، لا تشكّ في أنّهم أنت، أو أنت على الرجاء. فإنّ الله قد قرّر أنّهم أنت. وينتظر أن تقرّر ذلك أنت نفسُكَ!

كلّ قضيّة آحاد الفصح أنّها تبيّن لنا مفاعيـل القيـامة فينا. فشخصيّات الأنـاجـيـل جـدّدها الـربّ القـائم.

جدّد مَنْ كان شكّاكًا وحزينًا وخاطئًا ومهمَلاً وغريبًا ومريضًا. تحنّن عليهم، وأعادهم جددًا بزيارة مفاجئة، بكلمة من فمه، بلمسة يده. المسيح لا يعصى عليه أمر. قوّته تشفي، تقيم، تحيي. فلا تعامله كمن لا قدرة له! لا تخسر فعله فيك. أجل، تتحدّنا الكنيسة بذكر "ما كان في العالم من غير حسب ونسب، وكان محتقرًا" (1كورنثوس 1: 28). تتحدّانا، لكوننا نعتقد، عمومًا، أنّ الربّ يحتاج إلى أبرار، ليمدّوا مشيئته في الأرض. صحيح أنّه يحتاج إلى أبرار. ولكن، إلى أبرار يؤمنون بأنّه هو البارّ والمبرِّر دائمًا. من يحسب أنّ البارّ هو بارّ هكذا من بطن أمّه، لا يؤمن بفعل الله الدائم في العالم وفيه. بالتأكيد، هناك أبرار منذ تكوينهم في بطون أمّهاتهم. ولكن، هذه قراءة اللهُ يقرّرها. هو يقول ذلك. ويقوله في يومه. وله، وحده، أن يستبق يومه. اليوم، يريد الربّ أن نعتقد أنّه حاضر فينا جميعًا. فهو لا يحابي وجه أحد (رومية 2: 11). ما من أب منطقيّ يفضّل ابنًا على آخر. يحبّ الجميع، ولا سيّما من يحتاج إليه أكثر من غيره.

لا تترك فرصة الموسم الفصحيّ تمرّ من دون أن ترى الربّ قائمًا معك، و"عن يمينك"، وفي قلبك. إنّه هو نفسه، الآن، في غرفتك المقفل بابها، وقرب سرير أوجاعك، وينتظرك، في وضح النهار، "دون تكلّف على حافّة بئر"، وعلى الطريق. فقط، اقبله. اقبل أن يحدّثك. اسمع ما عنده، وردّ عليه. إن نظرت إلى وجهه، وسمعته، وشعرت بيده تلامس عينيك، فستتهاوى كلّ مسافة بينك وبينه فرضتها خطاياك. ستكتشف نفسك موجودًا. كلّ حقيقة وجودك أن يجدك الربّ، ويعرّفك بنفسه (يوحنّا 5: 14). فهنيئًا لك إن قبلته. عندها، تبدأ حكايتك الجديدة. افرح، فقد اختارك شاهدًا لقيامته. أنت هو توما ويوسف ونيقوديمس وحاملات الطيب والمخلّع والسامريّة والأعمى. أنت هو جميعهم. فثق بقيامته التي أقامتك خادمًا مجده في العالم، لتحقّق الشهادة، وتفرح، ويفرح هو بك، ويورّثك، متى جاء في مجد أبيه مع الملائكة والقدّيسين، "ملكوته الذي أعدّه لك منذ إنشاء العالم" (متّى 25: 35).

لا تترك فرصة الموسم الفصحيّ تمرّ من دون أن ترى الربّ قائمًا معك، و"عن يمينك"، وفي قلبك. إنّه هو نفسه، الآن، في غرفتك المقفل بابها، وقرب سرير أوجاعك، وينتظرك، في وضح النهار، "دون تكلّف على حافّة بئر"، وعلى الطريق. فقط، اقبله. اقبل أن يحدّثك. اسمع ما عنده، وردّ عليه. إن نظرت إلى وجهه،

جميل ادمن
ميرسي كتير
وكل سنة واني طيب

انظر إلى هذا المخلّع. استمع إلى هذه السامريّة. راقب هذا الأعمى. هؤلاء، الذين لم يكن لهم أيّ قيمة في عيون الناس، بات لهم كلّ القيمة في عيني الربّ. فالقيامة، أو الشهادة لها، هي التي تجعل للإنسان قيمة. فمن أنت؟ ومن أين تأتي؟ وماذا تفعل؟

جميل كتير

الرب يبارك مجهودك

موضوع حلو ادمن
ميرسي كتير لاختيارك
ربنا يباركك

موضوع حلو كتير
ممنونة
ربنا معك

++KIROOOOO++ كتب:: لا تترك فرصة الموسم الفصحيّ تمرّ من دون أن ترى الربّ قائمًا معك، و"عن يمينك"، وفي قلبك. إنّه هو نفسه، الآن، في غرفتك المقفل بابها، وقرب سرير أوجاعك، وينتظرك، في وضح النهار، "دون تكلّف على حافّة بئر"، وعلى الطريق. فقط، اقبله. اقبل أن يحدّثك. اسمع ما عنده، وردّ عليه. إن نظرت إلى وجهه،

جميل ادمن
ميرسي كتير
وكل سنة واني طيب

شكرااا لمرورك
ربنا يباركك

العضو 'KALIMOOO' قام بالعملية التالية: ارمي الزهررررر

'ارمي الزهر 2' :
أناجيل الفصح Jeux

النتائج : 181

sosaangel كتب:: انظر إلى هذا المخلّع. استمع إلى هذه السامريّة. راقب هذا الأعمى. هؤلاء، الذين لم يكن لهم أيّ قيمة في عيون الناس، بات لهم كلّ القيمة في عيني الربّ. فالقيامة، أو الشهادة لها، هي التي تجعل للإنسان قيمة. فمن أنت؟ ومن أين تأتي؟ وماذا تفعل؟

جميل كتير

الرب يبارك مجهودك

شكرااا لمرورك
ربنا يباركك

** RAGAAAA** كتب:: موضوع حلو ادمن
ميرسي كتير لاختيارك
ربنا يباركك

شكرااا لمرورك
ربنا يباركك

العضو 'KALIMOOO' قام بالعملية التالية: ارمي الزهررررر

'ارمي الزهر يلا' :
أناجيل الفصح Jeux

النتائج : 126

LILIAN@NAGEB كتب:: موضوع حلو كتير
ممنونة
ربنا معك

شكرااا لمرورك
ربنا يباركك

من يحسب أنّ البارّ هو بارّ هكذا من بطن أمّه، لا يؤمن بفعل الله الدائم في العالم وفيه. بالتأكيد، هناك أبرار منذ تكوينهم في بطون أمّهاتهم. ولكن، هذه قراءة اللهُ يقرّرها.
__________________________________
جميل اوى يا كليمووو
وكل سنه وانت طيب

Reena كتب:: من يحسب أنّ البارّ هو بارّ هكذا من بطن أمّه، لا يؤمن بفعل الله الدائم في العالم وفيه. بالتأكيد، هناك أبرار منذ تكوينهم في بطون أمّهاتهم. ولكن، هذه قراءة اللهُ يقرّرها.
__________________________________
جميل اوى يا كليمووو
وكل سنه وانت طيب

شكرااا لمرورك
ربنا يباركك