بعد فوز مرسي.. الشرع يحدد له ما له وما عليه!

د.الأسطل: الحاكم وحده لا يستطيع فعل الكثير ما لم تكن الأمة معينة له
بعد فوز مرسي.. الشرع يحدد له ما له وما عليه!

بعد فوز مرسي.. الشرع يحدد له ما له وما عليه! Img1340977930

مرشح حزب الحرية والعدالة د محمد مرسي أرشيف

قلق لدى جيش الاحتلال ومطالبة بزيادة ميزانيته
استطلاع: زيادة شعبية "حماس" عقب فوز "مرسي"
حماس بعد الربيع العربي.. ومكتسبات القوة
فلسطيني يسمّي ابنه "محمد مرسي"!
مرسي يتجه لتعيين المستشارة نهى الزيني نائباً له

الجمعة, 29 يونيو, 2012
غزة- أسماء صرصور

بعد انتظارٍ لمخاضٍ عسير، خرجت نتيجة انتخابات الرئاسة المصرية التي ترقبها العالم أجمع إلى النور، معلنةً فوز الدكتور محمد مرسي من حزب الحرية والعدالة ومرشح جماعة الإخوان المسلمون؛ ليكون أول رئيس مدني لمصر بعد أكثر من ستين عامًا حكم فيها العسكر، ولكن تُرى ما هي الواجبات التي على د. مرسي بصفته مرشحًا عن مشروع إسلامي أن يقوم بها، وما هي الحقوق التي على الشعب أن يقدمها له، وماذا عن الصعوبات المتوقعة في هذا الطريق الشائك؟

"فلسطين" حاورت المتخصص في الفقه المقارن وأصول الفقه الدكتور "عبد الخالق الشريف"، أحد العلماء الأزهريين البارزين في حقل الدعوة إلى الله، وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمسئول عن قسم نشر الدعوة في جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وتحدثت إلى عضو رابطة علماء فلسطين النائب في المجلس التشريعي الدكتور يونس الأسطل، والتفاصيل في السياق التالي:

واجبات الحاكم
بدوره، يوضح د.الشريف أن حكم العسكر لمصر طوال المرحلة السابقة كان يعني أمرًا واحدًا واحدًا فقط: عدم قبول سماع الطرف الآخر، بخلاف الحكم المدني الذي يوجد فيه الرأي والرأي الآخر، والحاكم والمعارض، مبينًا أن مصر مرت بكثير من الخراب والاعتقالات والبطش، ما أدى إلى تدمير الحياة المصرية.

ويقول:"مبارك حكم مصر ثلاثين عامًا سجن فيها ما يقارب مائة ألف شخص من الإخوان بلغ مجموع محكومياتهم ثلاثين ألف سنة، إضافة إلى الأموال التي سرقت، وما كانت تتناقله الحكومات المتعاقبة كل عام عن الرخاء الذي سيشهده المواطن، ولكنه يزداد فقرًا مع كل حكومة قادمة".

ويتحدث د.الشريف عن الواجبات التي على د.مرسي أن يقوم بها، قائلًا:"أولها الأمن، وثانيها العدل، وثالثها القوة التي تردع الظالم"، منوهًا إلى أن الأمن ليعيش فيه الجميع، والعدل ليسعد به الضعيف، والقوة غير الظالمة التي توقف الظالم عن ظلمه وكل من تسوّل له نفسه أن يفتك بالآخرين، "وعلى الحاكم أن يساوي بين شعبه ويعمل على رخاء الأفراد، ويعلم أنه سوف يسأل عن فعله يوم القيامة"، وفق قوله.

وأما د.الأسطل فيشير إلى أن المطلوب من د.مرسي يتلخص في أمرين مهمين:أولها "إقامة الدين"، وثانيهما "سياسة الدنيا بالدين" التي تعني إدارة الدولة بما يسعد الناس في الدنيا قبل الآخرة، عبر وضع الخطط والبرامج التي تحصن الأمة في الداخل من اللصوص وأصحاب الفلتان، وتحصن البلاد من المخاطر.

ويتابع:"وإعداد المستطاع من القوة وتحصين الثغور وإعداد الجيوش، واختيار الأكفاء لشغل الوظائف المختلفة، وإقامة السلطة القضائية لرد الحقوق إلى الناس وإشعارهم بالأمن على أرواحهم وأموالهم"، مضيفًا:"ونشر العلم، وإرشاد الإعلام، وإقامة المؤسسات الاقتصادية، وتوفير فرص العمل وإقامة المرافق، وتوفير حياة كريمة للمواطنين".

دور الشعب، والعبرة
وبالانتقال إلى ما يجب على الشعب أن يقدمه للرئيس، يقول د.الشريف:"على الشعب أن يمد يد العون له ما دام قائمًا بالحق، وينصحه إن أخطأ، ويقومه إن كان ظالمًا، وألا ينظر إلى أي أمر بنظرة الريبة والشك، والابتعاد عن الاتهام وسوء الظن واتهام النوايا".

وأما د.الأسطل فيبين أن الحاكم وزملاءه لا يستطيعون وحدهم فعل الكثير ما لم تكن الأمة التي اختارتهم معينة لهم ولواجباتهم الثقيلة، فقد جاء في قوله تعالي في قصة ذي القرنين ليمنع بطش يأجوج ومأجوج:"أعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما"، مشددًا على أهمية تكاتف أبناء الشعب وجهود الجميع في خطة نهضة شاملة ومتكاملة، "وهذا يجعل واجبات الأمة في السمع والطاعة لا تقل عن واجبات الحاكم في أداء الأمانات إلى أهلها، والحكم بين الناس بالعدل" حسب قوله.

وأما بشأن الدروس والعبر المستقاة من مرحلة الانتخابات المصرية، فيقول د.الشريف: "على العاملين في الحقل الدعوي الاختلاط أكثر بالمجتمع، والبحث عن المنابر الإعلامية القوية التي توقف الشبهات، وتعلم لباقة الحديث وهدوء الأعصاب، ومتابعة الأحداث ودراستها لمعرفة الأبعاد وتأثيراتها في المجتمع".

ويتناول د.الأسطل حديثه عن الدروس بالإشارة إلى أن الصبر على الأذى والثبات على الدين سيفضيان حتمًا إلى النصر والتمكين، وأن مقاومة الباطل - في مصادرة حرية الناس وكرامتهم، والتضييق عليهم في رسالتهم ولقمة عيشهم – ستؤتي أكلها ولو بعد حين، ومهما بلغت التضحيات.

ويضيف:"إن الباطل مهما امتد عمره فهو كالشجرة الخبيثة التي اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار"، مبينًا أن القاعدة العريضة من الشعب عندما تتسلح بالإيمان وتتمسك بثوابتها تستطيع أن تنتزع حقوقها من الأنظمة المستبدة والحكومات الظالمة، مهما كانت قوتها، وكل المؤامرات التي تحاك ضدها لن يكون مصيرها سوى الفشل.

عقبات في الطريق
وبشأن الصعوبات التي قد تواجه د.مرسي يوضح د. الشريف أن مبارك وحده لم يكن فاسدًا وظالمًا بقدر ما عمل على إنشاء نظام فاسد وظالم، تغلغل في كل خلايا الجسد المصري وتمكن وتجبر بسرقة الأموال والاستغلال، متابعًا:"فالمرحلة القادمة تقتضي نزع الظلم والخوف الذي عشش في قلب المواطن المصري، وإقامة ثورة بداخله تحرره من الطغيان، ومتابعة المفسدين كتجار المخدرات ورجال الشرطة والقتلة، ورؤوس الأموال التي خرجت من البلاد".

وينبه د.الأسطل إلى أن عددًا من المكائد والمصايد قد تكون بانتظار د.مرسي، وفق ما حصل في تجربة قطاع غزة بعد فوز حركة المقاومة الإسلامية حماس بالانتخابات التشريعية قبل ست سنوات، وقد يحاول البعض إعادة تمثيل هذا (السيناريو) بحذافيره في مصر، مبينًا أن الأيام تخفي الكثير من المفاجآت، وإن كانت مبشرة بتغيرات إقليمية ودولية كبيرة، وسيحاول أعداء الثورة إفشال هذه التجربة ومحاولة العودة.

ويتابع: "نتوجه بالبشارة إلى الشعب الفلسطيني أن التغيير الحاصل في مصر ستكون له انعكاسات إيجابية على القضية الفلسطينية برمتها، ولكن هذا يحتاج إلى مزيد من الصبر حتى تتمكن الحكومة المصرية من معالجة آثار الخراب والدمار التي لحقت بشعبها، فلا ينبغي استعجال ما نرجوه من هذه الحكومة".

المصدر: فلسطين أون لاين

» غليون: المعارضة لا تمانع من ترأس الشرع لحكومة انتقالية حقنا للدماء،في حال تنحي الاسد
» þ ترامب يحدد موعد كشفه عن اسرار الهجمات الألكترونيّــة !!! þ
» الصدر يحدد مدة زمنية لحل مجلس النواب.. توجيه للمعتصمين .
» مكتب السيستاني يحدد غرة ربيع الأول .
» الرافدين يحدد مدة تسديد قرض الـ 150 مليوناً لشراء دارسكن .