إبراهيم
فإنك أنت أبونا وإن لم يعرفنا إبراهيم ( إش 63 : 16)
قبل البدء فى رحلتنا مع المملكتين ، مع الملوك ووب مع من سار فى وصايا الرب أو سار وراء آلهة أخرى ـ وهم الأكثرية ـ مع من تمثل بداود الملك أو إتبع خطايا الأمم .
قبل البدء لابد أن نتعرف على دور الأسماء ومعانيها فى الكتاب المقدس ، الله يعلن لنا دور هذا الأنسان فى قصة الخلاص من خلال إسمه بل أحيانا يغير الإسم معلنا مرحلة جديدة من قصة الخلاص .
فمثلا إبراهيم عندما خرج من أرضه ومن عشيرته ومن بيت أبيه كان إسمه أولا (أبرام) وكان عمره 75 سنة
( تك 12 : 1 ـ 4 ) ولكن عندما قطع معه العهد ( تك 17 : 1 ـ 8 ) كان عمره 99 سنة وغير الرب إسمه " فلا يدعى إسمك بعد أبرام بل يكون إسمك إبراهيم " ، فهل سيبدأ إبراهيم حياة جديدة بإسم جديد وهو إبن 99 سنة ؟ ! ! سؤال يبحث عن إجابة .
الإجابة تتلخص فى معانى الأسماء ، أبرام ( أب فى اللغة العبرية = أب فى اللغة العربية ) ، ( رام = الأعلى ، المرتفع )
لقد كان معنى إسمه (الأب الأعلى the high father )
ولكن تغير إسمه إلى إبراهيم ( إبراهام ) ،
( أب = أب فى العربية ، ، راهام = جموع )
وبذلك صار معنى إسمه
( أب جموع the eather of a multiudes )
ولم يكتفى الرب بتغيير الإسم بل شرح معناه
" لأنى أجعلك أبا لجمهور من الأمم " ( تك 17 : 5 ) ، هكذا يعلن الله خطة الخلاص من خلال إبراهيم ، فهو لا يكتفى أن يكون الأب الأعلى لشعب واحد ( اليهود ) ولكنه سيصير أبا للأمم أيضا من خلال الأيمان بيسوع المسيح ، فقبول الأمم كان فى فكر الله قبل أن يتخذ لنفسه شعبا خاصا ( اليهود ) من خلال إبراهيم .
هذا ما أكده بولس الرسول فى أكثر من موضع " فإن كنتم للمسيح فانتم إذا نسل إبراهيم وحسب الموعد ورثة " ( غل 3 : 29 ) ، فإبراهيم أب لليهودى إذا سلك فى الإيمان
" ابا للختان للذين ليسوا من الختان فقط بل أيضا يسلكون فى خطوات إيمان إبراهيم الذى كان وهو فى الغرلة " ( رو 4 : 12 ) ، وهو أيضا أب للأمم " أبا لجميع الذين يؤمنون وهم فى الغرلة كى يحسب لهم ايضا البر " ( رو 4 : 11 ) ، وهذا ما يؤكده القديس يوحنا ذهبى الفم " إذا لك فى إبوة إبراهيم إن سرت فى خطوات ذلك الإيمان "
بسهولة نستطيع أن نقول أن الله نفسه كان ابا لليهود فى المرحلة الأولى للخلاص ، " إسرائيل إبنى البكر " ( خر 4 : 22 ) ، ولكن بالمسيح يسوع صار الخلاص لكل الأمم ، " جعل الإثنين واحدا "
( أف 2 : 14 ) ، بل حتى الفوارق الطبيعية أو الإجتماعية أو البشرية قد زالت ، " ليس يهودى ولا يونانى ، ليس عبد ولا حر ، ليس ذكر وانثى لأنكم جميعا واحدا فى المسيح يسوع "
( غل 3 : 28 ) .
وهذا ما يقوله القديس غريغوريوس النزينزى " هذا هو غرض الله من أجلنا أن نصير واحدا فى المسيح ( بالمعمودية ) حتى أنه هو نفسه يكون حاضرا فلا يكون ذكر أو أنثى ، بربرى أو سكيثى ، عبد أو حر ، إنما نحمل ختم الله فى أنفسنا الذى به وله قد خلقنا " .
قصتى حزينة ، فأنا يتيم بالفعل رغم إن أبى حى ، لا يعرف عنى شيئا ، حتى عندما نجحت سألنى : هو أنت فى سنة كام ؟ لا يعرف سوى أوراقه وعمله ، يحضر كل يوم متأخرا ويترك البيت كل يوم صباحا قبل أن نصحو من النوم ، لا وقت لديه لأى شىء يخصنى أو يخص إخوتى ، نعم حالتنا المادية فوق المتوسط ولكنى أريد أن أشعر بأبوته لى ، وعندما واجهته قال لى : أنت ناقصك إيه ؟ ينقصنى شيئا واحدا ان أشعر أن لى أب .
أنت إبنى ، كنت غريبا عن بنوتى ، كنت غريبا عن عهود الموعد ، لم يكن لك رجاء ، لم يكن لك إله فى العالم ولكنك كنت فى فكرى أريد أن أقبلك إلى ، أريد أن أكون أبا لك ، لذلك غيرت إسم
( أبرام إلى إبراهيم ) لكى ترث إيمان إبراهيم وتسلك فى خطواته ، تسير ورائى كما سار هو ، تطيع وصاياى كما أطاع هو ، تقدم لى ذاتك وإبنك ( أغلى ما لديك ) كما قدم هو ، تصير بركة للعالم كما صار هو ، ويكون لك نصيبا وميراثا فى ملكوتى .
إلهى كنت فى فكرك يوم غيرت إسم أبرام إلى إبراهيم ، كنت فى فكرك منذ الأزل لكى تقبلنى فى إبنك يسوع المسيح لكى أسير فى خطوات إبراهيم وأصير وارثا لعهده معك لأنك أنت أبى حتى لو لم يعرفنى إبراهيم لذلك أصرخ ثبتنى فى إبنك يسوع المسيح بروحك القدوس .
الإسم : إبراهيم
المعنى : أب لجمهور من الأمم
المضمون : لقد قبلنى الله إبنا له فى المسيح يسوع
الآية : " فإنك أنت أبونا وإن لم يعرفنا إبراهيم "
( اش 63 : 16 )
منقول