أنفــــاق غــزّة .. والخطيئة الكبرى !
بقلم : حسين مرسي :
__________________
الحديث عن تأمين الحدود لامعنى له طالما ظلت الأنفاق السرية موجودة بطول حدود مصر مع غزة ..
وكيف يمكن أن نتخيل أن دولة تبسط نفوذها وسيطرتها على حدودها وهى تعلم تمام العلم
أن أرضها مستباحة عن طريق 1200 نفق تحت الأرض مجهزة ليهرب منها تجار المخدرات
والمواد التموينية والمهربون على كل شكل ولون حتى أن هناك أكثر من 40 ألف سيارة
تم تهريبها إلى غزة عن طريق هذه الأنفاق القاتلة والمدمرة لأمن مصر واستقلالها ..
ومنها سيارات شرطة للأسف
ـ إن وجود هذه الأنفاق واستمرارها هو الخطيئة الكبرى ولامعنى له إلا انتقاص
السيادة المصرية على أراضينا فهذه الأنفاق تحولت لمصدر دخل كبير لحماس
وللسلطة فى غزة لأنها تحصل منها على رسوم مرور كانها بالفعل نقاط مرور
رسمية وهى كذلك بالفعل بالنسبة لهم أما بالنسبة لمصر فهى اختراق
كامل لأمن مصر وانتقاص من سيادتها على أراضيها
ـ أنفاق يتم من خلالها دخول معظم المخدرات بجميع أنواعها إلى شباب مصر .. ونسكت ..
ويتم من خلالها تهريب المواد التموينية .. ونسكت .. ويتم تهريب السيارات المسروقة
منها لأن الأنفاق تم تطويرها لتمر منها السيارات النقل بحمولتها .. ونسكت ..
ويمر من هذه الأنفاق المجرمون والمهربون ومنفذو العمليات الإرهابية وأعضاء
الجماعات التكفيرية والتى ترانا جميعا كفارا يجب إقامة الحد علينا .. ونسكت ..
ـ الحدود المصرية ظلت مفتوحة طوال سنوات بلا رقيب رغم وجود معبر رفح الرسمى
الذى كانت حماس تقلب الدنيا رأسا على عقب إذا فكرت مصر فى إغلاقه لفترة ..
ولكن ما فائدة إغلاق المعبر والمنافذ موجودة وكثيرة تصل إلى 1200 منفذ تحت الأرض ..
بل إن وجود هذه الأنفاق هو خير يعود على حماس وسلطتها لأنها كما قلنا تحصل
مصاريف ورسوم عبور لهذه الأنفاق من كل من يعبر ويمر منها بغض النظر
عن هوية العابر سواء كان مهربا أو إرهابيا أو تكفيريا ..
فمكيف يمكن لحماس أن تغلق الأنفاق وهى مصدر دخل رئيسي لهم ؟
ـ إن دماء أبنائنا الطاهرة تصرخ فينا لتدمير هذه الأنفاق
وإغلاق الحدود بشكل كامل حتى
تعود لمصر سيادتها على أراضيها وبعدها ننظر فى أمر
الدخول والخروج من غزة إلى مصر
بعد أن تكون الحدود تحت سيطرة مصرية كاملة وخالصة
ـ لقد أثارنى بشدة ما صرح به المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية عندما قال
إنه لم تصدر أوامر لتدمير الأنفاق.. وكأنه يؤيد استمرار وجود هذه الأنفاق
واستمرار انتهاك السيادة المصرية والأمن القومى لمصر عبر هذه الأنفاق
ـ كنت أتمنى أن أرى هذا المتحدث الرسمى وهو
يؤكد أنه سيتم تدمير هذه المنافذ التى
تمثل اختراقا للأمن القومى المصرى وأن مصر
يهمها فى المقام الأول الحفاظ على أمنها
وعلى سلامة حدودها وأراضيها ..
ولكن للأسف لم يصدر هذا التصريح وصدر مكانه
تصريح لا يرقى لمستوى تصريح سياسي
يحرص على وحدة مصر وسلامتها
ـ فهل يعتقد السيد المتحدث الرسمى هو
ومن يتحدث بلسانه أن وجود الأنفاق
واستمرارها هو أهم من مصلحة مصر العليا .. أو أن دماء المصريين
رخيصة لهذا الحد الذى يتم فيه التهاون فى التعامل مع سبب رئيسي من
الأسباب التى انتهت بنا إلى إدخال مايقرب
من 3000 تكفيري من أعضاء
القاعدة والجهاد وغيرهم حتى أصبحوا يستوطنون سيناء ويعلنون أنها
الإمارة الإسلامية المستقلة عن مصر
ـ هل يرى السيد المتحدث الرسمي أن أصحاب الرايات
السود أهم وأولى من المصريين بالحماية ..
أم أن المتحدث الرسمى يرى أن الأمر
لايستحق العناء وأن وجود هذه الأنفاق
أمر طبيعى لايستحق كل هذه الجلبة والضوضاء
حولها وأن الأمور تسير بشكل طبيعى
خاصة أن هذه الأنفاق هى مصدر دخل
لإخوتنا فى غزة لايجب حرمانهم منه
ـ إن تدمير الأنفاق بالكامل أمر وجوبى وضرورى
لاينكره إلا جاحد بوطنه وبحق أهله
فى العيش فى أمان .. وبمناسبة الحديث
عن الأمان هل أتوقع أن يتم مراجعة
كل القرارات التى تم اتخاذها فى الأيام الماضية
مثل السماح بدخول الفلسطينيين
بدون تأشيرات سواء من منفذ رفح أو من مطار القاهرة الدولى ..
ـ وهل أتوقع إعادة النظر فى قرارات الإفراج والعفو الشامل
عن قيادات ورموز الجماعات التى
كانت تقضى عقوبات فى السجن تصل إلى السجن المؤبد
وبمجرد خروجهم للنور بدأت
العمليات الإرهابية ضد المصريين بل ضد الجيش المصرى
نفسه وداخل معاقله ومعسكراته ..
بل وصل الأمر إلى خطف المدرعات والهرب بها ..
ـ الأمر ياسادة يستحق الاهتمام ويستحق الوقوف
أمامه لنرى الحقيقة بعين مجردة وليس
بعين لاترى تحت أقدامها فالوضع جد خطير
وينذر بخطر كبير وداهم على مصر
وعلى المنطقة العربية بأكملها خاصة فى
وجود متآمرين على الجيش والشرطة
والقضاء وعلى كل السلطات المصرية
التى يعمل المتآمرون على إسقاطها
لإإسقاط الدولة وبعدها يصبح التدخل الخارجى سهلا ميسورا
ـ فرغم كل الأحداث الساخنة بل والملتهبة التى
تقع فى مصر فهناك من يصر على
الهجوم على الجيش والشرطة ..
بل إن هناك من قال إن شهداءنا الأبرار من
الجيش المصري ليسوا بشهداء ولايستحقون الشهادة
ومن أراد أن يتاكد من صحة كلامى
فلديه الفيس بوك والتويتر ومدونات السادة الثوار
الذين لايدركون خطورة الأمر حتى الآن
ـ لقد كانت الثورة تنادى بإسقاط النظام وليس
إسقاط الدولة ولكن البعض للأسف
رفض ذلك وصرح بأن الهدف هو إسقاط الدولة
وما يفعلونه الآن هو هدم للدولة
ولكن الله لن يمكنهم من ذلك وهو القادر على نصرة
جيشه على أعدائنا فى الداخل والخارج ..
إنه على ذلك قدير.
___________________