الحرية................

لقد استخدم العلماء والمؤرّخون حرية الفكر التي وجّهت الإنسان لأفكار ثمينة من ثقافة وعلم وارتقاء بالذهن، فهناك من كتبوا التاريخ ومن ألّفوا القصائد الجميلة المعبّرة, ومَن وضعوا أسسَ وقوانين علم الرياضيات والعلوم, ومَن اكتشفوا الفضاء, ومَن كتبوا القصص المسلّية للأطفال, ومَن بحثوا في أمور أخرى.

لقد عشق الإنسان الحرية بأنواعها، فهناك مَن فهم الحرية بطريقة سليمة وغيرهم استخدمها دون تقدير لمضمونها ومعناها، فالحرية شيء ثمين يمتلكه الإنسان؛ فإما أن يحافظ عليها ويحترمها, أو يخسر هيبتها وحسن استخدامها، فمنها حرية الفكر، وأيضاً حرية الاختيار التي تتضمن حرية العمل، والدراسة, والتعامل وسط المجتمع العائليّ والعامّ, فللإنسان الحقّ أن يتخصّص في الطبّ أو الهندسة أو الفنّ والرسم إلخ، ويختار أصدقاء محبّبين له، وأيضاً له حرية التعامل في الوسط العائلي والعامّ، لكن ليس كمَن نسبوا الحرية للشهوات العالمية والجسدية, وشوّهوا صورتها بالسكر، والزنى، والسرقة، والخلاعة، والقتل، وشرور مخيفة. إنّ الارتقاء بحاجة إلى العمل بجدٍّ، وذكاء، وقوّة، وعلم لنوال الهدف، فلا يتصرف الشباب حسب شهواتهم دون احترام آراء الوالدين، ولا يختار الأولاد صداقات تحطّم مستقبلهم وتبعدهم عن طاعة الآباء، فيخسرون دراستهم ويكون نصيبهم الفشل، وذلك باسم الحرية الشخصية، بل هي التي ترضي الله أولاً والأهل والمجتمع أيضاً، وهي حرية الروح المرشد للحقّ الالهيّ.

لقد تكلّم الكتاب المقدس كثيراً عن الحرية، فما هي إذاً في المفهوم المسيحيّ؟

مكتوب في يو 8: 36 من أقوال الرب يسوع: "إن حرّركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً". كيف؟ بواسطة عمل المسيح في تحريرنا من العبودية على حساب دمه الثمين، وأكّد ذلك الرسول بولس في غلاطية 5: 1: "فاثبتوا إذاً في الحرية التي قد حرّرنا المسيح بها، ولا ترتبكوا أيضاً بنير عبودية" أي عبودية إبليس. إذاً كيف نعيش الحرية في المسيح عملياً؟ بحرية كلمة الإنجيل. ما هي حرية الإنجيل؟ الإيمان الحقّ بالله, والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب، والطاعة الكاملة لكلمة الانجيل, التي تعلّم المحبة بلا رياء, والفرح الروحيّ وليس فرح العالم الزائل, وتملأ القلب بالسلام, الذي هو سلام الله الذي يفوق كلّ عقل ويحفظ القلب بالكمال.

الحرية هي أن يحيا الإنسان بالتعفف دون التشويه بأنواع شهوات الخطية المشينة التي تذلّل صاحبها، وتدنّي قيمته، وتجعله يتمثل بصور شيطانية بشعة جنونية تشمئزّ لها النفوس، وتصادفنا أشياء مختلفة في هذا الزمن الموبوء بموضة التقدم والحرية الشخصية، فالله يحمينا مما هو آتٍ.

نصيحة لمَن يقرأ عن الحرية بأنواعها أو يعيشها, أولاً أن يتعلّم حرية الإنجيل، ثم يطابق الحريات المتعدّدة بكلمة الإنجيل، ويميز الحرّية الحقّة. لنا حرّية الاختيار، فلنختَر الصالح النافع لنفوسنا، ليس كما اختار آدم ضدّ إرادة الله فحمل الخطية الأصلية التي ورثها جميع بني البشر، وتلك الحرية ولدت حريات كثيرة نحن بغنى عنها.

صلاتي أن يحفظ الله أولاده والجيل الصاعد، ويكلّلهم بحرية الإنجيل.

صلاتي أن يحفظ الله أولاده والجيل الصاعد، ويكلّلهم بحرية الإنجيل.

روعه ادمن
ميرسى كتير
ربنا يعوضك

{ الحريّــة أســـمى شــئٌ في الوجود
فبدونـــها ؛ لا توجد ايّة قيمــة للإنســـان } !
تسلم اياديكم عزيزنا كاليمـــوعلى هل الموضوع الممتــــــاز !
رب المجد يبارككـــم
آميــــــــن .

مشكووووورة مارينا

خادم الرب
الرب يباركك

» الحرية..
» الحرية حتى.................
» الحرية....
» الحرية في المسيحية
» من العبودية الى الحرية