هناك قول مأثور: يد وحدها لا تصفق، وآخر: يداً بيد لنعمّر بلدنا. هل معك يد تساندك؛ يد صدي قريب؟ يد غني أو فقير، كبير أم صغير؟ وهل هي يد خير أم شر؟ إن كانت يد إنسان، فمن الممكن أن تتعب أو تضعف أو تتخلى عنك وتخونك، وأما يد الله فهي تباركك وتحفظك وتعينك وتقوّيك، لأنها يد الله القوية الصالحة والمرشدة للخير والحكمة. فالله يسير معك ليقودك في طريق الخير الخالدة دون أن تضلّ المسير، ويُمسكك في كل ظروف الحياة. مكتوب في مزمور 37: 5: "سلّم للرب طريقك وهو يجري".
إنّ الشر يحيط بنا من كل ناحية، فالعالم مضطرب وأغلبُ البشر ضالّون وبعيدون عن الخير، وليسوا متمسّكين بكلمة الله ولا طائعين تعاليمه، لذلك أعمالهم شريرة، فكيف يستطيع الشخص المؤمن بالله أن يضع يده بيد أحد هؤلاء؟ ألا يخاف من الفشل أو الإغواء لفعل ما لا يعود عليه بالخير؟ فلا يأمَن المؤمن إلا إن سلّم يده لله المحب الصادق، وآمَن به وأحبّه.
قال الرب يسوع: "إن أحبّني أحد يحفظ كلامي" (يو 14: 23)، وقال أيضاً: أنا هو الطريق والحق والحياة مَن يتبعني فلا يمشي في الظلمة، فكيف يمشي في الظلمة ويد الرب تمسك به وتحفظه من ظلمة العالم الفاسد، وأيضا ظلمة الأبدية المخيفة؟ كما وأنّ لمسة تلك اليد القوية تسري منها نسمة الحياة وفرح القلب وسلام النفس وشفاء الجسد. وهذا ما حصل مع ابنة رئيس المجمع الذي أتى إلى يسوع طالباً لها الشفاء من المرض. وفيما كان يتكلّم مع يسوع وصله خبر موتها، لكنّ الرب يسوع ذهب اليها. وبينما كانت مضطجعة على سريرها أمسك يسوع بيدها وقال لها: "طاليثا قومي! ... وللوقت قامت الصبية ومشت، وكان عمرها اثنتي عشر سنة" (مرقس 5: 30- 43). وهناك أيضاً الامرأة التي كان بها روح ضعف ثماني عشرة سنة، وكانت منحنية لم تقدر أن تنتصب البتة. فلما رآها يسوع، دعاها، وقال لها: "يا امرأة، إنك محلولة من ضعفك!" ووضع عليها يديه، ففي الحال استقامت، ومجّدت الله! (لوقا 13: 10- 16)
أيضاً عندما اجتمع الشعب ليسمع كلامه، طلب تلاميذه أن يصرفهم بحجة عدم وجود طعامٍ يكفيهم، إلا أنّ صبياً كان معه خمسة أرغفة وسمكتان، فبارك يسوع تلك الأرغفة وكسر وأعطى تلاميذه ليوزّعوا على الجمع. فأكل الجميع وشبعوا، وبقي من الكِسَر اثنتا عشرة قفة. (لوقا 9: 10- 17)
هل نجد في يدِ أيّ إنسان مهما كان عظيماً وذا شهرة كبيرة، أو غنياً ذا أموال طائلة، أو قريباً محِباً، يداً كتلك التي امتدّت ولا تزال ممتدة لكلّ مَن يطلبها، فيجدها مملوءة بالبركات والشفاء والقوة والسلام والأمان؟ لنتعلّم من يعبيص أن تكون يد الرب معنا، فيقول لنا الرب: ها أنا ممسك بيمينك وسائر معك ولن أتركك، فيأتينا الرب بما نسأل ويسدّد كل احتياج، له المجد الى الأبد.