النمساوي بومغارتنر يقرر القفز من حافة الفضاء
بارتفاع 23 ميلاً ( 40480 كيلو متر ) !!!
الأحد 07 تشرين الأول / أكتوبر 2012
الرياضي النمساوي فيليكس بومغارتنر :
لندن ـ سليم كرم ـ
قرر الرياضي النمساوي فيليكس بومغارتنر، أن يقفز من علي بعد 23 ميل في الفضاء باتجاه الأرض وهو يرتدي فقط بدلة معادلة الضغط ومظلة (باراشوت) مدة 23 ميل حتى على حافة الفضاء، الثلاثاء المقبل، في مغامرة ستجعل من هذا الرياضي أول قافز بالمظلات يكسر حاجز الصوت، في قفزة هي الأسرع والأكثر ارتفاعا في التاريخ. وقال فيليكس الذي يشبه نجوم هوليوود بنظراته الهادئه ووشم الطيران على ذراعه، إنه "سيصعد إلى ذلك الارتفاع في كبسولة على متن واحد من أكبر المناطيد التي صنعت على الإطلاق، وإنه وفريقه متأكدون من تصوير قفزتة بالكامل ووضعها على موقع (يوتيوب)، وأنه لن يقفز إذا كانت العوامل الطبيعية ضده، ولا توجد لديه أدنى رغبة في الموت، وأقول للذين يشكون في نجاحي، أعتقد أنهم لا يعون مهاراتي كقافز محترف، فأنا لا أعرف الخوف فقد قفزت من الطائرات ومن فوق ناطحات السحاب، وفعلت ذلك على مدار العديد من السنوات، وكنت أول شخص يطير فوق القناة الإنكليزية، بأجنحة مصنوعة من ألياف الكربون مربوطة إلى ظهري".
وأضاف الرياضي النمساوي، أن قفزته بسرعة تكسر حاجز سرعة الصوت، ستكون نهاية "الرحلة"، وأنه يعتزم التقاعد، ويتمنى أن يحظى مع صديقته بحياة هادئة، وأنه تدرب على القفز وهو مرتدي تلك البدلة من ارتفاعات عالية، فقد قفز في تموز/يوليو الماضي من على ارتفاع 96640 قدم، وسيتابعة معلمه ضابط المظلات السابق في الجيش النمساوي العقيد كيتنجر، أول القافزين من طبقة (الاستراتوسفير)، الذي سيكون في غرفة المراقبة ويتصل به عن طريق جهاز لاسلكي موضوع في غطاء رأس البدلة".
من جانبه، قال العقيد النمساوي كيتنجر، "حينما تقفز من ارتفاعات كبيرة يمكنك أن تشعر أن كل جزء في جسدك يأن رافضًا أن يكون في هذا الجزء من العالم".
من جهتها، أعلنت شركة "ريد بول ستراتوس" الجمعة، أن سبب تأجيل قفزة فيليكس من الإثنين إلى الثلاثاء، يرجع إلى الرياح العاصفة. لأنه لا يمكن أن يحلق بالبالون إذا كانت سرعة الريح أكبر من 2 ميل في الساعة .
وعلى الرغم من التخطيط والتدريب لهذة القفزة لمدة خمس سنوات، فهناك سيناريو كابوسي أسوأ من أسوأ أفلام الرعب، فمن الممكن أن يغلي دم الرياضي النمساوي أو تنفجر عيناه، وقد يبدو هذا وكأنه نوع من الجنون الفذ، ولكن الرجل أمضى 20 عامًا يمارس هذه الرياضة، ويريد أن ينهي حياته الرياضية في هذا المجال بنهاية فذة، خطط لها جيدًا وعمل عليها لمدة خمس سنوات، صاحبه فيها فريق من الأطباء والمهندسين والطيارين لضمان بقائه على قيد الحياة بعد مثل تلك القفزة المرعبة.
من جانبه، قال المدير الطبي للقفزة الدكتور جوناثان كلارك، إن لديه سبب شخصي كي يهتم بهذا الموضوع، منذ أن لقت زوجته رائدة الفضاء لوريل مصرعها في العام 2003، عندما تفكك مكوك الفضاء "كولومبيا" فوق تكساس، فقد كرست حياتي لتحسين فرص بقاء رواد الفضاء على قيد الحياة".
وفي تصريح له عن توقعاته عن تلك القفزة، قال كلارك: أتوقع أن ينجح فيليكس في قفزته، ولكني لست متأكدًا.
ومن المقرر أن يرتدي فيليكس بدلة فضاء مصممة خصيصًا لتلك القفزة، بتكلفة 125,000 جنيه إسترليني، مزودة بطبقة خارجية عازلة يمكن أن تتحمل درجات الحرارة القصوى، وطبقة داخلية محكمة الإغلاق مليئة بالأكسجين المضغوط، وهناك فرق جوهري واحد بين تلك البدلة والبدلة التي يرتديها رواد الفضاء، وهي أنها مصممة بشكل يبقيها على درجة عالية من المرونة عند تعرضها للضغط الكبير، كما زودت البدلة بمعدات رصد وتتبع جنبًا إلى جنب مع جهاز إرسال لاسلكي، حتى يتمكن القافز من التحدث مع المراقبين طوال رحلته، أما الكبسولة التي ستقله على متن المنطاد فقد تم تصميمها من قبل بعض العلماء الذين عملوا على صاروخ "أبوللو" الشهير، ولكن مع اختلافات كبيرة في التصميم، حيث تم تصميم فتحة الخروج لتكون كبيرة، لمنع ذلك النوع من الكوارث مثل التي حدثت للسوفيتي بيوتر دولجوف في العام 1962.
ومن المقرر إطلاق رحلة فيليكس فجر الثلاثاء، على مدرج في صحراء نيو مكسيكو، وذلك إذا سمحت الأحوال الجوية، وإذا سارت الأمور بشكل جيد، ستستغرق الرحلة ثلاث ساعات فقط، ولكن الخطر الأكبر الذي يواجهه على الطريق هي مخاطر تمزق المنطاد بعد إقلاعه، وإذا حدث ذلك، فإن الخوف أن فيليكس لن يكون لديه وقت لفتح فتحة الخروج، وسيموت في داخل الكبسولة، وعندما يصل إلى ارتفاع القفز 120،000 قدم سيرى بالخارج اللون الأسود بدلاً من السماء الزرقاء، لأن ذلك الفضاء معدوم من الأكسجين تقريبًا، واحتمالية حدوث أي خطأ قد تؤدي إلي كارثة حقيقية بالنسبة للرياضي النمساوي المغامر، فقد تنفجر عيناه أو في أحسن الحالات سيتسرب الغاز إلى أنسجة الجسم، مسببًا انخفاض ضغط دم مفاجئ أو انفجار الرئتين، وإن ترك الكبسولة أمر محفوف بالمخاطر، فهو سيستغرق فقط 40 ثانية كي ينتقل من سرعة صفر إلى 700ميل في الساعة، مما يعني أنه سيكسر حاجز الصوت على ارتفاع حوالي 100000 قدم، ولا يمكن لأحد أن يكون متأكدًا ماذا سيحدث عندما يكسر حاجز الصوت من ذلك الارتفاع .
نشرهذا الخبر .. اليوم ( 14 ـ تشرين الأول ـ 2012 ) عبر الفضائيّات ...
المصدر / العرب اليوم .