محلل: احتمال التدخل العسكري في سورية لا يتجاوز الـ30%
قال رئيس أكاديمية القضايا الجيوسياسية ليونيد إيفاشوف في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" إن احتمال التدخل الأجنبي العسكري في سورية لا يتجاوز الثلاثين في المئة. واشار إلى أن الغرب وصل الى مأزق سياسي في التعامل مع الأزمة السورية.
س - سيد إيفاشوف، ما مدى احتمال اندلاع حرب ساخنة بين تركيا او حلف الناتو وسورية؟ وما هي العواقب المحتملة لهذه الحرب؟
ج - هناك احتمال تدخل القوات التركية. وقد حصل الجيش التركي على الإذن من طرف البرلمان للاستعداد لما يسمى بالعمليات العابرة للحدود. ولكن تتناقض هذه العمليات مع القانون الدولي وهى تعد عدوانا وليس بالعمليات العابرة للحدود. نعم، يقوم الجيش التركي بتشكيل مجموعة من القوات وتنشيط عمليلت الاستطلاع من أجل تأمين التوغل. وبالرغم من ذلك لا يتجاوز احتمال الحرب أكثر من ثلاثين في المئة. فيما يخص العواقب، فإن تركيا تواجه مشكلة نشوء حلقة من الدول المعادية لها وهي إيران وروسيا وأرمينيا إضافة إلى سورية والعراق. وستكون تركيا محاطة بهذه الدول.
س - هل تتفقون مع بشار الأسد في قوله إن سورية تواجه مؤامرة دولية؟ وهل ينجح الغرب في تنفيذ هذه المؤامرة؟
ج - نحن كعسكريين ننظر إلى هذه الأحداث من وجهة نظر عملية. ونرى أنه يجري تشكيل المعارضة السورية السياسية في أراضي تركيا وتحت قيادة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية. كما يجري تشكيل المرتزقة ومعسكراتهم في الأراضي التركية. ونحن أخذنا بالتنبؤ بمراحل هذه العملية. درسنا خبرة إجراء العمليلت العسكرية ضد يوغوسلافيا وضد العراق وحددنا أربع مراحل لهذه العملية.
المرحلة الرابعة هى اسقاط النظام الحاكم ووصول القوى الموالية للغرب والولايات المتحدة الى السلطة. وقد تطورت المراحل الثلاث حسب منطق هذه العملية. المرحلة الأولى هى تشكيل هيئة الأركان السياسية وتجنيد القوى المعارضة وإخراجها الى الشوارع. المرحلة الثانية هى اراقة الدماء أثناء الاحتجاجات السلمية وقتل الناس واتهام النظام الحاكم وتحميله المسؤولية على ذلك. المرحلة الثالثة هى بداية المواجهة المسلحة والعمليات الارهابية. كل ذلك قد شهدناه في يوغوسلافيا وفي العراق وفي ليبيا. أما المرحلة الرابعة فقد فشل الغرب في تنفيذها أو تمريرها في سورية. وهذا هو نصر الشعب السوري وقيادته بدعم من روسيا والصين وإيران والدول الأخرى. ونحن نرى أن الغرب في المأزق - لا غالب ولا مغلوب. وفي هذا الوضع يجب على روسيا وعلى القيادة السورية تقديم اقترحاتهما لإيجاد المخرج. أهم شيء ان الشعب السوري قد حافظ على استقلاله وسيادته الوطنية.
س - أجبرت تركيا طائرة سورية مدنية على الهبوط في أراضيها. وكان على متنها مواطنون روس. هل تؤثر هذه التصرفات على العلاقات الروسية التركية؟
ج - نعم، لقد أثرت. وقد بدأ السياح الروس يرون أن تركيا دولة معادية لروسيا. ثانيا، ألغى الرئيس فلاديمير بوتين زيارته الى أنقرة. وظهرت الفرصة لروسيا في تحسين العلاقات مع الدول المجاورة لتركيا وهي إيران والعراق والسعودية ، وقد خسرت تركيا كثيرا. وأهم شيء بالنسبة لروسيا هو الفوز في المعارك السياسية من أجل وقف التدخل العسكري الأجنبي في سورية.
س - كيف تقيمون الخطة الجديدة التي يطرحها المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي؟
ج - نعم، هذه الخطة تساعد على الجهود الروسية، ولكني لا أعتمد أطلاقا على جامعة الدول العربية. وقد عملت الجامعة العربية كثيرا لاشعال النار في ليبيا وفي سورية، وعليها أن تغسل ذنوبها وألا تقترح مراقبيها الجدد. كان من الأفضل أن يشارك في التسوية السورية مراقبون من منظمة شنغهاي للتعاون لأن دول هذه المنظمة لم يكن لها أي ضلع في نشوب الحرب في سورية. وهذا هو رأي.