من هم أعوان الشيطان؟
قد يظن القارئ أننا نقصد بأعوان الشيطان، هم الملائكة الذين سقطوا معه فقط...
ولكن أقوال لكم أن أعوان الشيطان هم: كل إنسان يتبع مملكة الشيطان، ويتبع تعاليمه،
ويسير وراء مشورته الخاطئة.
فجميع السحرة والمشعوذين والذين يضربون الرمل والذين يقرئون الكف،
أو فنجان القهوة. والذين"يوشوشون الودع". وكذلك المنجمين أو الذين
يستخدمون التنويم المغناطيسي لمعرفة المستقبل, أو أوراق اللعب لمعرفة البخت
وكل هؤلاء من الذين ينتمون إلى الشياطين لكي تساعدهم.
فهناك أشخاص يسلمون أنفسهم للشياطين. في مقابل خدمات معينة
تؤديها الشياطين لهم،
ومنهم من يقيم عهدًا مع الشياطين.
(انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام
المقالات و الكتب الأخرى). ومنهم من يرسل الشيطان في مهمة يقضيها له،
كأن يحضر له شيئًا، أو يؤثر به على إنسان معين.
وقد كان القديس كبريانوس -قبل إيمانه- يشتغل بالسحر، وكان يستخدم الشياطين
في الوصول إلى أغراضه... وهؤلاء السحرة قد يبهرون الناس بأعمال مدهشة،
مثلما كان يفعل سيمون الساحر, ومثل عرافة فيلبي (أع8: 16) .
ومثلما قيل عن الوحش والتنين في سفر الرؤيا.
· وأعوان الشيطان على نوعين:
1 - النوع الأول:
يعرف أنه يتعامل مع الشيطان, ويقبل هذا الوضع من أجل المنفعة التي يقدمها له..
لأن الشياطين يمكن أن تعمل آيات وعجائب كثيرة -يسمح بها الله لاختبار
المؤمنين وهي غير الآيات والعجائب التي يصنعها القديسون بقوة الله
وينبغي على المؤمن أن يكون عنده إفراز للتمييز بين الأمرين
ـ وهؤلاء المتعاونين مع الشياطين يقول الناس عنهم.
فلان معه (خادم) يقضي له ما يشاء. ولكن الشيطان لا يعمل مجانًا,
وإنما له في ذلك مقابل، يدفعه المتعامل معه من إيمانه بالله..
2- النوع الثاني:
وهذا النوع مخدوع من الشياطين, لأن الشيطان يستطيع أن
(يغير شكله إلى شبه ملاك نور) (2كو11: 14) ، وقد يظهر في هيئة وأسم أحد
القديسين وقد يعطي أحلامًا كاذبة ورؤى كاذبة... وكم مرة أضل قديسين
ومتوحدين بخداعة، فانقادوا، ونفذوا مشيئته في حياتهم وهلكوا...
وبعضهم سجدوا له، فاستحوذ عليهم وأذلهم...
ـ والبعض يسعون وراء الشياطين أو أعوان الشياطين لمعرفة المستقبل،
والمستقبل لا يعرفه إلا الله وحده ,والشيطان بذلك يكذب على هؤلاء الناس
ويوهمهم أنه يعرف المستقبل فيجرون وراءه عن طريق تحضير الأرواح أو
غيرها كما سبق أن ذكرنا... فهو يستطيع أن يعرف الماضي فقط، ولكنه لا يعرف
المستقبل لذلك فهو في بعض الأوقات يستخدم طريقة الاستنتاج أو الفراسة
أو بعد النظر أو التوقع الطبيعي، ويدل هؤلاء المستفسرين عليها،
فإذا صادف وحدث هذا الشيء يذكر الإنسان به فيثق فيه، وإن لم يحدث
لا يتذكره الإنسان نفسه وكأنه لم يحدث:
ـ وهكذا ينهينا ويحذرنا الوحي الإلهي إلا نتبع هذه الخرافات قائلًا
"لا تتعلم أن تفعل مثل رجس أولئك الأمم. لا يوجد فيك من... يعرف عرافه،
ولا عائف، ولا متفائل، ولا ساحر، ولا من يرقى رقية، ولا من يسأل جانا أو تابعة،
ولا من يستشير الموتى. لأن كل من يفعل ذلك مكروه من عند الرب"
(تث18: 9-12).
ـ ويدخل في هذا النطاق أيضًا من يستخدم قوى غامضة لتحقيق أغراضه أو أغراض
غيره، باستخدام الأحجبة أو التعويذ بكتابات غامضة، قد لا يعرف هو نفسه معناها:
لأنه إن كان الكتاب قد لعن من يتكل على ذراع بشر، فكم بالأحرى من يستخدم
تلك القوة الغامضة، التي إن لم تكن دجلًا صرفًا لخداع
البسطاء، فهي التجاء إلى الشياطين.
ـ ويدخل هذا أيضًا في هذا النطاق أيضًا ما يسمى (بالعمل)
من حيث محاولة البعض استخدام قوة الشياطين للوصول إلى هدف معين.
ـ إن الذي يتعاون مع الشيطان, هو مخطئ عند الله، ومن الوصية الأولى بالذات،
والذي يوهم البسطاء بذلك لنفع خاص، لهو مخطئ أيضًا في
إعثارهم، وفي تخويفهم، أو في سلهم أموالهم.
ـ أما نحن فعلينا أن نؤمن بأن الشيطان لا سلطان له على أولاد الله،
وأن للكون مدبرًا هو ضابط الكل الذي له المجد الدائم إلى الأبد.
المصدر / مواقع الأنجيل الأبجـديّة .