القديس كُرنيليوس
نقرأ في مطلع الإصحاح العاشر من أعمال الرسل: “وكان في قيصرية (قيصرية فلسطين) رجلٌ اسمه كُرنيليوس قائد مئة من الكتيبة التي تُدعى الإيطالية. وهو تقيّ وخائف الله مع جميع بيته يصنع حسنات كثيرة للشعب ويصلّي الى الله في كل حين” (10: 1 - 2). ظهر له ملاك وقال له أن يُرسل في طلب سمعان الملقّب بطرس المقيم في يافا. وهكذا كان. لما وصل بطرس الى بيت كُرنيليوس ورأى شوق كل أهل البيت لسماع كلامه قال: “بالحق انا أجد أن الله لا يقبل الوجوه، بل في كلّ أُمّة الذي يتّقيه ويصنع البرّ مقبول عنده” (10: 34). ثم بشّر الكل بالمسيح وعمّدهم.
بعد صعود الرب الى السماء، انطلق الرسل يبشرّون اليهود اولا، الا أن الرسول بطرس فهِم أن الله يقبل كل من كان تقيًّا ويصنع البرّ، فعمّد كُرنيليوس الوثني. تعجّب المؤمنون الذين كانوا مع بطرس -وكُلّهم أَتوا من اليهودية- لكنهم لم يقولوا شيئا. منذ ذلك الحين صار كُرنيليوس يرافق الرسل في البشارة. ولما تركوا اورشليم إثر مقتل استفانُس وتفرّقوا في كل أنحاء العالم، ذهب كُرنيليوس الى فينيقيا وقبرص وأنطاكية وتبع الرسل حتى أفسس. تعيّن على كُرنيليوس أن يبشّر مدينة اسمها سكبسيس كان يحكمها فيلسوف اسمه ديميتريس يحتقر الإيمان المسيحي. قبض الحاكم على كُرنيليوس واضطره أن يقدّم الذبائح لآلهة الوثنيين. الا أن القديس ابتدأ يصلّي للرب، فاهتزت الأرض وتهدّم الهيكل الوثني على من فيه، ومن بينهم زوجة الحاكم وابنه. لما انتشلهما كُرنيليويوس من بين الأنقاض سالمَين، آمن الحاكم الفيلسوف مع عائلته بالرب، ومن بعدهم آمن كل اهل المدينة. قضى كُرنيليوس بقية حياته بسلام، ورقد بعد عمر طويل. تعيّد له الكنيسة في الثالث عشر من أيلول.