( غيض من فيض ) هذا المقال لن يقرأه عشره مصريين !!
بقلــم : تاج السر حسين :
العزاء الحار لأخواننا فى مصر على الشهداء الذين فقدوا ارواحهم ضحية للأرهاب
و( التطرف الدينى ) .
وعليهم أن يعلموا بأن السودان فقد على يد نظام ( البشير) المتطرف الذى يدعى
الأعتدال وتحكيم ( الشريعة ) الأسلاميه ، حوالى 2 مليون و 500 الف انسان
مثل شهدائهم، فى جنوب السودان مسلمين وغير مسلمين فى حربه الدينيه
الجهاديه التى أدت فى نهاية المطاف لأنفصال الجنوب، وربما تؤدى بمصر
الى مثل ذلك الحال والى تدخل دولى لحماية الأقليات المضطهده بطلب منها أو بغير طلب .
لا أتوقع أن يتوقف عند هذا المقال أو أن يمر عليه عرضا أكثر من 10 مثقفين مصريين ،
رغم انى أقوم بتوزيع مقالاتى فى الشأن المصرى على مواقع مصريه أشارك فيها ،
بعضها فيه أكثر من مليون عض و، لا لأن كاتبه انسان سودانى بسيط ومتواضع
وغير معروفة لديهم ، ولكن لأن من عيوب اخواننا فى مصر انهم يقتصرون المعرفه
والحكمه عليهم وحدهم ولو كان كاتب هذا المقال الأديب السودانى العالمى ( الطيب صالح )
لما اهتم بمقاله 100 مصرى ، لذلك أطلب منهم عليهم أن ( يفوقوا )
وأن يعلموا بأن العالم قد تغير وأن الدول التى تسيطر على الكون اليوم ،
علميا وتكنولوجيا وأقتصاديا ، لم تبن اهرامات ولم تكن لها حضاره تذكر قبل 200 سنه ،
وأن الأتكاء على التاريخ القديم وحده لن يمنح دولة وضعا مميزا فى العصر الحديث .
ومن ثم أقول مخاطبا النخب والمثقفين المصريين الذين يضيعون زمنهم فى العديد
من القنوات الفضائيه فى احاديث معاده ومكرره دون التعرض للمسائل
التى تحتاج الى وضوح وشفافية .
فالمثقف المصرى بصوره عامه ينأى بنفسه من الخوض فى الحديث عن
الأمور الدينيه كما ذكرنا فى أكثر من سانحه وبذلك تركوا الساحه الدينيه المصريه،
تهيمن عليها تيارات الأسلام السياسى ، مع انهم بشر عاديين
( اطباء ومهندسين ومحامين وقانونيين ) الخ ، وهى أخطر من ايّ تيار اسلامى
آخر فى المنطقه كلها وهم مع التيار السلفى السعودي أكبر مفرخ للأرهاب ،
مع ان النظام فى الدولتين ومع التغيير الذى حدث فى مصر يدعي كلا منهما
بأنهما يحارب التطرف والأرهاب !
فكيف يحارب ( التطرف ) والفكر الذى يفرخ له – مهما نفى ذلك – قد وصل
الى داخل القصر الجمهورى المصرى ؟
وكيف يحارب التطرف ويجتثه من يؤمن ( بشريعة ) القرن السابع كأفضل
وسيلة للحكم فى العصر الحديث ، لأنها كما يدعون (شرع الله) ،
ومن يمارس الحكم مباشرة (بشر) يخطئون ويصيبون ويصدقون ويكذبون
ويحبون ويكرهون .
ولقد كتبنا فى أكثر من مرة عن عدم صلاحية ( الشريعه ) لهذا العصر حتى مل
البعض كتابتنا رغم التاييد الذى وجدناه دون اتفاق من احد أكبر اساطين تيار
الأسلام السياسى فى المنطقه وهو الشيخ راشد الغنوشى الذى قالها صريحة
( الشريعه لا تصلح لكـلّ زمان ومكان ) ، وقبل أن يكفرنا ( الظلاميون )
عليهم أن يكفروا رفيقهم الشيخ/ راشد الغنوشى ، لا داعى أن أدلهم على
( اردوغان ) رئيس تركيا الذى قال فى قلب القاهره ، أنه مسلم فى دوله علمانيه !
وما أريد أن اوضحه فى هذا المقال أن سبب انتقادنا للشريعه بصوره مستمره
هو شعورنا بأن الأرهاب والتطرف الذى يحدث فى العالم ويتسبب فى ازهاق
ملايين الأرواح وبالصوره التى حدثت فى سيناء وقتل فيها 16 ضابطا وجندىا
مصريا خلال تناولهم افطارهم الرمضانى، وعمر البشير ( خليفة )
الله فى أرض السودان كذلك ( قتل 28 ) ضابطا سودانيا فى بداية حكمه خلال
( شهر رمضان ) دون محكمه عادله وخلال تحقيق لم يتجاوز الثلاث ساعات .
والفرق الوحيد بين المجموعة التى اغتالت العسكريين المصريين وبين
عمر البشير أن الأخير ( حاكم ) تعترف به بعض الدول للأسف من بينها ( عربيه )
واؤلئك يعتبرون متطرفين وأرهابيين وخارجين على القانون .
ولو استبدلت المواقع لقام كل منهم بعمل الآخر، ففى النهايه
يجمعهم الفكر ويلتقون فى الوسائل والغايات .
فهؤلاء الأرهابيين ( الأسلاميين ) وعمرالبشير والرائد الفلسطينى فى الجيش الأمريكى
الذى قتل رفاقه وزملاءه غدرا ، لا يختلفون فى ( المنهج )
بل يتفقون تماما ويعتبرون ما قاموا به جهادا ودينا تطالبهم به ( الشريعه )
ويؤجرون عليه ، لأنهم تخلصوا من اعداء الله وسوف
يدخلون ( الجنّـــــــة ) بناء على ما قاموا به من فعل مع الصديقين والشهداء .
منقول *