بقلــم / براهيــــم الأيّوبـــــي :
**************
سوريا إلى أين....!؟
ترددتُ كثيرا قبل البدء في الكتابة عن الحالة السورية
نظراً لحساسيتها وتعقيداتها
, وكنت أنظر للحالة السورية على أنها حالة معقدة نظراً
لموقعها الجغرافي على
حدود فلسطين التاريخية وحدودها الواسعة مع جمهورية
تركيا التي يحكمها حزب
الإخوان المسلمين والجمهورية اللبنانية
المعقدة في تركيبتها الطائفية .
وعند النظر إلى الأطراف المستفيدة من رحيل النظام
السوري وكذلك المستفيدين
من وجوده , وهناك أطرافاً محرجين من اتخاذ أي موقف من
النظام لتضارب المصالح والمواقف .
فيجب أن نتفق أن الحالة السورية حالة حساسة
وسيف ذو حدين ........!!!
لنستعرض من هم المستفيدين من بقاء النظام السوري :
في المقدمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والحركات
الفلسطينية المعارضة
وعلى رأسها حركة حماس وكذلك حزب الله الشيعي
اللبناني و الحلفاء الدوليين
مثل روسيا والصين التي تربطهم مصالح النفوذ والتجارية
وعسكرية تاريخية
ولها أجندتها الخاصة.
وبالنظرة السريعة إلى الأطراف التي سوف تستفيد
من سقوط النظام السوري ,
بطبيعة الحال رغم التناقضات والعداوة بين
هذه الأطراف إلا أن المصلحة
المشتركة تدل على أنهم متفقون على
إسقاط النظام السوري .
في المقدمة الكيان الصهيوني الذي يعتبرها فرصة
تاريخية ربما لا تتكرر إن لم
يستغلها بقوة , يسانده الدول الغربية بقوة لمصلحتها
في الحفاظ على أمن
الكيان الصهيونية والهيمنة على مقدرات المنطقة
وتقليم أظافر النظام الإيراني
الذي بات يشكل تهديداً إقليمياً جدياً.
ونرى أن لدول الخليج العربي السنية مصلحتهم
الأمنية والذين يرون بتحالف
النظام السوري العلوي مع النظام الإيراني الشيعي
خروج عن الإجماع العربي
الرسمي , الذي يشعر بالتهديد من تعاظم النفوذ
الشيعي واحتلالها لبعض الجزر
العربية , وخطورة تدخلها المباشر في الشئون
الداخلية لبعض هذه الدول
( البحرين واليمن والسعودية والكويت)
تركيا التي يمثل حزبها الحاكم زعامة حركة
الإخوان المسلمين العالمية ,
نجد أن فرع الإخوان المسلمين في سوريا
وهم أكثر الفئات عداوة للنظام السوري
(عداوة تاريخية ) وأكثر الفئات تنظيما وتسليحا
وبطبع مدعوما من حركة
الإخوان المسلمين العالمية وعلى رأسها تركيا ,
تلك الحركة المرشحة بقوة
للحلول مكان النظام السوري في حال انهياره.
إن احتضان النظام السوري لقيادات حركة حماس
في سوريا يشكل لها حرجاً
شديداً لها فالحركة جزء من حركة الإخوان
المسلمين العالمية من جهة ومن
جهة أخرى فإن النظام السوري استضاف قيادات
الحركة في الوقت الذي ضاقت عليهم .
لبنان الذي ذاق الويلات من تدخل النظام السوري
المستمر رغم إنهاء احتلاله للأراضي
اللبنانية إلا أنه يدعم حزب الله اللبناني على
حساب الطوائف الأخرى والتي تدعم
في دورها المتمردين في السورية سراً ولهم
مصلحة في سقوط النظام.
إن انقسام الرأي العام والرسمي الدولي والعربي
يجعل من الصعب سقوط
النظام السوري بالطريقة الحالية وخصوصاً أن الكثير
من المؤججين لنار الثورة
يدعون حق يراد به باطل .
رغم أن سوريا ليست بلداً نفطياً لكن موقعها كدولة
مواجهة مع العدو الصهيوني
رغم هدوء هذه الجبهة منذ أربع عقود لكنها تشكل
خطراً مستمراً , ولا ننسى
مواقف النظام السوري وتحالفاته السياسية
المستفزة لدول المنطقة . نلاحظ أن
نهج الثورة بدأ يتجه نحو تقليد الطريقة الليبية
وخصوصاً أن هناك من هم مستعدين
للمشاركة العسكرية المباشرة و لفتح قواعدهم
العسكرية للناتو ومنهم من هو
على استعداد لتغطية النفقات المالية للعمليات
العسكرية وتشكل هذه العوامل
فتح شهية الدول الاستعمارية الغربية على
رأسهم حلف الناتو لدبلجة التجربة
الليبية والتي يأتيها على طبق من ذهب .