موقف الكنيسة
موقف الكنيسة من الزواني صارم. في العهد القديم تحذير من الزنى وعقاب قاس للزواني. "الزاني بامرأة"، كما ورد في كتاب الأمثال، "عديم العقل" (6: 32). و"إذا زنى رجل مع امرأة... فإنه يُقتل الزاني والزانية" (لا 20). وأجرة الزانية كثمن الكلب لا تُقبَل في الهيكل لأنها رجس لدى الرب الإله" (تث 23).
وكما في العهد القديم كذلك في العهد الجديد حثّ وتحذير. "هذه هي إرادة الله قداستكم، ان تمتنعوا عن الزنى" (1 تسا 4). لا الزنى بالفعل فقط بل بالفكر أيضاً. "كل مَن ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه". على المؤمن بيسوع، إذا ما راودته أفكار الزنى، أن يكون عنيفاً مع نفسه، حفاظاً على عفّة نفسه. "إن كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها وألقها عنك لأنه خير لك ان يهلك أحد أعضائك ولا يُلقى جسدك كلّه في جهنّم" (متّى 5). وعلى المؤمن أيضاً لا أن يتحاشى الزنى فقط بل بالأَولى أن يهرب منه لأنه أخطر الخطايا. لماذا؟ اسمعوا ما يقوله الرسول بولس في 1 كور 6 للمؤمن: "اهربوا من الزنا. كل خطيئة يفعلها الإنسان هي خارجة عن الجسد. ولكن الذي يزني يخطئ إلى جسده. أم لستم تعلمون ان جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم، الذي لكم من الله... فمجّدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله". فإن سمع الزاني وتاب فحسناً يفعل وإن لم يسمع فويل له لأن العاهرين والزناة سيدينهم الله (عب 13). الزناة سوف يُـلقَـون في الظلمة البرّانية حيث البكاء وصريف الأسنان. لماذا؟ لأنه "لا زناة... ولا فاسقون ولا مخنّثون ولا مضاجعو ذكور... يرثون ملكوت الله" (1 كور 6).
وكما في العهد الجديد كذلك في قوانين الآباء والكنيسة. معاملة الزواني صارمة. القانون 20 من مجمع أنقرة (314) يحدّد "كل زان وزانية يُقطع من الشركة مدّة سبع سنوات". قانون القدّيس يوحنا الصوّام يفرض على الزاني توبة مدّتها ثلاث سنوات مع رسوم معينة من الصيام والركوع. القدّيس باسيليوس يفرض على الزاني في قانونه الثامن والخمسين توبة مدّتها خمس عشرة سنة. والقدّيس غريغوريوس النيصصي يجعلها ثماني عشرة سنة. والفاسق، في القانون الرابع من قوانين القدّيس غريغوريوس النيصصي، يُمنَع من دخول الكنيسة ثلاث سنوات، ويقيم سامعاً ثلاث سنوات وراكعاً ثلاث سنوات ثم يُـقبَــل في الشركة إذا أبدى ندامة صادقة.