طرف خفيفة لجحا :
* استأجر جحا دارا ، وكان خشب السقف يقرقع كثيرا ،
فلما جاء صاحب الدار يطالبه بالأجرة
قال له : أصْلِحْ هذا السقف فإنه يقرقع ،
قال : لا بأس عليك ، فإنه يسبح الله ،
قال جحا : أخاف أن يزداد خشوعه فيسجد !
* سأله رجل أيهما أفضل يا جحا ؟ .. المشي خلف الجنازة أم أمامها ؟
فقال جحا : لا تكن على النعش وآمش حيث شئت !
* رأى جحا يوما سربا من البط قريبا من شاطئ بحيرة فحاول
أن يمسك بعضها فلم يستطع ، لأنها أسرعت بالفرار من أمامه ..
وكان معه قطعة من الخبز فراح يغمسها بالماء ويأكلها ..
فمر به أحدهم وقال له : هنيئاً لك ما تأكله فما هذا ؟ ..
قال : هو حساء البط ، فإذا فاتك البط فاستفد من مرقه !
* طبخ يوما طعامـاً وقعد يأكل مع زوجته
فقال : ما أطيب هذا الطعام لولا الزّحام !
فقالت زوجته : أيّ زحام ؟ ولا يوجد أحــد إلاّ أنا وأنت ؟
قال : كنت أتمنّـى أن أكون أنا والقِدر فقط !
* جاءه ضيف ، وبات عنده ، فلما انتصف اللّـيل أفاق الضّـيف ، ونادى جحا قائـلاً :
ناولني يا سـيّدي الشّــمعة الموضوعة على يمينك ، فاستغرب جحا طلبه وقال له :
أنت مجنون ، كيف أعرف جانبي الأيمن في هذا الظّـلام الدامس ؟ !
* سألوه يوماً : ما طالعك ؟ فقال : برج التيس .
قالوا : ليس في علم النّجوم برج آسمه تيس .
فقال : لمّـا كنت طفلا ، رأت لي والدتي طالعي ،
فقالوا لـه : إنّـه في برج الجدي . والآن قد مضى علـى ذلك أربعون عاماً
فقال جحا : لاشـكّ في ذلك ..
ولكـنْ أنّ الجدي منذ ذلك الوقت قد كبر وصار تيسا !
* سئل يوما : أيّهمـــــا أكبر، السلطان أم الفلاح ؟
فقال : الفلاح أكبر، لأنه لو لم يزرع القمح لمات السلطان جوعا !
* وســئِل يومــاً : كم ذراعـاً مساحة الدنيا ؟ وفي تلك اللحظة مـرّت جنازة ،
فقال لهم : هذا الميّت يردّ على سؤالكم فآسألوه ، لأنّه ذرع الدّنيا وخرج منها !
* كان أمير البلد يزعم أنّـه يعرف نظم الشّــعر، فأنشد يومـاً قصيدة أمام جحا
وقال له : أليست بليغة ؟ فقال جحا : ليست بها رائحة البلاغة !
فغضب الأمير وأمر بحبسه في الأسطبل ، فقعد محبوسـاً مـدّة شهر ثم أخرجه .
وفي يوم آخر نظـمّ الأمير قصيدة وأنشدها لجحا ، فقام جحا مسرعـاً ،
فسأله الأمير: إلى أين يا جحا ؟ فقال : إلى الإسطبل يا سـيّدي !
[ منقــــول ]