حقيقية لفتاة حائرة
مازلت حائرة أمام هذا اللغز المتعب:
عند الفرح لا أتمنى سواك أن يكون معي،
وعند الحزن لا أمتلك سوى ذكراك لأتجاوز حزني..
يقفز وجهك مع العصافير والأغاني وكلّ شيء جميل..
ويأتي أيضاً مع صوت القنابل والرصاص والعويل..
لا أنساك..
أذكرك..
لا أعرف من أنا إلا وأنا أفكر بك..
أرتبط بحبلٍ سرّي معك..
يغمرني بالدفء في لحظات..
ويلتفّ على عنقي للأبد..
أغار عليك وأغار منك
وأتلوّى على نيران الغربة وأنت بعيد..
حتى بقربك لا أرتاح ولا أتعب ..
ترهقني التفاصيل الصغيرة المنتشرة من حولي،
الأقاويل،
الصمت،
وحتى الذكريات..
شوقي واحتجابك حاجتي..
وانصراف الصبر عني ..
حركة الزمن..
وجمود العمر..
تاريخي المسحوق..
وجرح التمرد النازف..
الأحلام..
الكوابيس..
الصدمات..
كلّ شي حقيقي يصبح سراب..
وكلّ سراب يتحوّل إلى آنية مكسورة..
حتى قلبي أصبح مكسوراً..
كلّ شيء أصابه العطب..
إلا حبّك المتناقض
مازال ينمو وينمو..
وأنا أتكسّر..
وأبقى أحبّك.