عبقرية وعظة البابا فى عيد الميلاد
بقلم : هانى الجزيرى ..
معظم الناس تصورت أن وعظة الپاپا فى عيد الميلاد
2011 وهو أول إحتفال للمسيحيين بعد حادث ماسپيرو يوم 9 أكتوبر 2011 .
كانت كلمات عادية تلقى فى أى مناسبة دينية .
والمشكلة فى هذا العام هو دعوة المجلس العسكرى بمعظم أفراده للحضور
فى هذه الليله المباركة . والغريب ان الپاپا لم يعطى مثلا عن ميلاد المسيح أو تأملا .
كما هى العادة ولكنه تكلم عن الخطاة وكيفية التعامل معهم .
لقد استقبل الپاپاالمجلس العسكرى بكل رجاله وأصطفوا جالسين أمامه ليسمعهم
مالم يتوقعوه . لقنهم تعاليم المسيح والمسيحية .
فى اقل من عشر دقائق . حاصرهم بخطيتهم وواجههم بكل التهم التى حاولوا إنكارها .
وعلمهم كيف كان يواجه المسيح الخطاه . وكيف كان يتعامل معهم .
وكيف كان يعاقبهم . . حاولوا أن تشاهدوا الوعظة مرة أخرى من هذا المنظور . .
حاولوا أن تستشفوا ماذا كان يقصد الپاپا من كل كلمه خرجت من فمه .
رغم التعب والوهن . ورغم التشويش الذى حدث من البعض .
والذى أخرج الپاپا عن تركيزه فاعاد الكلام مرة أخرى .
فبعد التحيات الروتينية . تكلم عن المسيح وقال كان يجول ويصنع خيرا
من أجل الكل حتى الخطاه ثم قال السيد المسيح كان معينا لمن ليس له معين .
ورجاءا لمن ليس له رجاء فجاءت الصورة على مرشح رئاسة الجمهورية
عمرو موسى والدكتور محمد أبو الغار .
(كان يعلّـم أحيانا على الجبل او على الشاطىء وفى الحقول) أى كان يعلّم كل الناس
بلا إستثناء (وكان يجلس مع العشارين والخطاه) فتأتى الكاميرا على الخطاة
(وعندما عاتبه الفريسيون !!! قال لهم لايحتاج الأصحّـاء إلى طبيب بل المرضى .
والخطاة مرضى يحتاجون العلاج ولايتركون هكذا وأصبح هذا المبدأ مـن
المبادىء الرئيسية الثابته التى يعلّم بها) وجاءت الكاميرا ايضا على المرضى
الخطاة والإهتمام بالمرضى لكى يخلصهم من خطيتهم .
ليس موقفه منهم أن يعاقب ولكن أن يعالجهم كخطاه .
والمسيح عاقب ولكن بطريقة رقيقه (أعلى من الشعور الإنسانى )
يكسب بها الفرد وليس أن ينتقم منه ثم ذكر المثل حينما طرد المسيح
الباعة من الهيكل وأمسك بالسوط . وإذا كان الپاپا قد جلدهم بكلماته .
وإذا كان الخطاة قد فهموا مغزى ومعنى الكلام .
ولكن لهم أعين ولايبصرون ولهم آذان ولا يسمعون .
كان كلا منهم ينظر للآخر وكأن الكلام ليس عليه .
ولأن الپاپا قلبه كبير فقد ذكر بيت الشعر الذى كتبه لتلك الواقعة فقال
عن المسيح ياقويا ممسكا بالسوط فى كفه والحب يدمى مدمعك وكأن الپاپا
متأثرا من عقابه لهم وصفق الخطاة دون وعى أو فهم ثم أكد الپاپا
على أن المسيح إله محبه فكان قول أمير الشعراء .
ولد الحب يوم مولد عيسى وأختار البابا بيت أمير الشعراء لكى يكلمهم بلغتهم
(عيسى ) وكان يمكن أن يختار آيه من الإنجيل مثل الله محبه .
أو أحبوا أعداءكم . أعتقد أن الپاپا قد أدب الخطاة وعاقبهم بطريقة
يعجز الإنسان العادى عن إدراكها . ولم يكن أبداً متهاونا أو متسامحا فى دم أولادهِ .
* الأقباط متحدون *