فها أنا أبشِّركم ... قد وُلد لكم اليوم ...
مخلِّص هو المسيح الرب !!!
بقلم / عنان نجار :
« فها أنا أبشِّركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب ،
إنه قد وُلد لكم اليوم في مدينة داود مخلِّص هو المسيح الرب »
(لوقا 2:11)
اليوم ، نحن نحتفل بذكرى ولادة المخلص يسوع المسيح - ذكرى ولادته في بيت لحم .
+ الميلاد هو الحقيقة بأن الله لم ينسانا ، ولن يتخلى عنا ، وهو دائما معنا .
إنّه سيقف إلى جانبنا في جميع ظروف حياتنا وصروفها . لأن رسالة الميلاد هي
بشرى الخلاص والسلام والإستقرار والمحبة للعالم بأسره . ففي مولود المذود
كل كنوز الحياة والغفران ، وذلك على أساس فدائه . هذه الحقيقة يُؤكدها الكتاب المقدس .
لذلك ، من الأهميّة بمكان أن نتمسك بالكتاب المقدس وتعاليم الرب يسوع المسيح ،
عن المحبة والفداء والعطاء . فهو أفضل تجسيد للمحبة الباذلة والمُخلِّصة .
+ نعم ، كل عام والجميع بخير، على أن الخير يبتدئ بميلاد الروح بقبول صاحب العيد
فادياً وملكاً لحياتنا . ثم نجسد فكره بمعرفة الكلمة المكتوبة والعمل بها .
ونُظهر محبّة المسيح إذ نعيشها حين لا نُحب باللسان فقط ، بل بالعمل والحق أيضًا .
كذلك أيضاً فإنّ الميلاد هو ميلاد السلام - السلام الحقيقى ؛ السلام بين الله والناس .
لقد كانت صلاة القديس فرنسيس الأسيزي بخصوص السّلام هكذا :
" يا رب اجعلني أداة لسلامك " .
وقال أيضاً أن السلام الحقيقي هو سلام نابع من المحبة ،
وهو عكس السلام المعروف في العالم ، والذي يكون عادة نابعًا من مصالح ذاتية
حيث هدفه ما أكسبه أنا، وليس ما أقدمه للأخر .
+ دعونا نظهر رأفه المسيح لمن هم حولنا ، ما دام المسيح فينا ؟
هل نحن، بإيماننا وباحتفالنا بالميلاد ، حقيقيون أم مجرد مدّعين في زينة
ميلادية وبثياب برّاقة ؟ هل نحمل هدايا شكلية أم كنوزاً حقيقية لنقدمها للمسيح
من خلال إهدائها للآخرين ؟
+ قال أحدهم عن المجوس : " انهم لم يكونوا مجوس زينة موضوعة حول طفل في
مغارة تحت شجرة ، بل مجوساً حقيقيين يقدمون السجود والإكرام للرب يسوع " .
+ أخي وأختي العزيزين ، أما حان الوقت الذي فيه نصنع مغارة لرب المجد في قلوبنا ،
فينمو طفل المغارة في حياتنا ، ألم يأت الزمن الذي فيه يتحوّل يسوع إلى مقيم دائم
في حياتنا وليس مجرد زائر عابر؟ فبدون ذلك لن ننال التبني والميراث
وسنبقى قاصرين تحت أركان العالم والخطية .
+ وأخيراً ، أقول لا فقط كل عام وأنت بألف خير، مع الطفل الحبيب يسوع ،
بل كل لحظة وثانية ودقيقة وساعة ويوم وشهر وسنة وقرن وألفيّة وأبدية ،
يجعلنا فيها الرب نتنفس ونحيا لنعظمه أكثر فأكثر .
وكل عام وأنتم بألف خير مع يسوع الحبيب .
* موقع الحـــق والضّـــلال *