جمهورية مصر " الإسلامية "
بقلم / ضياء الشكرجي :
حسب النتائج الأولية للاستفتاء على الدستور المصري، يبدو أن الكفة الإسلامية هي الفائزة.
فسيكون إذن دستور النصف الإسلامي من الشعب المصري، أو دستور الـ55% هو دستور مصر،
رغم أنف النصف الثاني الرافض للدستور، رغم أنف الـ45 %.
سيكون دستور مصر دستور ماضينا " العت يد " ،
والممتد إلى حاضرنا المتأسلم، رغم النصف الثاني المتطلع للمستقبل،
والمؤمن بالدولة العصرية المدنية، دولة المواطن،
ودولة الإنسان، دولة الديمقراطية، ودولة حقوق الإنسان، دولة المساواة،
مساواة المرأة بالرجل، مساواة المسيحي وعموم غير المسلم بالمسلم.
نعم يبدو أنه قد انتصر التراث على التجديد، وانتصرت الأصالة على الحداثة، وانتصرت الإسلاموية
على ما أسماه سيد قطب بجاهلية القرن العشرين. إذن الدستور الإخواني، دستور محمد مرسي العياط،
دستور السلفية السياسية، هو الذي سيكون دستور مصر، ولن تبقى إلا خطوة واحدة،
من أجل تحويل مصر إلى جمهورية إسلامية طالبانية، أو إلى جمهورية ولاية الفقيه.
بصراحة إني خائف على مصر، وإني حزين على مصر، فمصر لا تستحق الإخوان،
وإنه لمصير كارثي ينتظر مصر والمنطقة، إذا شهدنا عهد " جمهورية مصر الإسلامية ".
لا أعني أن يغير اسمها إلى هذا الاسم، بل أن تكون وكأنها في مضمونها النسخة الشيعية لــ
" جمهورية إيران الإسلامية " ، فتطبق ولاية الفقيه الإخوانية،
أو النسخة المصرية لدولة طالبان الأفغانية آنذاك.
هل من المعقول حقا أن يكون الانتصار في مصر للتخلف؟ هل سنشهد
ميليشيا إخوانية شبيهة بميليشيا حزب الله،
وميليشيا حماس، وميليشيا جيش المهدي، وپاسدرانَ انقلابَ إسلامِيَ إيران،
حسب ما رأينا من مشاهد تنذر بظهور هذه الظاهرة؟
أتكون مصر طه حسين ونجيب محفوظ، ومصر محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش
وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ، أستكون مصر الكِتاب، مصر الأدب، مصر الفن،
مرتعا لتخلف الإخوان والسلفيين؟ سيجيبون :
نعم، وسيقولون لنا نحن العلمانيين الحداثويين الديمقراطيين: موتوا بغيظكم أيها العلمانيون،
موتوا بغيظكم يا من كفرتم بشرع الله الذكوري – تعالى الله عن ذلك –
فساويتم المرأة بالرجل في المواطنة والإنسانية والحقوق، كفرتم إذ خالفتم
ربكم الذي جعل المرأة ناقصة عقل وحظ ودين.
موتوا بغيظكم يا من ارتددتم عن الدين، فساويتم الكافر المسيحي وغير المسيحي بالمسلم.
موتوا بغيظكم يا من أثمتم فاعتمدتم مواثيق حقوق الإنسان، التي صاغها "الكفار" الإنسانيون.
موتوا بغيظكم يا من اتبعتم خطوات الشيطان فأردتم تأسيس دولة المواطنة المدنية
على أسس العقلانية والإنسانية. موتوا بغيظكم يا من انحرفتم،
فناديتم بحرية الرأي والعقيدة والتعبير. نعم، سيصرخون مكشرين عن أنيابهم، ملوّحين بمخالبهم، مزمجرين :
نعم سنعلن جمهورية مصر الإسلامية، ولو كره الكافرون، ولو كره المنافقون، ولو كره العلمانيون،
ولو كره الحداثويون، ولو كره الديمقراطيون، فما الديمقراطية، والعلمانية، والحداثة، ومبادئ حقوق الإنسان،
ومساواة المرأة بالرجل، ومساواة أهل الذمة بأهل القبلة، إلا من الثقافات الوافدة من بلدان الكفر،
التي تحترم كرامة الإنسان.
وسيقولون لنا أو يقول لنا لسان حالهم: اعلموا أننا أعددنا لكم أيها العلمانيون ما استطعنا من القوة ورباط الخيل،
نرهبكم به، كما أمرنا ربنا.
هل يحقق محمد مرسي العياط يا ترى حلم حسن البنا وسيد قطب؟ أسيحقق هو حلم " أو كابوس "
إقامة دولة أسلمة المجتمع الجاهلي، أو أسلمة النصف المتبقي من المجتمع، بعدما تمكنوا من
إخراج النصف الأول من نور العصر إلى ظلمات السلف " الصالح ؟ "،
فتأسلم كما أراده المرشد المؤسس حسن البنا وخليفته سيد قطب.
دولة إخوانية يحلمون بها تعمل على إخراج المجتمع المصري من الجاهلية، جاهلية الحداثة،
جاهلية الديمقراطية، جاهلية حقوق الإنسان، جاهلية مساواة المرأة بالرجل، جاهلية مساواة المسيحي بالمسلم،
جاهلية اعتماد مرجعية العقل، جاهلية احترام العلم، جاهلية المدنية، إلى " نور " التسلُّف والتخلُّف.
بعدها يجري الانتقال بالمجتمع المصري طوعا أو كرها إلى حكم الشريعة، شريعة ما قبل التاريخ.
كل من الانتخابات الرئاسية، والاستفتاء على الدستور في مصر، أظهر حقيقة انقسام الشعب المصري
إلى نصفين يكادان يكونان متكافئين، مع رجحان نسبي ضئيل للكفة الإسلاموية،
فنصف الشعب المصري يريد دولة إخوانية، ونصفه الثاني يريد دولة مدنية عصرية.
ولا يمكن اعتبار كل الذين صوتوا إلى جانب الإخوان ومرسي ودستورهما إسلامويين،
بل كثير منهم من بسطاء المتدينين، الذين لا يعتمدون بالضرورة الإسلام السياسي،
بل يتوهمون أن الإخوان والسلفية ومرسي أحفظ من " العلمانيين " للدين وأحرص عليه.
وكذلك هو الأمر مع الطرف الثاني الرافض للإسلاميين، فليسوا كلهم من غير المتدينين،
بل الكثير من عقلاء ومعتدلي المتدينين المصريين هم ضد حكم الإخوان،
وضد أسلمة الدولة والسياسة والمجتمع.
والعلمانية ليست كفرا كما يحلو للإسلاميين أن يفتروا عليها، وكما يتوهم جهلا الكثير
من بسطاء المتدينين.
نعم هي كفر بمقدار ما تدافع عن حرية " الكافر" ، كما تدافع عن حرية "المؤمن"،
وتدافع عن حرية " الفاسق " ، أي المسلم غير المتدين، كما تدافع عن حرية " المتدين ".
ومن يُسمّى بمعايير الدين كافرا، غالبا ما يكون أعمق إيمانا، وأنقى إيمانا من الكثير من المتدينين،
بل ومن أكثر الإسلامويين. كذلك كثير من المتدينين يؤمنون بالفصل بين الدين والدولة،
فهم بهذا المعنى علمانيون، ولو على صعيد العلمانية السياسية،
كما إن من العلمانيين من هم متدينون، ومنهم من هم مسلمون غير ملتزمين،
ومنهم إلهيون لا دينيين، ومنهم ملحدون أي لا إلهيين، منهم المسلم، والمسيحي،
واليهودي، وغيرهم، لأن الدين والإيمان، وقضايا المتبنيات الميتافيزيقية إيجابا أو سلبا،
بالنسبة للعلمانية، شأن شخصي محض.
وهذا هو الفرق بين العلمانيين والإسلاميين، فالإسلاميون برفضون أن يكون الدين شأنا شخصيا،
بل هو عندهم شأن اجتماعي عبر " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " وشأن سياسي
عبر مشروع " الدولة الإسلامية " .
طارق الصاوى خلف - ما الجديد مصر كانت وستظل اسلامية
منذ اكرم الله مصر بالفتح الاسلامى ومصر كنانة الله فى ارضه و الحارسة والحامية للاسلام والمسلمين
مصر التى حاربت التتار و طرد جيشها الصليبين وحارب الاستعمار
وطرد الفرنسيين فى ثلاث سنوات وحطم حلم نابليون .
مصر الازهر الوسطى السنى مصر السيدة زينب والحسين ،ابراهيم الدسوقى والسيد البدوى .
مصر هى الدولة ذات الاغلبية الكاسحة من المسلمين والدين نزل من الله ليطبق و الله يحاسب
الناس يوم القيامة على مدى إلتزامهم بالدين بقواعده ومبادئه و حدوده واوامره ونواهيه وفما العيب
أن يتحاكم الناس للشريعة و ما الذى يمنع مثل طه حسيم الحافظ للقرآن من الظهور
وهل الصدام بين طه حسين واغلب مثقفى عصره كان الاسلاميون وقوده رغم تحفظى على
لفظ الاسلاميون فكلنا مسلمون بعضنا مؤمنون حق الايمان وانا ممن يدعون الله لهم أن يثبتهم
وللكاتب لا تلقى بالكلام لتحرق وطنــاً للعروبة للاسلام .