المسيح هو كلمة الله المتجسد .. بشهادة الإسلام :
اولاً : شهادة القرآن
هل يشهد الإسلام بأن المسيح هو كلمة الله ؟
وهل يشهد أن كلمة الله يتجسد في جسم مادي ؟
لأول وهلة نظن أن هذا الأمر مستحيل ، ولكننا سنثبت إمكانية ذلك
من الآيات القرآنية ومن أقوال أئمة الإسلام .
أولا : شهادة القرآن :
1- سورة النساء آية 171 :
" إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه " .
2- سورة آل عمران آية 39 :
{ إن الله يبشرك بيحيى * أي يوحنا المعمدان * ... مصدقاً بكلمة من الله } .
وقد فسر الإمام أبو السعود ذلك بقوله ( مصدقاً بكلمة من الله أي بعيسى عليه السلام ...
إذ قيل إنه أول من آمن به وصدق بأنه كلمة الله وروح منه .
وقال السدى : لقيت أم يحيى أم عيسى فقالت يا مريم أشعرت بحبلى ، فقالت مريم وأنا
أيضاً حبلى ، قالت ( أم يحيى ) إني وجدت ما في بطني يسجد لما في بطنك فذلك
قوله تعالى ( مصدقاً بكلمة من الله ) .
( تفسير الإمام أبى السعود محمد بن محمد العمادي ص 233 )
3- سورة آل عمران آيه 45 :
" إذ قالت الملائكة : يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه إسمه المسيح عيسى أبن مريم "
ولعلك تلاحظ إشارته إلى الكلمة " بضمير مذكر في قوله بكلمة منه اسمه " ؛
ولم يقل " بكلمة منه اسمها " ، تماما مثلما جاء في الإنجيل المقدس :
" في البدء كان { الكلمة } والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله ،
والكلمة صار جسداً
( يو1 : 1،14) .
من هذا يتضح لنا جليا أن المسيح هو كلمة الله .
ولكن هل يمكن أن كلام الله يتجلّي أو يتجسد في إنسان ؟
هذا ما سوف نبحثه في النقطة التالية ...
ثانياً : شـهادة علماء الإسلام ..
سوف نذكر أقوال بعض علماء الإسلام والفرق الإسلامية الشهيرة
التي تشهد لحقيقة أن المسيح هو كلمة الله ، وأن كلمة الله تجسد في مادة ،
وبالأخص في شخص المسيح :
1 - الشيخ محي الدين العربي قال : " الكلمة هي الله متجلياً "
وهي عين الذات الإلهية لا غيرها .
( كتاب فصوص الحكم الجزء الثاني صفحة 35) .
وقال أيضاً " الكلمة هي اللاهوت " ( المرجع السابق صفحة 143 )
من هذا يتضح أن " الكلمة " يقصد به الله أو اللاهوت .
2 - المعتزلة : ( وهى فرقة من فرق الإسلام ) ..
يقولون في شرح حادثة ظهور الله لموسى الواردة في سورة القصص وسورة طه وسورة النمل
( إن كلام الله حل في الشجرة أو تجسد فيها )
فمن هذا يتضح جلياً إمكانية تجسد كلام الله في شجرة ، فليس إذن بعسير
أن يتجسد في جسد إنسان .
3 - الحائطية : ( وهى فرقة أخرى من فرق الإسلام )
قال الإمام احمد بن الحائط إمام فرقة الحائطية عن المسيح. "
إن المسيح تدرع بالجسد الجسماني ( أي لبس جسدا كدرع )
وهو الكلمة القديمة ( الأزلية ) المتجسد كما قالت النصارى "
( كتاب الملل والأهراء والنحل جزء 1 ص 77 ) .
مما تقدم يتضح لنا أن :
" كلمة الله " لفظ مذكر يقصد به الله نفسه .
وأن " كلمة الله " قد تجسد في أشياء مادية: كما حدث في شجرة موسى ،
وفي إنسان : كما حدث في شخص المسيح .
وهذا لا يستلزم الكفر ولا الشرك بالله .
[ منقــــول ]