بعد أن سلمت فلسطين لفرنسا التي أخذت عينة من الرفات ملف الإنابة القضائية
الخاص بالقضية پيريس يقر في اعتراف غير مسبوق
باغتيال اسرائيل للرئيس الراحل ياسر عرفات ..
غزة ـ ' القدس العربي ' من أشرف الهور: أقر الرئيس الإسرائيلي شمعون پيريس
في تصريحات غير مسبوقة نشرت الجمعة الماضية ، بقيام بلاده بآغتيال الرئيس الفلسطيني
الراحل ياسر عرفات ، وقال محملاً بلاده المسؤولية عن ذلك ' ما كان ينبغي
آغتيال عرفات ، معلنا رفضه استخدام سلاح ' الاغتيال ' ، في الوقت الذي
تواصل فيه طواقم تحقيق غربية ، في مقدمتها طواقم فرنسية العمل على
حل لغز وفاة عرفات بعد أن أخذت عينات من رفاته قبل أسابيع .
ونقلت الإذاعة العبرية عن بيريس مقتطفات من مقابلة قالت
أن صحيفة ' نيويورك تايمز ' الأمريكية أجرتها معه قبل خمسة أشهر،
لكنها نشرته الأربعاء الماضي ، جاء فيها ' ما كان ينبغي آغتيال ياسر عرفات ' ،
مضيفا ' أظن أنه كان بالإمكان التعامل معه ، ومن دونه كان الوضع أصعب
وأكثر تعقيداً ' . ويعد هذا أول اعتراف من مسؤول إسرائيلي كبير بآغتيال الرئيس
الراحل ياسر عرفات ، الذي قضى قبل ثماني سنوات في أحد مشافي العاصمة الفرنسية باريس ، بعد أن نقل إليه على وجه السرعة ، بسبب تدهور
وضعه الصحي . وظلت إسرائيل منذ وفاة عرفات تنفي وقوفها وراء عملية مقتله ،
لكن الفلسطينيين يرون أن العملية نفذتها إسرائيل .
پيريس الذي تقاسم مع عرفات ومع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أسحق رابين
الذي آغتيل على يد شاب متطرف ، لتوقيعه على اتفاق السلام مع الفلسطينيين
ومنحــه جائزة نوبل للسلام ، في العام 1994 بعد اتفاقية ' أوسلو '
حيث كان يشغل وقتها منصب وزير خارجية تل أبيب ، أعلن رفضه استخدام
إسرائيل عمليات الاغتيال كـ ' سلاح للوصول إلى أهدافها ' .
وقال في المقابلة انه يعترض على قتل العديد من القادة الفلسطينيين منذ العام 1988،
لكنه في ذات الوقت واصل دعمه للعملية العسكرية ضد حماس، بما فيها الهجوم الأخير،
وقال أنها ' لم تكن حرباً أو عملية عسكرية ، لكنها درس لحماس ' .
بيريس في المقابلة التي نشرت مقتطفات منها تحدث عن عملية السلام مع الفلسطينيين ،
وقال ان المشكلة لديهم تكمن في التحالف الإسرائيلي الحاكم ،
وقال ان تحقيق السلام ' عملية معقدة ' .
وعبر عن أمله في أن يتحقق السلام خلال فترة حياته ، قائلا '
إن كان أمامي 10 سنوات أعيشها ، فأنا متأكد بأنني سأنال شرف رؤية السلام يتحقق ' .
ولم ترق تصريحات پيريس لمعسكر اليمين الحاكم ، إذ دعا الوزير عن حزب ' الليكود '
يسرائيل كاتس پيريس إلى ' الكف عن إقحام نفسه في أي جدال ذي طابع سياسي ' .
وجاءت تصريحات پيريس هذه بخصوص اغتيال الرئيس الفلسطيني في الوقت الذي تواصل
فيه عدة لجان تحقيق دولية ، منها لجان روسية وأخرى فرنسية التحقيق لمعرفة سبب الوفاة ،
التي أكدت تحاليل مخبرية في وقت سابق أن سببها مادة سامة دست لعرفات ،
حيث سبق أن كشف تقرير أعدته قناة ' الجزيرة ' الإخبارية ، استعانت خلاله
بمختبر سويسري متخصص ، وجود كميات من مادة
' البولونيوم ' في ملابس ومقتنيات الرئيس عرفات .
وكان الرئيس الفلسطيني الراحل تعرض لوعكة مفاجئة ،
أدت إلى تدهور خطير في صحته ، نهاية شهر تشرين الاول ( أكتوبر )
من العام 2004 عندما كانت إسرائيل تحاصره في مقر المقاطعة بمدينة رام الله .
وعقب محاولات لم تتكلل بالنجاح لأطباء حضروا من مصر وتونس والأردن ،
تقرر نقله إلى مشفى بيرسي الفرنسي ، حيث فارق هناك الحياة
يوم 11 شباط ( فبراير) من ذات العام .
وخلال وجود عرفات في ذلك المشفى لم يتم التوصل خلال التحليلات المخبرية
لتعرضه للسموم ، لكن بعد ذلك أظهرت نتائج وجود مادة سامة في مقتنياته ،
مما استدعى فتح قبره لأخذ عينة من رفاته من قبل لجان
تحقيق فرنسية وروسية وسويسرية .
ومن غير المعروف الوقت الذي ستستغرقه لجان الخبراء لانجاز الفحوص ،
ومن المحتمل أن تتوصل كل لجنة لنتائج مختلفة .
وفتحت فرنسا تحقيقا لمعرفة سبب الوفاة ، بناء على طلب أرملة الرئيس الراحل
السيدة سها عرفات ، طالبت فيها فرنسا التي شهدت وفاته بالتحقيق لمعرفة الأسباب .
وشهدت الأشهر الماضية حراكا من قبل لجنة التحقيق الفلسطينية التي يرأسها
توفيق الطيراوي لمعرفة سبب الوفاة .
والخميس سلم الطيراوي ، ووزير العدل المحامي علي مهنا ، القنصل الفرنسي
العام فردريك ديزانيو، ملف الإنابة القضائية الخاص بهذه القضية .
حيث تم إعداد الملف من قبل جهات الاختصاص الفلسطينية وعلى رأسها
النيابة العامة وإدارة الطب العدلي الفلسطيني حسب الأصول .
[ منقــــول ]