" المخـدّرات والإرهاب وجهان لعملة واحدة "
بقلم / لينا هرمز
خلال الحروب التي تجتاح بالبلاد ، تعم الفوضى وينعدم الأمن وينتشر الخراب والأوبئة ،
وإحدى هذه الأوبئة هي المخدرات !! احيانا لكسب المال وأخرى للتعاطي واحيانا أخرى
لممارسة الإرهاب ، فهي توازي في خطورتها الأسلحة المستخدمة في كل زمان
للقضاء على نهضة البلد واستقراره ، وتكلف البشرية فاقدا يفوق ما تفقده خلال الحروب .
وجميعنا يعلم وخاصة نحن شعب العراق بأنّ الوضع في العراق تأزم جدا إن كان إنسانيا
أو صحيا أو اجتماعيا أو سياسيا و اقتصاديا ، بصورة فظيعة وملفتة للنظر،
وبعد حالة الفوضى والتوهان التي مر بها العراق بعد 2003 ،
أصبحت أوضاع العراقيين من سيء إلى أسوأ ، وفجأة وجد العراقيين انفسهم أمام كمْ هائل
من التغيرات التي طرأت على حياتهم بعد طول انطواء وتقوقع على الذات ،
فبالإضافة إلى الحالات التي يعيشها العراقيين من قتل ودمار وتدهور اقتصادي
والانقسامات الطائفية ، هنالك أيضا ظاهرة طفت على السطح
ألا وهي ظاهرة الإدمان على المخدرات !!!
مشكلة الادمان :
فالادمان لم يعد مشكلة محلية ومحصورة في دول دون سواها ، بل هو مشكلة دولية
وأخذ حيزا كبيرا وواسعا ، تعاني منها كافة المجتمعات سواء كان في الدول المتقدمة
أو النامية . والعراق احد هذه الدول التي شهدت انتشار المخدرات وتفشيها في
المجتمع العراقي بشكل ملحوظ ، واصبح ممرا ومكانا لاستهلاك تلك السموم القاتلة ،
والشباب يتعاطاها وهذا خطر يؤذي البنية الاجتماعية للبلد ..
والمخدرات تختلف باختلاف أنواعها سواء كانت طبيعية او مصنعة منها :
نبات الخشخاش الذي ينتج الأفيون ، والهروين والكوكايين والامفيتامين ،
ونبات القنب الذي يستخرج منه الحشيش والماريجوانا ، والقات والمنشطات وغيرها ،
وتاخذ اشكالا مختلفة كالبودرة والحبوب .. هذه جميعها بدأت تتدفق إلى العراق
ووجدت طريقا لها من خلال حدودها التي أصبحت بلا رقيب ليس بسبب
تردي الوضع الأمني فقط ، وإنما الرغبة القوية لمروجيها في انتشار
هذا الوباء في البلد .
فالعراق كان من البلدان الخالية منها لا نقول بنسبة كاملة ولكن كانت بحدود ضيقة
وفي الخفاء ، فقط اهل الذوات واولاد القادة والاغنياء - وتقتصر على الحبوب
المهدئة والعقاقير، ولكن ازدادت ووجدت لها طريقا هنا في العراق من خلال
بعض الدول المجاورة المعروفة . والذي يتابع موضوع المخدرات هنا في العراق
يجد مدى انتشارها ، ويذهل من سرعة اتساع تداولها بين الشباب من مختلف الجنسين ،
وبين طلاب المدارس وكذلك الأطفال !! فهم بلا رقيب ولا توعيه ولا يدركون الخطورة
التي تكمن وراءها ، فإذا كان هذا الوباء ايضا يدب بين الصغار الذين لم يكتمل عندهم
الوعي لإدراك مدى خطورته ، ماذا ننتظر؟؟ انها الهاوية فعلا والضياع !!
والخوف مستقبلا من تحول البلد من مستهلك الى منتجاً لها ،
وما يعزز هذا الخوف هو زراعة الخشخاش هنا في العراق وفي محافظات
منها ديالى حسب المعلومات الاعلامية !!! وهذا بسبب غياب الرقابة المستمر ..
والمخدرات لها تأثير بالغ على المدمنين وأسرهم ، ولها صلة قوية بكثير
من الجرائم التي ترتكب ، كالعصابات المنظمة التي يمتد عملها إلى الدعارة
والسرقة والخطف والقتل ، ولخطورتها فهي تخلف آثار
نفسية واجتماعية واقتصادية وصحية سيئة على متعاطيها .
وتؤدي كذلك الى الوفاة من فرط تعاطيها وزيادة الجرعة المأخوذة
واحيانا الى الانتحار .. لعدم قدرة المتعاطي على التحكم بنفسه .
وان كان أكثر على وجه العموم نقول :
فترة المراهقة والشباب وحتى الأطفال كما ذكرنا وخاصة ( أطفال الشوارع )
الذي يجولون الشوارع بدون معيل ويجدون فيها لقمة سهلة لكسب رزقهم
من خلال بيعها وترويجها وكذلك تعاطيها . والتي يكون تأثيرها على حياتهم
وتكوينهم العقلي والجسدي تأثيرا سلبيا ، وبالتالي فهي تؤثر على تقدم البلد
من خلال تأثرها على جيل المستقبل وكي لا ننسى بان مرحلة الشباب هم
أكثر المراحل المهمة في حياة المجتمعات والدول فهم حاضر البلد وعليهم
يتوقف تقدمه الحضاري .