متى تفهم ؟
متى يا سيدي تفـهم ؟
بأني لســتُ واحدة ..
كغيري , من صديقاتـكَ
ولا فتحــــاً نسائيا . .
يضاف الى فتوحاتـكَ !!
ولا رقمـــاً من الأرقام يعبّـــر في سجلاتـكَ ..
متى تفهم ؟
****
متى تفهم ؟
أيا جمـلاً من الصحراء لم يُلجم ..
ويا من يـأكـل الجدري منك الوجه والمعصم
بأنّي لن أكون هنا ..
رمادا في سجاراتـكَ
ورأسا , بين آلاف الـرّؤوس , على مخدتـكَ
وتمثـالاً تزيد عليه , في حمى مزاداتـكَ
ونهــداً فوق مرمرة . .
تســجّلُ شكل بصماتـكَ ..
متى تفهم ؟
****
متى تفهم ؟
بأنّـكَ لن تخدرني بجاهك أو امارتـكَ
ولن تتمـلّك الدنيا .. بنفطـكَ وآمتيازاتـكَ
وبالبترول يعبق من عباءاتـكَ . .
وبالعربات . . تطرحها على قدمي عشيقاتـكَ
بلا عدد . . فاين ظهور ناقاتـكَ ؟
وأين الوشم فوق يديـكَ , أين ثقوب خيماتـكَ ؟
أيا متشقّق القدمين .. يا عبــدَ انفعالاتـكَ
ويا من صارت الزّوجات بعضــاً من هواياتـكَ
تكـدّسهن بالعشرات . . فوق فراش لـذّاتـكَ
تحنّـطهنّ كالحشرات .. في جدران صالاتـكَ
متى تفهم ؟
****
متى يا أيّـها المتّـخم ؟
متى تفهم ؟
بأني لست من تهتم . . بناركَ أو بجنّـاتكَ . .
وإنّ كرامتي أكرم ..
من الـذّهب المكـدّس بين راحاتـكَ
وإنّ مناخ أفكاري غريب عن مناخاتـكَ
أيا من فرخ الإقطاع في ذرّات ذراتـكَ
ويا من تخجل الصّـحراء حتّـى من مناداتـكَ . .
متى تفهم ؟
****
تمـرّغ . . يا أمير النّـفط ., فوق وحول لذاتـكَ
كممسحة .. تمـرّغ في ضلالاتـكَ
لك البترول . . فـآعـصرهُ
على قدمي خليلاتـكَ
كهوف اللّيل في پاريس . . قد قتلت مرؤاتـكَ
على أقدام مومسة هناك
دفنت ثاراتـكَ . .
فبعت القدس .. بعــتَ الله .. بعت رمادَ أمواتـكَ
كأن حِـراب إسرائيل لم تجهض شقيقاتـكَ
ولم تهدم منازلنا
متى يستيقظ الإنســــان في ذاتـكَ ؟
ولا رأيتها آرتفعت على أشلاء راياتـكَ . .
متـى تفهـــم ؟
****
كأن جميع من صلبوا . .
على الأشجار في يافا . .
وفي حيفا . .
وبئر السبع . . ليسوا من سلالاتـكَ
تغوص القدس في دمها
وأنت صريع شهواتـكَ
تنام . . كأنّمــــا المأساة ليست بعض مأساتـكَ
متى تفهم ؟
****