توزير الحمار : للشّاعر احمد شوقي ( مصر )
اللَّيثُ مَلْكُ القِفارِ *** وما تضمُّ الصًّحاري
سَعت إليه الرعايا *** يوماً بكلِّ آنكسار
قالت : تعيشُ وتبقى *** يا داميَ الأَظفار
ماتَ الوزيرُ فمنْ ذا *** يَسوسُ أَمرَ الضَّواري ؟
قال : الحمارُ وزيري *** قضى بهذا آختياري
فآستضحكت ، ثم قال : *** << ماذا رأَى في الحِمارِ؟ >>
وخلَّفتهُ ، وطارت *** بمضحكِ الأخبار
حتى إذا الشَّهْرُ ولَّى *** كليْلة ٍ أَو نَهار
لم يَشعُرِ اللَّيثُ إلا *** ومُلكُهُ في دَمار
القردُ عندَ اليمين *** والكلبُ عند اليسار
والقِطُّ بين يديه *** يلهو بعظمة ِ فار !
فقال : من في جدودي *** مثلي عديمُ الوقار ؟ !
أينَ اقتداري وبطشي *** وهَيْبتي واعتباري؟ !
فجاءَهُ القردُ سرّاً *** وقال بعدَ اعتذار:
يا عاليَ الجاه فينا *** كُـن عاليَ الأنظار
رأَيُ الرعِيَّة ِ فيكم *** من رأيكم في الحمار !
+++++++++++++++
وقال مرة أخرى معلقا بسخرية على نجاة الحمار من الغرق :
سقط الحمار من السفينة في الدجى *** فبكى القوم لفقده وترحموا
حتى إذا طلع الصبح أتت به **** نحو السفينة موجة تتقدم ُ
فقالت خذوه كما أتاني سالمـاً *** لم أبتلعه فإنّـه لايهظم ُ