قصة فيها دروسٌ وعِبَــــــر!!
دخل جراح إلى المستشفى بعد أن تم استدعائه على عجل لاجراء عملية فورية لأحد المرضى ؛
لبى النداء بأسرع مايمكن وحضر إلى المستشفى وبدل ثيابه وآغتسل آستعدادا لإجراء العملية .
قبل أن يدخل الى غرفة العمليات وجد والد المريض يذرع الممر جيئة وذهابا
علامات الغضب بادية على وجهه ؛ وما إن رأى الطبيب حتى صرخ في وجهه قائلا :
علام كل التأخير يادكتور ؟ ألا تدرك أن حياة ابني في خطر ؟
أليس لديك ايّ إحساس بالمسؤولية ؟ آبتسم الطبيب برفق وقال :
أنا آسف يا أخي فلم أكن في المستشفى وقد حضرت حالما تلقيت النداء وبأسرع ما يمكنني
والآن أرجو أن تهدأ وتدعني أقوم بعملي ؛ وكن على ثقة أن ابنك سيكون
في رعاية الله وأيدي أمينة . لم تهدأ ثورة الأب وقال للطبيب : أهدأ ؟ ما أبردك يا دكتور!
لو كانت حياة آبنك على المحك هل كنت ستهدأ ؟ سامحك الله ماذا لو مات ولدك ما ستفعل ؟
آبتسم الطبيب وقال يا أخــــي : الأعمارُ بيد الله عزّه وجـلّ ؛ ونحن سنبذل كل جهدنا
لإنقاذه ؛ ولكن الوضع خطير جدا وإن حصل شيء لآبنك فيجب أن تقول ؛ هذه إرادة الله ,
صـلّ ؛ وآدعــوالله أن ينجي ولدك .
هز الأب كتفه ساخرا وقال : ما أسهل الكـلام ! عندما يموتُ شخصا آخر لايمت لك بصلة ! .
دخل الطبيب إلى غرفة العمليات واستغرقت العملية عدة ساعات خرج بعده
الطبيب على عجل وقال لوالد المريض : أبشر يا أخي ؛ فقد نجحت العملية تماما
والحمد لله سيكون ابنك بخير ؛ والآن آعذرني فيجب أن أسرع بالذهاب فورا ؛ وستشرح
لك الممرضة موضوع بالتفصيل ؛ حاول الأب أن يوجه للطبيب أسئلة اخرى
ولكن الطّبيب انصرف على عجل ؛ آنتظر الأب دقائق حتى خرج آبنه من غرفة العمليات
ومعه الممرضة فقال لها الأب : ما بال هذا الطبيب المغرور؟ لم ينتظر دقائق حتى
أسأله عن تفاصيل حالة ولدي ؟ فجأة اجهشت الممرضة بالبكاء وقالت له :
لقد توفي آبن الدكتور يوم أمس على أثر حادثة ؛ وقد كان يستعد لمراسم الدفن
عندما لآتّصلنا به للحضور فورا ! لأن ليس لدينا جراح غيره وهاهو قد ذهب مسرعا ؛
لمراسم دفــن آبنــــه ؛ وهو قد ترك حزنه على ولده كي ينقذ حياة ولدك !!.
اللّهــمّ آرحم نفوسا تتألم ؛؛ ولا تتكلم !!
* منقول *