ألقاب السّـــــيد المسيح :
« يسوع » هو الاسم الذي يعني مخلّص ، وهو ما نسبه الملاك للمسيح عندما كشف حقيقة مجيئه لكل من يوسف ومريم . قال الملاك ليوسف : « وَتَدْعُو ٱسْمَهُ يَسُوعَ ، لأنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ » (متى 1: 21 ) وقال لمريم : «هَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ٱبْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ » ( لوقا 1: 31 ) . « يسوع » هو الصيغة اليونانية للاسم العبري « يشوع » الذي يعني « يهوه هو الخلاص » . أما وقد دُعي المسيح بـ « يسوع » فقد عبَّر هذا عن أهمية المهمة الخلاصية التي جاء لينجزها .
وأسم المسيح يعني « الممسوح » . وكان اللقب المعروف للمخلّص ، وكثيراً ما استُعمل كاسم
عَلَم . و « مسيح » يعني الممسوح من قِبَل الرب ، وهذا له أساس قوي ومتواصل في تاريخ الشعب العبري عندما كان يتم احتفال تتويج ملوكهم بالمَسْح بالزيت
( راجع صموئيل الأول 9 : 16 و 10 : 1 وسفر صموئيل الثاني 19 : 10 ) . فالملك كان يُدعى أحياناً « مسيح يهوه » ( راجع سفر صموئيل الأول 24 : 6) . إذن لقب « المسيح » هو للتذكير بأن الملك هو من أعلى طراز، أما الإسم المركب «يسوع المسيح » ، فالمقصود منه
هو « المخلص الممسوح » أي المخلص صاحب المكانة عند اللّه .
+ تبيِّن لنا سجلات العهد الجديد حقيقة هامة هي أنّ يسوع تقبَّل من الناس أسمى الألقاب . فقد سمح لهم بأن يصفوه بما يوصف به اللّه . مع أنه منع غيره من قبول ألقاب مثل « المعلم »
أو « السيد » ( متى 23 : 8 - 10 ) نجده يقبل لنفسه تلك الألقاب
( يوحنا 4 : 31 و 9 : 2 ) ، بل أنه أكثر من ذلك امتدح من أعطوه إياها إذ قال : « أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّماً وَسَيِّداً ، وَحَسَناً تَقُولُونَ ، لأنِّي أَنَا كَذٰلِكَ » ( يوحنا 13 : 13 ) . وعندما كانوا يهيئون دخوله للقدس في موكب كبير، أرسل المسيح اثنين من تلاميذه ليأتيا بجحش ، وأمرهما أن يقولا لصاحبه إن « ٱلرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ » ( مرقس 11 : 3 ) . ويُدعى المسيح عبر صفحات العهد الجديد « سيداً » ليس بمجرد المعنى الذي فيه يقدم للبشر قسطاً من السلطة والشرف أو المكانة ، بل بمعنى كونه حقاً السيد الأسمى ومطلق السيادة في ملكوته . وهو ربّ المسيحيين المؤمنين به ، مثلما كان اليهود يؤمنون أن يهوه هو الرب في أيام العهد القديم .
+ قيل عنه في الإنجيل حسب لوقا 2 : 11 و 6 : 5 « وُلِدَ لَكُمُ ٱلْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ
مُخَلِّصٌ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱلرَّبُّ » و « ابن الإِنسان هو ربّ السبت » .
وفي الرسالة إلى فيلبي 2 : 11 و 4 : 5 « يَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ
هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ ٱللّٰهِ ٱلآبِ » ، ثم « الربّ قريب ».
+ في الرسالة الأولى إلى كورنثوس 2 : 8 ذكر: « رب المجد » وورد في الإنجيل حسب متى 15: 22 « آرحمني يا سيد » وكتب بولس الرسول في الرسالة إلى رومية ١٠: ٩ « لأنَّكَ إِنِ ٱعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِٱلرَّبِّ يَسُوعَ ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ ٱللّٰهَ أَقَامَهُ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ ، خَلَصْتَ » . ومن سفر أعمال الرسل 10 : 36 « يُبَشِّرُ بِٱلسَّلامِ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. هٰذَا هُوَ رَبُّ ٱلْكُلِّ » . ويضيف سفر الرؤيا في 4 : 8
و 4 : 11 و 19: 16 ما يلي : « قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ ، ٱلرَّبُّ ٱلإِلٰهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ، ٱلَّذِي كَانَ وَٱلْكَائِنُ وَٱلَّذِي يَأْتِي » . « أَنْتَ مُسْتَحِقٌّ أَيُّهَا ٱلرَّبُّ أَنْ تَأْخُذَ ٱلْمَجْدَ وَٱلْكَرَامَةَ وَٱلْقُدْرَةَ ، لأنَّكَ أَنْتَ خَلَقْتَ كُلَّ ٱلأَشْيَاءِ ، وَهِيَ بِإِرَادَتِكَ كَائِنَةٌ وَخُلِقَتْ » .
« وَلَهُ عَلَى ثَوْبِهِ وَعَلَى فَخْذِهِ ٱسْمٌ مَكْتُوبٌ : مَلِكُ ٱلْمُلُوكِ وَرَبُّ ٱلأَرْبَابِ » .
لقد أعلن الوحي المقدس المسيح ربّاً للجميع ، للذين في السماء وعلى الأرض .
له يجب أن تسجد جميع المخلوقات إعترافاً بسلطانه المطلق . وحده له الحق فينا
والسلطان علينا لأنه الخالق والفادي .
+ آستعمل الرسول بولس عادة اصطلاحاً تقديمياً في رسائله هو « ٱللّٰهِ أَبِينَا وَٱلرَّبِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ » كشهادة إيمان مسيحية للّه .
( راجع الرسالة إلى رومية ١: ٧ والرسالة الأولى إلى كورنثوس 1: 3 والرسالة الثانية إلى كورنثوس 1: 2 والرسالة إلى غلاطية 1: 3) ،
الصيغة المركبة هذه هي إشارة للإله الذي يعبده المسيحيون ، وهي تشير لكل من الآب والابن في مساواة مطلقة. هكذا فإن الآب والابن متحدان معاً، لا انفصال أو تفريق بينهما في وحدانية جوهرهما ومع ذلك فإنهما يتمتعان باستقلال ذاتي ، فبعض الأعمال تنسب للواحد دون الآخر، مثلاً في الرسالة إلى غلاطية 1: 1 -3 ؛ نقرأ عن « يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ وَٱللّٰهِ ٱلآبِ وَرَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ، ٱلَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأجْلِ خَطَايَانَا » . أما البركة الرسولية فهي: « نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ، وَمَحَبَّةُ ٱللّٰهِ ، وَشَرِكَةُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ مَعَ جَمِيعِكُمْ . آمين » ( 2 كورنثوس 13 : 14 ) . ففيها يبقى اسم الرب يسوع المسيح مرتبطاً في مساواة مطلقة مع الآب والروح القدس ، كمصدر لكل بركة روحية .
+ كانت قد نُسبت أسماء متنوعة وكثيرة للّه في العهد القديم ، نسبها العهد الجديد أيضاً للمسيح . فالبشير متّى عند تسجيله لولادة المسيح نسب إليه الاسم « عمانوئيل » إذ يقول :
« وَهٰذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ ٱلرَّبِّ بِٱلنَّبِيِّ : « هُوَذَا ٱلْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ٱبْناً ، وَيَدْعُونَ ٱسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ » ( ٱلَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللّٰهُ مَعَنَا ) » ( متى 1 : 22 و 23 . إشعياء 7 : 14 ) .
+ في العهد الجديد يظهر المسيح كملكنا وفادينا في هيئة شخصية أزلية . ويقول الرسول يوحنا في معرض وصفه للرؤيا التي رآها عن عظمة المسيح المتسلط على كل شيء . « فَلَمَّا رَأَيْتُهُ سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ كَمَيِّتٍ ، فَوَضَعَ يَدَهُ ٱلْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلاً لِي : لا تَخَفْ ، أَنَا هُوَ ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ، وَٱلْحَيُّ . وَكُنْتُ مَيْتاً وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ . آمِينَ . وَلِي مَفَاتِيحُ ٱلْهَاوِيَةِ وَٱلْمَوْتِ » ( رؤيا 1 : 17 - 18 ) . وفي نبوة إشعياء 44 : 6 نقرأ : « هَكَذَا يَقُولُ ٱلرَّبُّ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَفَادِيهِ ، رَبُّ ٱلْجُنُودِ :
أَنَا ٱلأَوَّلُ وَأَنَا ٱلآخِرُ وَلا إِلَهَ غَيْرِي » . وكما رأينا فإن يسوع المسيح يدعى « ربّاً » مراراً وتكراراً في العهد الجديد . لكن هذا الموقف لا ينفرد به العهد الجديد وحده ، فالعهد القديم ، في معرض التنبؤ عن المسيح ، أشار إليه بوضوح أحياناً بنفس اللقب . هذا ما نجده في مزمور 110 : 1
« قَالَ ٱلرَّبُّ لِرَبِّي : ٱجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ » . ( قابل هذا بما ورد في الإنجيل بحسب متى 22 : 44 حيث ينسب المسيح لنفسه تلك الإشارة من سفر المزامير . وكذلك نقرأ في نبوة ملاخي 3 : 1 « وَيَأْتِي بَغْتَةً إِلَى هَيْكَلِهِ ٱلسَّيِّدُ ٱلَّذِي تَطْلُبُونَهُ » .
نسب العهد الجديد ليسوع إسم « اللّه » أكثر من عشر مرّات .
( راجع يوحنا 1: 1 و 18 و 20 : 29 ورسالة يوحنا الأولى 5 : 20 والرسالة إلى العبرانيين
1: 8 ورسالة الرسول بطرس الثانية 1: 1 وسفر أعمال الرسل 18 : 26 و 20 : 28
والرسالة إلى رومية 9 : 5 والرسالة الثانية إلى تسالونيكي 1 : 12 والرسالة إلى تيطس
2 : 13 والرسالة الأولى إلى تيموثاوس 3 : 16 ) .
+ هذا ما يتفق عليه علماء تفسير الكتاب من شتى المذاهب هو أن يسوع ، كما أعلن العهد الجديد ، هو نفسه ربّ العهد القديم . فكتبة العهد الجديد ينسبون للمسيح أقوالاً من العهد القديم هي في أصلها كانت تشير إلى « أدوناي » أو « يهوه » إسمي الألوهية في العهد القديم .
( قابل نبوة أشعياء 40 : 3 مع الإنجيل حسب مرقس 1 : 3 ونبوة يوئيل 2 : 32 مع سفر أعمال الرسل 2 : 21 والرسالة إلى رومية 10 : 14 ونبوة إشعياء 45 : 23 مع الرسالة إلى فيلبي 2 : 10 ؛ قابل أيضاً نبوة إرميا 9 : 24 مع الرسالة الأولى إلى كورنثوس 1: 31 و 10 : 17 ومزمور 68 : 18 مع الرسالة إلى أفسس 4 : 8 ، ونبوة إشعياء 2 : 19 مع الرسالة الثانية إلى تيموثاوس 2 : 14 وسفر الرؤيا 22 : 13 ) .
+ علينا أن نلاحظ إذن أن المسيح يُدعى في العهد الجديد بالألقاب التالية :
في الإنجيل بحسب متى : | « يسوع ، لأنه يخلص شعبه من خطاياهم » 1: 21 | « عمانوئيل ، أي اللّه معنا » 1: 23 | « المسيح ابن اللّه الحي » 16: 16 | « يسوع المسيح » 16: 20 |
| « ابن الإِنسان » 17: 9 | « معلم » 23: 10 |
في الإنجيل بحسب لوقا :
|« يسوع الناصري ، قدّوس اللّه » 4 : 34 |
في الإنجيل بحسب يوحنا :
| « الكلمة » 1 : 1 | « كل شيء به كان » 1: 3 | « كُّوٍّن العالم به » 1: 10| « الابن الوحيد 1: 18، 3: 16 | « ابن اللّه » 1: 34 و 49 ، 20 : 31 | « ملك إسرائيل » 1: 49 |
| « المسيح مخلّص العالم » 4 : 42 | « الخبز الحي » 6 : 51 | « الباب » 10 : 7 |
| « الراعي الصالح » 10 : 11 | « القيامة والحياة » 11 : 25 | « المسيح ابن اللّه الآتي إلى العالم » 11 : 27 | « الطريق والحق والحياة » 14 : 6 | « الكرمة الحقيقية » 15 : 1 |
في سفر أعمال الرسل :
| « القدوس البار» 3: 14 | « رئيس الحياة » 3 : 15 | « مخلّص » 5 : 13 |
في الرسالة إلى رومية :
|« إلهاً مباركاً » 9 : 5 |
في الرسالة الأولى إلى كورنثوس :
| « قوة اللّه وحكمته » 1: 24 | « ربّ المجد » 2: 8 | « رأس كل رجل » 11: 3 |
في الرسالة الثانية إلى كورنثوس :
| « صورة اللّه » 4 : 4 |
في الرسالة إلى غلاطية :
| « فادي » 3 : 13 |
في الرسالة إلى فيلبي :
« ربّ » 2 : 11
في الرسالة الأولى إلى تيموثاوس :
| « ربّ الأرباب » 6 : 15 |
في الرسالة إلى العبرانيين :
| « وارث لكل شيء » 1 : 2 | « بهاء مجد اللّه ورسم جوهره » 1: 3 |« رئيس الخلاص »
2 : 10 | « رئيس كهنة عظيم » 4 : 14 | « رئيس الإِيمان ومكمّله » 12 : 2 |
| « وسيط » 12 : 24 |
في رسالة بطرس الثانية : | « المخلّص » 1: 1 |
في سفر الرؤيا :
| « الرب الكائن » 1 : 8 | « الكائن والذي كان والذي يأتي » 1 : 8 |« القادر على كل شيء » 1 : 8 | « الأول والآخر » 1 : 17 | « الحيّ » 1 : 18 |« الألف والياء البداية والنهاية »
21 : 6 | ..
المصدر / كنيسـة الإيمــــــان بمصـــــر .