** هل من فارق بين الحكمة والذكاء ؟
الحكمة لها معني اوسع بكثير من الذكاء . وقد يكون الذكاء مجرد جزء منها .
فكل إنسان حكيم يكون ذكيا . ولكن ليس كل ذكي حكيما .. !
فقد يتمتع إنسان بذكاء خارق وعقل ممتاز ومع ذلك لا يكون حكيما في تصرفه
فربما توجد عوائق تعطل عقله وذكاءه اثناء التصرف العملي !
+ فما الحكمة اذن ؟ وفي اي شيء تتميز عن الذكاء ؟
+ الذكاء مصدره العقل . وقد يكون مجرد نشاط فكري سليم اما الحكمة فهي لا تقتصر على
التفكير السليم بل تتبعه بالتصرف الحسن في السلوك العملي . وهي لا تعتمد على العقل فقط ،
انما تستفيد ايضا من الخبرة والارشاد ومن معونة الله بالصلاة .
+ فالحكمة ليست هي مجرد المعرفة السليمة او الفكر الصائب انما هي تدخل في صميم
الحياة العملية لتعبر عن وجودها بالسلوك الحسن .. فان كان العقل يميزه الفهم والتفكير
فان الحكمة يميزها حسن التصرف والتدبير.. حقا ان الذكاء او التفكير السليم يجوز
آختبارا دقيقا عند التطبيق العملي فان نجح فيه يتحول الى حكمة .
وهكذا تشمل الحكمة جودة التفكير ودقة التعبير وسلامة التدبير.
** معطلات الحكمة :
قد يكون الإنسان ذكيا يفكر افكاراً سليمة ولكن تنقصه الدقة في التعبير لنقص معلوماته عن
المدلول الدقيق لكل لفظة . فيخطيء حينما يعبر عن قصده . اما الإنسان الحكيم ،
فانه يقول بدقة ما يقصده . وايضا يقصد كل ما يقوله .
من معطلات الحكمة ايضا السرعة في التصرف ، ولذلك يتصف الحكماء بالتروّي ..
فالحكيم لا يندفع في تصرفاته . وانما يهدٌيء اقتناعه الخاص حتى يتبصر باسلوب اعمق واوسع .
+ ان السرعة لا تعطي مجالا واسعا للتفكير والبحث والدراسة ومعرفة الرأي الآخر .
كما انها لا تفسح مجالا للمشورة ولعرض الامر علي الله في الصلاة.. وربما تحوي السرعة في طياتها
لونا من السطحية .. ولذلك كثيرا ما تكون التصرفات السريعة هوجاء طائشة !
+ والإنسان الذي يتصرف بتسرع قد يرسل الله له من ينصحه قائـلاً : " خلي بالك من نفسك "
اعط نفسك فرصة اوسع للتفكير . راجع نفسك في هذا الموضوع .
مصدر المقال : موقع الأنبا تكـلاهينـــوت .
* الأنجيل | الأجبيّـــة | مواقـــــع .