نهاية حزيران بداية النهاية لمُرسي و"الأخوان"

إطلالة الرئيس محمد مرسي ليلة أمس وسط "أهله وعشيرته"، فيما جماهير مصر تغلي وترفض خطابه من قبل أن يبدأ، لم تكن موفّقة، فلا هو يمتلك كاريزما "الريّس"، ولا منطق الرؤساء في المكاشفة يُجيد، وبدا من بداية خطابه المُملّ حتى نهايته مجرّد حكواتي، نصف وقته أمضاه في أخبار الطوابير من أمام محطات الوقود والأفران، والنصف الثاني في شتم النظام السابق وتوعُّد رموزه بسحقهم رغم تبرئتهم في المحاكم.

ردود الفعل على الخطاب/الخُطبة تؤكد أن اللعبة في مصر قد انتهت، ومن كانوا ينادون بسقوط حكم العسكر سيعودون قريباً ولو مرغمين الى أحضان العسكر، عبر أكبر ثورة مضادة سيعرفها العالم يوم الأحد المقبل في الثلاثين من يونيو/ حزيران، ليُسدل الستار على ثورة الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني، وستعرف مصر بعد الأحد وعلى مدى أشهرٍ طويلة، أخطر حقبة في تاريخها، في مؤشرٍ لا يقبل الشك على بداية النهاية لربيع "الأخوان" وبالتالي لربيع الوهم في كل بلاد العربان.

تماماً كما حصل بعد إسقاط مبارك، لا يمتلك المصريون بديلاً جاهزاً، بعد عملية إسقاط "الأخوان" بالعملية الحاسمة التي ستبدأ يوم الأحد والتحضيرات جارية لها بسبعة عشر مليون مصري يطالبون برحيل مرسي وإجراء إنتخابات مبكرة، يقابلهم بضعة ملايين من أنصار الأخوان المسلمين، في معركة إثبات وجود لن تخلو من القتل والتدمير في شارع تحكمُه البلطجة، واجتماعات مكثّفة للقوى السياسية، على وقع الردود السلبية من "الأخوان"، والأعمال التكفيرية التي سوف تتضاعف من السلفيين، وعودة العسكر الى الشارع وربما الى الحكم، بانتظار إنتخابات جديدة للمجالس وصولاً الى معركة رئاسة، مع ما يُرافق ذلك من تشريعات وتعديلات ومعارك قانونية وسياسية ستكون أعنف من معارك الشوارع.

نرى ما حصل منذ 25 يناير/ كانون الثاني، لنجزم ما سوف تراه مصر خلال الأيام الأخيرة من هذا الشهر، ولنؤكد على أن نهاية يونيو/ حزيران هي على الأقل بداية النهاية لأخوان مصر في السلطة، مع ما سوف ينعكس ارتداداتٍ سلبية على وَهَم الربيع العربي من تونس وصولاً لسوريا، ولكل من يتساءل عن أسباب هذا الإنهيار السريع للأخوان المسلمين في مصر فلأن "الأخوان" توهموا، أن التعاطف الشعبي بعد خروجهم من السجون، وحرصهم على توزيع الأضاحي وإقامة موائد الرحمن للفقراء في المناسبات، والمساعدات التي كانت تقدّمها جمعياتهم ،وحدها كافية لإدارة شؤون دولة إقليمية بحجم مصر متورّطة بإلتزامات دولية عمرها من عهد السادات.

في أيامه الأخيرة قبل التنحّي، صرح الرئيس السابق حسني مبارك بما مؤداه، أن حكم مصر ليس بالأمر السهل، لأن إقتصادها يعتمد على المساعدات وللمساعدات أثمان سياسية وسيادية، ومن ضمنها على سبيل المثال لا الحصر، بيع الغاز لإسرائيل بأقل من الكلفة لأن السلام معها مُكلِف، وفي نفس الأسبوع صرّح القذافي مُدافعاً عن مبارك وقال: "حرام حسني مبارك، مصر دولة فقيرة وأنا أعطيهم فلوس".

ومنذ أسبوع تحديداً صرّح مبارك من مستشفى سجنه، عن الضغوط الأميركية التي كان يتعرّض لها لإقامة قواعد تجسّس أميركية في مصر على مصر!، إضافة الى طلب موجات إذاعية للتنصّت، وجعل السنترالات الهاتفية متّصلة بسنترال مركزي أيضاً للتنصّت، وعندما كان يرفض طلبات الأميركيين كانوا يعمدون الى حجز قسم من المساعدات المقررة لمصر لحين إذعانه لطلباتهم.

مشكلة مرسي والأخوان المسلمين في مصر، أنهم لا قرأوا ماذا يريد الداخل ولا يمتلكون رؤية محاكاة الخارج، وعقدتهم التاريخية الوصول الى الحكم، لكنهم كما قال عنهم الزعيم جمال عبد الناصر "قومٌ كاذبون"، يعلنون خلاف ما يضمرون، ويتمسكنون حتى يتمكّنون، وأظهروا تعفّفاً بعدد مقاعد مرشحيهم لمجلس الشعب ثم رشّحوا ما مكّنهم من إجتياح مقاعد مجلس الشعب، وتعفّفوا إعلامياً عن مقاعد مجلس الشورى وإجتاحوا الشورى، وتعفّفوا حتى عن رئاسة الجمهورية واجتاحوا الجمهورية، وقالت كلينتون قبيل فوز مرسي ما تسرّب عن مجالسها الخاصة وملأ المواقع الإلكترونية: دعوا الإسلاميين يحكمون ليثبت فشلهم ويرحلون...
سنة أمضاها مرسي في التسوّل من أميركا وقطر وإيران وتركيا والسعودية، ممّا جعله خارجياً "بتاع الكلّ" والكلّ يُديره، أما في الداخل فقد إنعكست سياسة الإقتراض على البورصة المصرية المنهارة أصلاً، وهربت الرساميل وانعدمت الإستثمارات، والسياحة التي كانت تُدرُّ عشرة مليارات دولار سنوياً باتت شبه معدومة بفضل "النظريات السلفية" لتدمير تمثال أبو الهول وتغطية الأهرام بالشمع وإقفال الملاهي وترهيب السائحين، والإقتصاد الذي يعتمد 30% منه على رجال الأعمال الأقباط تأثر بما يحصل للأقباط من هجرة غير مسبوقة الى أوروبا وأميركا، والبطالة بلغت الخطّ الأحمر وتحوّل قسم كبير جداً من العاطلين عن العمل في المدن الى "مهنة البلطجة"، إضافة الى معاناة الفلاحين وقلقهم نتيجة الأزمة المستجدّة في المياه مع دول جوار النيل وبخاصة مع أثيوبيا.
سقط مرسي في الإمتحان وسقط معه الأخوان، والعدد الذي سينزل الى الشارع خلال الأيام القادمة يتخطى عدد من انتخبوا مرسي، والخطير في الأمر أن هذه الجماهير هي من كافة شرائح المجتمع المصري من ليبراليين وعلمانيين وإسلاميين ومعهم الكثير من الأخوان المسلمين إضافة الى "أبناء مبارك" وكل من يحنّ الى زمن ما قبل 25 يناير، ويبقى الرهان الحاسم أن نهاية يونيو/ حزيران هي بداية النهاية لحكم الأخوان المسلمين في مصر وبداية النهاية لكل القوم الخائبين في ربيع العربان الخائب ...

الرب يستر المسيرة طويلة
والظن بأن دماء كثيرة لا قدر الله ستسفك
المصير نحو المجهول لكن ما باليد حيلة المفروض المقاومة وليس قتالياً
مهما كلف الامر

كما أن الإنتفاضـة المليونيّـة ( أنهت ) حكـم الرّئيس

المخلوع حسني مبارك !

هـــذا سكون مصير محمد مُرســـي !

نأمــل أن لا يطيل الموت شعب مصر البسيط !

وأن تنتهــــي عمليّة آنتقال السّلطة بأقـرب وقت ممكــــن !

شكراً اخي كاليمـــو للخبر !

تحياتنـــــــا .

نورت الموضوع
الرب يبارك فيك