خادم المسيح مشرف (ة)
الجنس : عدد المساهمات : 24257 التقييم : 4957 تاريخ التسجيل : 11/08/2012 البلد التي انتمي اليها : العراق
| موضوع: ♱ يسـوع يشـــفي عَشـرة رجال بُرْص ♱ الأربعاء يوليو 24, 2013 7:35 pm | |
| يسوع يشفي عَشـــرة رجال بُرْص : + نصّ الإنجيل : وبينَما يسوعُ سائرٌ إلى أورشليم ، مرَّ بِجانِبِ السامِرةِ والجليل . وعِندَ دخولِهِ بعضَ القُرى ، تلقّاهُ عَشَرَةٌ مِنَ البُرْصِ ، فوَقَفوا على بُعدٍ مِنْهُ ، ورَفَعوا أصواتَهُم. قالوا : " رُحْماكَ يا يسوع يا مُعَلِّم ! " فلمَّا وَقَعَ نَظَرُهُ عَليهِم قالَ لَهُمْ : " أُمضوا إلى الكَهَنَة فأَروهُم أنفُسَكُم " . وبينما هُم ذاهِبون بَرِئوا. فلَمّا رأى واحِدٌ مِنْهُم أنَّهُ قد برِئ ، رجعَ وجعَلَ يُمَجِّدُ اللهَ بأعلى صَوتِهِ ، وأَكَبَّ لوجهِهِ على قَدَميْهِ يَشكُرُهُ ، وكانَ سامريّاً . فقالَ يسوعُ : " أليسَ العشَرَةُ قد برِئوا ؟ فأينَ التسْعَة ؟ أما كانَ فيهم مَنْ يرجِعُ ويمجِّدُ اللهَ سوى هذا الغريب ؟ " ثُمَّ قالَ لَهُ : " قُمْ فامضِ ، إيمانُكَ أبرأَكَ " . ( لوقا 17/11-19 ) + البُرْص المُصابون بالنجاسة الشرعيّة : مَنْ هؤلاء البُرْص العشرة ؟ تسعةٌ منهم كانوا يهوداً ، وواحِدٌ كان سامريّاً . واليهود والسامريّون أعداء ، يرفضون كلّ جِوار، وكلَّ تعايش مشترك ، وكلّ زواج مختلط . وعلى الرَّغم من هذه العداوة المتأصّلة فيهم منذ عدّة قرون ، فقد انضمّ السامريّ الأبرص إلى اليهود التسعة البُرْص ، لأنّ المرض المشترك بينهم دفعه إلى أن ينسى العداوة ويعيش معهم . + كان العشرة يقضون حياتهم بمُقتضى شريعة موسى ، منعزلين عن الناس وبعيدين عن قُراهم ، لا لأنّهم كانوا يعرفون أنّ في البَرَصِ عدوى تنتقل من الإنسان المريض إلى الإنسان الصحيح ، بل لأنّ شريعة موسى كانت تعتبر أنّ الأبرَص مُصابٌ بالنجاسة الشرعيّة ، وأنّ من كان نجِساً لا يحقّ لـه أن يعيش مع الأطهار الشرعيّين ، خشيةَ أن يلمسوه فتنتقل إليهم النجاسة . وعلى الرَّغم من انعزال هؤلاء البُرْص العشرة عن السكّان ، فقد وصلت إليهم الأخبار أنّ يسوع نبيٌّ عظيم ، وأنّه يتمتّع بقُدرةٍ فائقة على شفاء الأمراض كلّها ، بلمسةٍ واحدة أو بكلمةٍ واحدة يتفوّه بها ولو عن بُعْد . وبَلَغَهُم أيضاً أنّ يسوع يتجوّل مع تلاميذه بين الجليل والسامرة ، في المنطقة التي كانوا يسكنون فيها ، يعلّم الناس وهو سائر إلى أورشليم . فتوجّهوا إليه ورأوه من بعيد وهو يدخل قريةً صغيرة . + صرخة الإيمان شفت المرضى : ما كاد البُرْص العشرة يرونه حتى أخذوا يصرخون عن بعدٍ بأعلى أصواتهم : " رُحماكَ يا يسوع المعلّم " . لقد فهم يسوع معنى هذه الصرخة . إنّهم كانوا يطلبون منه مُعجِزةً تشفيهم وتخلّصهم من آلام البَرَص وعار النجاسة ، وتُمَكّنهم من العودة إلى بيوتهم وأُسَرِهم . وسمع يسوع أصواتهم والتفت إليهم فرآهم فرقَّ لحالهم وأمرهم بصوتٍ عالٍ أن يذهبوا إلى الكهنة ويعرضوا عليهم أمر شفائهم ، وهذا ما كانت تأمر به الشريعة الموسويّة . فمن نال الشفاء من بَرَصه ، لا يحقّ له أن يرجع إلى بيته إلاّ بعد أن يطّلع الكهنة على حقيقة شفائه ويحظى منهم بشهادة شرعيَّة تُثبت شفاءه . + ولمّا سمع البُرْص العشرة أمر يسوع بالذهاب إلى الكهنة آمنوا بكلامه وتوجّهوا إلى مجمع تلك المنطقة ليُطلعوا الكهنة على شفائهم . وما كادوا يسيرون بضعَ خطوات حتّى شعروا بأنّ آلام البَرَص قد زالت عنهم ، وأنّ أجسادهم أصبحت نقيّة سليمة ، لا أثر فيها للبُقَع السوداء ولا لتآكل المرض الخبيث. هكذا كان مفعول صرخة الإيمان . لقد حرّكت عاطفة الرأفة في قلب يسوع فأشفق عليهم وشفاهم . + أليس العشرة قد برئوا ؟ فأين التسعة ؟ شفى يسوع البُرْص العشرة . فلم يشعر منهم بضرورة تمجيد الله ورفع عاطفة الشكر إلى يسوع إلاّ واحِدٌ فقط ، وهو السامري . فترك رفاقه ورجع إلى يسوع وارتمى على قدمَيْه وشكر لله نعمته بصوتٍ عالٍ . فتأثّر يسوع بما أبداه من عاطفة رقيقة ومعرفة الجميل ، فقال : " أليسَ العَشَرةُ قد برئِوا ؟ فأينَ التسعة ؟ " لم يكن يسوع يريد بهذا القول أن يَفرُضَ على البُرْص التسعة الذين طهروا العودةَ إليه والتعبيرَ عن شكرهم لإحسانه ، بل كان يريد أن يرفعوا الحمد لله على النعمة التي حصلوا عليها من ابنه يسوع المسيح . + إيمانُكَ خلّصَكَ : وأوضح يسوع للسامري أهمّية الإيمان فقال له : " إيمانُكَ خلّصكَ " . وقد أراد بذلك أن يقول لنا إِنَّ مَنْ طَلبَ بإيمان نال الخلاص . والخلاص الذي ذكره يسوع لا يعني الخلاص من مرض الجسد فحسب ، بل الخلاص من مرض النفس ، وهو الأهم ، لأن خلاص النفس يؤدّي بالإنسان إلى السعادة الأبديّة التي أعَدَّها الله منذ الأزل ليتمتّع بها بعد حياته على الأرض . + الإشارات الثلاث الكبرى : لمّا شفى يسوع البُرْصَ العشرة أبدى ثلاث إشارات كُبرى لفت إليها انتباه المسيحيّين ، وهي : ـ الإشارة الأولى : ضرورة الإيمان بيسوع . آمن البُرْص بكلام يسوع فنالوا الشفاء . اغتنم يسوع هذه المناسبة وأوضح أهمّية الإيمان فقال للسامري الذي برئ : " إيمانكَ خلّصكَ " . لقد أراد بهذا القول أن نؤمنَ بشخصه الإلهي وقُدرته اللاّمحدودة ، ونحيا حياةً روحيّة سليمة لا يشوّهها بَرَصُ الخطيئة ، ونعبّرَ لـه عن إيماننا بما قاله البُرْص العشرة " رُحماكَ يا يسوع المُعلّم " . إنّها صرخة الإيمان نرفعها إلى يسوع صديقنا الأعظم فيُعيد إلينا صحّتنا الروحيّة المفقودة ، بشرط أن يكون إيماننا به إيماناً فعّالاً . + ولا يكونُ إيمانُنا إيماناً فعّالاً قادراً على التأثير في قلب يسوع إلاّ إذا كان مقروناً بالمحبّة ، أيْ محبّة الله ومحبّة الآخرين ( غلاطية 5/6 ) . والمحبّة لله لا تقوم بالكلام والعاطفة ، بل بحفظ الوصايا وتقديم الخدمة التي يحتاج إليها إخوتنا المتألّمون . ـ الإشارة الثانية : ضرورة إبداء الشكر ليسوع عندما نكون محتاجين إلى نعمةٍ ضروريّة نسأل يسوع بإلحاح أن يستجيب لنا ، ونطلبها منه أحياناً بالبكاء والصراخ . ولسنا على خطأ عندما نعرض طلبنا عليه. فقد قال لنا " اطلُبُوا " . ولكن متى حصلنا عليها ننسى ، في غالب الأحيان ، أن نقول لـه : " نشكر لك يا يسوع حبّك لنا وعطفك علينا ". إنّ صلاة الطلب ، وإنْ هي محبّبةٌ إلى قلبه ، تقتضي منّا أن نقوم بعد نيل النعمة المطلوبة بصلاة الشكر . فيسوع يريد أن نرفع آيات الشكر والحمد لا ليمجّد ذاتَه ، بل ليمجّد آباه السماوي . لقد مدح السامري الذي ارتمى على قدمَيْه وشكر لله نعمته ، واشتكى من نكران الجميل الذي أبداه البُرْص التسعة بعد شفائهم من مرضهم . ويجدر بنا أن نلمّح هنا إلى موقف الكثيرين من المسيحيّين الذين يتناولون القربان الأقدس ، ثمّ يخرجون فوراً من الكنيسة من دون أن يتفوّهوا بكلمة شكرٍ ليسوع الذي أحبّهم وجاء إليهم وسكن في قلوبهم . ـ الإشارة الثالثة : بلوغ الخلاص الأبدي : ذكر يسوع هذه الإشارة عندما قال للسامري " إيمانُكَ خلّصكَ " . إنّ الخلاص في قول يسوع لا يعني التخلّص من المحنة الأرضيّة التي نتألّم منها فحسب ، بل يعني بنوعٍ خاص بلوغ الخلاص ، أيْ التمتّع بالسعادة الأبديّة في السماء ، بعد سلوك الحياة النقيّة على الأرض . + التطبيق العملي : 1 - إنّ النجاسة الشرعيّة لا تزال قائمة في الدين اليهودي . أمّا في الدين المسيحي فلا وجود لها إطلاقاً . فإنّ كلّ ما خلقه الله طاهِرٌ نقيّ لا ينجّس الإنسان . وقد أشار پولس الرسول إلى نواهي الدين اليهودي الشرعيّة " لا تأخذْ ، لا تذُقْ ، لا تلمُسْ " فقال فيها إنّها وصايا ومذاهب بشريّة لا قيمة لها لأنّها غير صالحة إلاّ لإرضاء الأهواء البشريّة . ( قولُسّي 2/22 ) 2 ـ ليس للكاهن المسيحي أيُّ دورٍ طبّي كما كان للكاهن اليهودي . إنّ للكاهن المسيحي دوراً أسمى، وهو دورٌ روحيّ ، فيشفي النفوس المريضة بالخطيئة ، ويؤمّن حاجات المؤمنين الدينيّة ، ويشجّعهم على تتميم واجباتهم الروحيّة . 3 ـ تمسّكْ في سلوكك الفردي بالإشارات الثلاث التي ذكرها يسوع ، وهي الإيمان والشكر والسعي للخلاص الأبدي . إنها تساعدك على أن تعيش حياةً مقدّسة . المصدر / منتدى سـلطانة الحبل بـلا دنـس . | |
|